الملل المزمن.. ماهيته وكيفية التغلب عليه

الرئيسية » بصائر تربوية » الملل المزمن.. ماهيته وكيفية التغلب عليه
boring21

الملل المزمن عبارة عن شعور مستمر بالملل، ويتميز بالخصائص التالية: الإرهاق، عدم الرضا، اللامبالاة، والإحساس بأن كل شيء غير ممتع وغير مجدٍ. وهذا الشعور قد يحس به الإنسان تجاه بحياته بشكل عام، أو في جانب معين فحسب من حياته كما في عمله أو دراسته أو هواياته. على سبيل المثال، قد تكون للإنسان هواية اعتاد أن يستمتع بها في الماضي، ولكنه الآن يشعر بالملل حين يمارسها ويكاد لا يجد أي دافع للاستمرار فيها.

ما هي علامات الملل المزمن؟ وكيف تعرف إذا ما كنت مصابًا به أم لا؟

بشكل عام، يمكنك أن تدرك أنك تشعر بالملل المزمن إذا كنت تشعر بالملل دائمًا أو معظم الوقت، سواء بشكل عام أو في جانب معين من حياتك: وظيفتك أو هواياتك. وإليك تفصيلًا بعض الأحاسيس التي إن كنت تشعر بها كلها أو ببعض منها فهذا يعني أنك تعاني من الملل المزمن:

  • الشعور بعدم المبالاة تجاه معظم الأمور والأنشطة، بما في ذلك الأنشطة التي اعتدت الاستمتاع بها فيما ما مضى.
  • الشعور أن روتينك ممل ورتيب.
  • الافتقار إلى شعور الحماس أو الإثارة.
  • انعدام أحاسيس المتعة أو السعادة أو حس الإنجاز بما تقوم به.
  • عدم الرضا عما تفعله والشعور بأنه بلا مغزى أو فائدة تُرجى منه.
  • الإحساس بعدم الرضا عن حياتك بشكل عام، أو عن جوانب معينة من حياتك مثل عملك أو دراستك أو هواياتك.
  • فقدان الدافع والحماسة للقيام بأي عمل.
  • الشعور بالإرهاق الجسدي أو العقلي (أو كليهما)، والافتقار للطاقة باستمرار.

وضع في اعتبارك أنك إن كنت تشعر ببعض هذه الأحاسيس فهذا يشير إلى إصابتك بالملل المزمن ولكن قد يكون في جانب معين من حياتك ولذلك لا تشعر بجميع الأعراض المذكورة.

ما هو الفرق بين الملل المزمن والاكتئاب؟

على الرغم من أن الملل والاكتئاب يشتركان في العديد من الأعراض ويمكن أن يحدثا معًا، إلا أنهما ظاهرتان منفصلتان. وهذا يعني أنه من الممكن أن يعاني شخص ما من الضجر وليس الاكتئاب، كما في حالة من يعاني من الملل والرغبة العميقة في التغيير حين يتعلق الأمر بوظيفته، ولكنه لا يعاني من الاكتئاب. وبالمثل، فهذا يعني كذلك أنه من الممكن أن يعاني شخص ما من الاكتئاب ولكن ليس الضجر، كما هو الحال في حالة من يعاني من حزن عميق مزمن وانخفاض الطاقة، بيد أنه لا يشعر بأي ملل.

من الممكن أن يعاني شخص ما من الضجر وليس الاكتئاب، كما في حالة من يعاني من الملل والرغبة العميقة في التغيير حين يتعلق الأمر بوظيفته، ولكنه لا يعاني من الاكتئاب

ما الفرق بين الملل والملل المزمن؟

غالبًا ما يستخدم المصطلحان "الملل" و"الملل المزمن" للإشارة لنفس الشعور. غير أنه توجد عدة اختلافات بين هذين المصطلحين. وبشكل عام، فإن الاختلاف الرئيس بين الملل والملل المزمن هو أن الملل يشير إلى حالة عقلية قصيرة المدى وترجع لظروف الإنسان التي يعيشها والبيئة المحيطة، بينما يعبر الملل المزمن عن حالة عقلية مزمنة وتنبع من الشخص ذاته بالدرجة الأولى بغض النظر عن بيئته وظروفه.

علاوة على أن الملل المزمن يشير إلى وجود شكوك داخلية قوية في نفس الإنسان تتعلق بأهدافه وأفعاله، وتدفعه تلك الشكوك لمشاعر العجز والاستسلام حتى تخور قواه وتتبدل مشاعره إلى اللامبالاة. أما الملل فعادة ما يدفع الإنسان لإيجاد حل فوري وسريع للتخلص منه.

الملل المزمن يشير إلى وجود شكوك داخلية قوية في نفس الإنسان تتعلق بأهدافه وأفعاله، وتدفعه تلك الشكوك لمشاعر العجز والاستسلام حتى تخور قواه وتتبدل مشاعره إلى اللامبالاة

ما هي وسائل التعامل مع الملل المزمن؟

1- فكر فيما تود أن تفعله:

هذه الخطوة جوهرية في التغلب على الملل المزمن؛ لأنه يمكنها ببساطة مساعدتك على فهم سبب شعورك بالضجر في المقام الأول، وما يجب عليك فعله للتخفيف من ذلك، سواء فيما يتعلق بحياتك بشكل عام أو فيما يتعلق بالجزء المحدد من حياتك التي تشعر فيه بالملل.

2- تحدث مع أحد بشأن الأمر:

يمكن أن يساعدك التحدث إلى شخص ما عن الملل الذي تشعر به في معرفة أسبابه. وربما يقترح عليك أمورًا قد لا تخطر في بالك. وحبذا لو كان شخصًا قريبًا منك، فمعرفته بك ستجعل اقتراحاته أكثر واقعية وعملية بالنسبة لك.

3- غير روتينك:

فأحيانًا مجرد تغيير بعض الأنشطة التي تقوم بها واستبدالها بأمور أخرى يقلل من شعور الضجر وإن لم يتلاش تمامًا.

4- جرب أمورًا جديدة:

فمثلًا حاول تعلم شيءٍ جديدٍ في عملك، أو إذا كان الأمر متعلقًا بالهوايات فحاول تعلم هواية جديدة. وكذلك، إذا كان هناك مجال معين ترغب في دراسته دومًا ولم تتح لك الفرصة آنذاك، فانتهز الفرصة المتاحة الآن.

5- تعرَّف على أناس جدد:

يمكنك توسيع دائرة علاقاتك فمن خلال رغبتك في تعلم أشياء جديدة، ستتعامل بالضرورة مع أناس جدد وهذا سيسهم بإذن الله في التقليل من ذلك الشعور المزمن بالضجر.

6- تخلص من الأنشطة غير الضرورية التي تؤدي إلى الشعور بالملل:

فمثلًا، إذا كنت تشاهد البرامج التلفزيونية بكثرة لأنها أيسر ما يمكن عمله، ولكنك في الحقيقة لا ترغب في ذلك. ففي هذه الحالة، احرص على التوقف عن المشاهدة وخصص هذا الوقت لعمل ما تحبه وتود القيام به بالفعل.

7- اجعل الأشياء التي يتوجب القيام بها أكثر إمتاعًا:

يمكنك تحدي نفسك لإكمال مهمة مملة، مثل تنظيف المنزل في إطار زمني محدد، وأثناء ذلك يمكنك الاستماع لبعض التسجيلات التعليمية، أو التربوية أو أي نوع آخر تفضله. وهذا الاقتراح عملي ومهم خاصة عندما يتعلق الأمر بالأشياء التي لا يمكنك تجنبها.

8- ركز على ما تفعله الآن:

فكثرة التفكير في المستقبل - وإن كان الغد - قد يقلل من حماسك لإنجاز العمل الحالي لانشغالك بالتفكير في وقت لم يَحلَّ بعد!

كثرة التفكير في المستقبل - وإن كان الغد - قد يقلل من حماسك لإنجاز العمل الحالي لانشغالك بالتفكير في وقت لم يَحلَّ بعد!

9- فلتكن لك يوميات:

فهذا سيعطيك الفرصة للتفكير والتعبير بشكل أعمق عن أفكارك وعواطفك وتجاربك. عند شروعك في الكتابة، حاول التركيز بشكل أساسي على الجوانب الإيجابية في حياتك، وعبر عن مشاعرك تجاهها.

10- خذ استراحة:

في بعض الحالات، تحتاج إلى منح نفسك فترة للراحة الجسدية والنفسية، خاصة إذا كنت تمر بفترة تعج بالضغط النفسي أو التعب الجسدي المستمرين.

ما هي خطورة الملل المزمن؟

يعدّ الملل المزمن ضارًا؛ لأنه يمثل حالة ذهنية سلبية للغاية، ولهذا السبب من الضرورة تجنبه قدر الإمكان والحرص على التغلب عليه إن وجد.

كما أنه هناك مشكلة ملحوظة في الملل تتمثل في أن بعض السلوكيات أو الحالات الذهنية التي يؤدي إليها الملل، مثل التقاعس عن العمل والتعب والعزلة هي الأشياء ذاتها التي يمكن أن تجعل الشخص يعاني من الملل بشكل أكبر، مما يحوله إلى ملل مزمن على المدى البعيد.

وختامًا، فإن الملل شعور نفسي طبيعي قد يصيب البعض في جانب واحد أو أكثر من حياتهم. وبرغم أنه يعد من المشاعر السلبية في عرف البشر تماًما كمشاعر الحيْرة مثلًا، فإنه قد يدفع الإنسان أحيانًا لتجديد وتغيير أنشطته أو أهدافه في الحياة. فإذا كنت أحد هؤلاء الذين يعانون من الملل المزمن فحاول أن تأخذ الأمر ببساطة وتطبق قدر ما تستطيع النصائح التي طرحناها آنفًا، وامنح نفسك الفرصة لتكتشف أمورًا جديدة عن الحياة وعن نفسك.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • https://effectiviology.com/ennui/
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …