ما قصة الغريب الذي خطط لتفجير مسجد فأصبح من عمّاره؟

الرئيسية » بصائر من واقعنا » ما قصة الغريب الذي خطط لتفجير مسجد فأصبح من عمّاره؟
mosque21

روت بيبي بهرامي (أحد مؤسسي المركز الإسلامي في مدينة مونسي بولاية إنديانا الأميركية) قصة رجل غريب ظهر أمام مسجدها الصغير بالمدينة قبل عدة سنوات وكان على ذراعه اليمنى رسم لشعار مشاة البحرية الأميركية (المارينز) ووشم لجمجمة صغيرة مع صاعقة، وكان وجهه متجهما وبالكاد كان ينظر إليها، وكان قابضا يديه، وبدا عصبيا.

وعلقت بهرامي في مقالها بصحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) بأن الحاضرين وقتها شعروا بخطر محتمل، حيث كانت المدينة قد شهدت انقساما ثقافيا شديدا، وكانت الكراهية ضد المسلمين واضحة، وكانت المساجد هدفا لجرائم مروعة، لكنهم شعروا أيضا بضعف هذا الشخص الغريب.

ورحب زوجها -وهو لاجئ أفغاني وطبيب- بالرجل، وفي وقت لاحق جلست هي معه بمفردها في مكتبة المسجد وسألته عن اسمه بأسلوب هادئ يشعره بالراحة والتقدير، لأنها بحكم نشأتها -كما تقول- تؤمن بفكرة أنه يجب الترحيب بالغريب وابن السبيل، وإذا بحثنا عن أرضية مشتركة مع كل من نلتقيهم فسنكتشف إنسانيتنا المشتركة وسنكون جميعا في حال أفضل.

وهذا الأسلوب جعل هذا الغريب يهدأ وبدأ ينظر إليها، وقال إن اسمه ريتشارد ماكيني، وإنه خدم 25 عاما في الجيش ولديه زوجة وابنة.

وخلال الأسابيع القليلة التالية بدأ ماكيني يتردد بصفة منتظمة على المسجد، وانضم إلى رواده لتناول وجبات الطعام وشاركهم قصصا عن أسرته وتجربته في الجيش، وأصبح بعد وقت قصير من مجتمع المسجد المكون من 200 شخص.

ولفتت بهرامي إلى شائعات ترددت لم تسمعها من قبل ادعى فيها بعض المصلين أنهم سمعوا أنه عندما جاء ماكيني لأول مرة إلى المسجد كان في مهمة استطلاعية، وأنه صنع قنبلة لتفجير المسجد وقتل من فيه، فما كان منها إلا أن دعته إلى تناول الطعام في بيتها، وعندما انتهى حدقت في عينيه وسألته "هل صحيح يا ريتشارد كنت تخطط لقتلنا؟".
وقد اعترف لها هذا الجندي السابق وهو منكسر من الخجل بأن هذا كان مخططه في البداية، لأنه خلال وجوده بالجيش كان يشعر أنه في حرب مع المسلمين لسنوات ونمت كراهيتهم في قلبه.

لكنه عندما رأى العطف والرأفة التي عامله بها المصلون تغير تفكيره، وشعر أنهم منحوه مكانا ينتمي إليه وأظهروا له المعنى الحقيقي للإنسانية.

لكنه عندما رأى العطف والرأفة التي عامله بها المصلون تغير تفكيره، وشعر أنهم منحوه مكانا ينتمي إليه وأظهروا له المعنى الحقيقي للإنسانية.

وخلصت بهرامي إلى أن الكلمة الطيبة والتبسم لأي شخص غريب ينظر أو يفكر بشكل مختلف عنا والتقرب إليه لمعرفة المزيد عنه بدلا من تجاهله سيكون لهما أثرهما الإيجابي، وقد نفاجأ مما يمكن أن يحدث.

يشار إلى أن هذه القصة هي موضوع فيلم وثائقي جديد مرشح لجائزة الأوسكار بعنوان "غريب عند البوابة" (Stranger at the Gate)، وهو من إنتاج الناشطة الباكستانية ملالا يوسفزي.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

من عوامل ثبات أهل غزة

قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم …