شبابنا والإبداع.. مقومات ومعوقات (1-2)

الرئيسية » بصائر تربوية » شبابنا والإبداع.. مقومات ومعوقات (1-2)
شبابنا والإبداع 1

لا شك أن شبابنا اليوم في العالم العربي والإسلامي لديه من القدرات والكفاءات والطاقات ما أبهرنا به في الماضي وفي الحاضر وفي القادم؛ فالشباب هم عماد الأمة وكل أمة، ومعيار نهضتها، وبهم وإليهم يبدأ وينتهي كل تقدم ورقي بشكل شمولي، ولما كانوا هم رمانة الميزان في كافة الأمور الحياتية لما يحملونه من قوة واجتهاد، فقد عرف الإسلام قدرهم وامتدحهم رسول الإسلام وأنصفهم فقال: "نُصِرتُ بالشباب" وهذا عرفان بقوتهم ومسارهم ورزانة عقولهم - وإن كانت حماسة - لكن المجد يقينًا لكل ثائر مثقف واع وما أعظم أن تجتمع هذه الصفات في الشباب.

ونحن اليوم سنتحدث عن مفهوم الإبداع ومقوماته عند الشباب بشكل سلس وبسيط.

الإبداع هو عملية تقوم على تحويل الأفكار الجديدة والخيالية إلى حقيقة واقعة، وبالرغم من بساطة تعريفه إلا أنه لا يصل إليه الكثير؛ فالأمة برغم توسع امتدادها وانتشارها الكبير سكانيا وجغرافيا، فالمبدعون ليسوا كثرا، بل إن التاريخ نفسه لم يخلد كل من مر عليه أو ذكر فيه، لكن فئة قليلة اجتمعت فيهم صفات معينة أعلاها الإخلاص والهمة العالية، ثم إعمال العقل والأخذ بالأسباب بشكل شمولي، ونحن أيضًا وفي إطار السعي للوصول لتعميق الإبداع في نفوس شبابنا، سنسرد عدة مقومات لتحقيق الإبداع وجعله واقعًا غير مستحيل.

الإبداع هو عملية تقوم على تحويل الأفكار الجديدة والخيالية إلى حقيقة واقعة، وبالرغم من بساطة تعريفه إلا أنه لا يصل إليه الكثير

1. إيمان الشاب بقدراته

والمعنى واضح جدًا، فلو كان الأمر داخل الشباب والعقل عظيم فإنه سيتحول لعامل إنتاجي ويخرج من دائرة الكيبورد والتنظير للواقع إن كان مبدعا ميدانيا، ويظل يسعى لبلورة فكرة ويبحث في البرمجيات ونظم المعلومات إن كان يسعى في الإبداع التقني هو أمر أعظم خصوصا مع الثورة المعلوماتية المتصاعدة، والتي ربما تتصاعد بشكل شديد في السنوات القادمة، وعليه فتعظيم الثقة بالذات داخل نفس ووجدان الشاب من أهم معوقات الإبداع عموما ولا مجال للوصول إليه في حالة غياب هذه الصفة الأساسية وفي ذلك فليتنافس كل من يريد أن يضيف لأمته ولوطنه ولذاته.

2. القراءة والإرادة

وهنا قد يسأل سائل ويقول قائل مع هذا الربط والجواب أن الشخص الذي قرأ ويبحث في التاريخ عمومًا هو ذلك الذي يتعلم من تجار ويدون مواقف ودروس وعبر ثم يستمد إرادته من مواقف السابقين وكيف صبروا وكيف طوروا وكيف تطوروا وكيف خلدوا أسماءهم في سجل التاريخ حتى الآن والأمثلة أكبر من أن تحصى في مقال.

فضلا على أنه كيف يكون الشخص مبدعًا وهو غير قارئ فهي أساسيات بناء عقل قبل أن تكون مقومات إبداع ونجاح.

3. وضع الأمة الحالي

وقد يتخيل القارئ للوهلة الأولى من قراءته لهذا البند، أننا سنتحدث عن الأوجاع والمشكلات والجراح، وقد يكون محقا لكنني أعتقد أنه لم يعد من الفهم والوعي التركيز على الألم دون ذكر الآمال وكيف نتحدث عن الشباب وقوته وتغيير مسار الأمم عن طريقه وكيف تغيرات شعوب وزالت أنظمة بقوته وحماسته ثم نسرد البكائيات.

لكنني أقول إنه وبرغم الأوجاع فإن الواقع مبشر ومن أراد أن يعلم فليخرج فقط بوصلته لأرض الرباط ليرى من الذي يقلق مضاجع هذا الكيان اللقيط ومن الذين حولوا ليلهم خوفا ونهارهم رعبا والجواب شباب دون العشرين.

فهذا الأمر من أكبر محفزات ومقومات الإبداع أن تشعر بأن مستقبل أمتك مرهون بقوة فهمك وحركتك ووعيك وحسن توكلك على الله بصدق النية والمقصد.

برغم الأوجاع فإن الواقع مبشر ومن أراد أن يعلم فليخرج فقط بوصلته لأرض الرباط ليرى من الذي يقلق مضاجع هذا الكيان اللقيط ومن الذين حولوا ليلهم خوفا ونهارهم رعبا والجواب شباب دون العشرين

4. المغامرة

وقديما قيل: "يفوز باللذات كل مغامر"، والمغامرة في قناعتي تجمع بين قوة القلب والمبادرة والشخص المبادر هو ضمنيا مقدام قادر على التحدث لديه رؤية طموح يسعى للمعالي لا يخاف من الفشل، فالفشل هو بداية أي نجاح لمن يعي.

ولولا تجارب أديسون ال99 الفاشلة لما نجح في المائة، وهذا درس لكل من يريد أن يسلك مسلك المبدعين أو يسعى أن يقدم للبشرية شيئًا يخلد به، أو يسعى في أي مجد شخصي وهو أمر مشروع لا شيء فيه، فليس كل المبدعين متجردين من الأهواء أو أن كل مشاريعهم الإبداعية كان أممية أو شمولية بل الكثير كانت شخصية المهم أن يكون الأمر مفيدا ومبشرا.

ختامًا..

هذه مقومات أربع رأيت - وقد أكون مخطئا - أنها أساسية الوجود وحتمية الحدوث لمن أراد أن يصبح مبدعًا ولكل من أحب أن يقدم جديدا ويضيف عظيما.

فالجد الجد يا شباب، ويبقى السؤال بعد أن ذكرنا المقومات التي نحسبها كذلك ما هي المعوقات وأين تكمن؟ هذا ما سيكون جوابه في المقال القادم..

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتب وباحث مصري الجنسية، مؤلف عدة كتب فى التربية والتنمية "خرابيش - تربويات غائبة- تنمويات". مهتم بقضية الوعي ونهضة الأمة من خلال التربية.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …