10 أسباب لعدم ضرب الأطفال

الرئيسية » بصائر تربوية » 10 أسباب لعدم ضرب الأطفال
10 أسباب لعدم ضرب الأطفال

من أشهر القصص في مسألة الضرب هي أن أمًا كانت تضرب ولدها باستمرار، وفي يوم رأته يضرب أخته، فلما سألته عن السبب أخبرها أنه يقلدها فهي دائمًا ما تضربه كلما غضبت منه! وقد أكدت الأبحاث أن الأطفال عادة ما يقلدون من يحبونهم ويحترمونهم ويتخذونهم قدوة لهم .

وعادة ما يكون هؤلاء الأشخاص هم الوالدان ومدرسوا المدرسة، فحين يرى الأطفال آباءهم يضربون ويشتمون، يفهمون على الفور أنها تصرفات صحيحة ولا غضاضة عليهم من تقليدهم! والسبب أن أوامر الآباء في نظرهم تركز على الأخلاق الحسنة والتصرفات الصحيحة والنواهي تكون لكل ما هو سيئ.

ولخطورة مسألة الضرب للأطفال، ولما كثر من استمرارية الكثير من الآباء في ضرب أبنائهم ورفض تعلم أي نوع آخر من أنواع التربية، وادعاء فاعلية أسلوب الضرب، سنذكر في هذا المقال عشرة أسباب عملية ونفسية تؤكد على ضرر الضرب على الأطفال على المدى القريب والبعيد:

حين يرى الأطفال آباءهم يضربون ويشتمون، يفهمون على الفور أنها تصرفات صحيحة ولا غضاضة عليهم من تقليدهم!

1- العنف يجر إلى العنف:

فكما ذكرنا آنفًا، يميل الأطفال عادة لتقليد آبائهم في تصرفاتهم، وحتى إن لم يكن الضرب باستمرار، فإنه يؤثر على نفسية الطفل هذا إن لم يحوله لشخصية عنيفة في طفولته أو في المستقبل مع أطفاله، كما أنك بضربك لطفلك كلما انتابك شعور الغضب، توجه له رسالة غير مباشرة مفادها أن حل الغضب هو الضرب، فيصير هذا أسلوبه في التعامل مع مشاعر الغضب على الدوام، فلا ريب أن واحدًا من الأمور التي يحرص معظم الآباء تقريبًا - إن لم يكونوا جميعهم - هو تعليم أبنائهم كيفية التحكم في غضبهم، فكيف سيتمكنون من فعل ذلك وهم أنفسهم لا يملكون السيطرة على غضبهم.

2- الضرب يقلل من قيمة الطفل في نظر نفسه:

فالطفل يستمد قيمته وثقته بنفسه من والديه، وفي البيوت التي لا يكون فيها الضرب هو الأصل في التربية بين الآباء والأبناء، تتزعزع ثقة الطفل بنفسه حين يضربه أحد والديه لأي سبب ويبدأ في التشكيك في حبهما ويرى أنه شخص سيئ لا يستحق المعاملة الحسنة، حتى وإن طيب والده خاطره لاحقًا؛ فالأذى النفسي والجسدي الذي لحق به لا يزول، وإذا تكرر الضرب يفقد الطفل ثقته في والديه وحبهما له شيئًا فشيئًا، والرسالة التي تصل للطفل عادة حين يُضرب هو أنه سيئ وضعيف وليس له من الأمر شيء.

أما بالنسبة للضرب على اليد بالذات فقد أكدت دراسات نفسية بعد اختبار بعض الأطفال الذين ضُربوا على أيديهم وغيرهم من الذين لم يضربوا، أن الذين تعرضوا للضرب على الأيدي كانوا أقل في مهاراتهم اليدوية والاستكشافية بشكل عام.

إذا تكرر الضرب يفقد الطفل ثقته في والديه وحبهما له شيئًا فشيئًا، والرسالة التي تصل للطفل عادة حين يُضرب هو أنه سيئ وضعيف وليس له من الأمر شيء

3- الضرب يقلل من قيمة الآباء لدى أنفسهم وأبنائهم:

فتقل هنا قيمة الآباء في نظر أنفسهم؛ لأنهم يدركون في أعماق أنفسهم أنهم لم يتصرفوا بشكل صحيح، وعادة ما يضرب الآباء أبناءهم عند إحساسهم بالإحباط، ولجهلهم بما يتوجب عليهم فعله حين يتصرف الطفل تصرفًا خطيرًا أو خاطئا ، هذا غير اعتراف الكثير من الآباء أنه وعلى الرغم من أن الضرب هو أول ما يخطر على بالهم، فإنه مع ذلك لا يحل أية مشكلة ولا يرتدع الطفل بسببه عن التصرف الخاطئ، ولا ينجم عنه إلا شعور الطفل بالخوف تجاه والديه وفقد ثقته واحترامه لهما.

4- الضرب يبدأ خفيفًا ثم يستفحل الأمر:

فإذا قررت أن يكون الضرب هو طريقة التعامل مع ابنك وأخطائه، فإنك في الغالب ستتدرج من الضرب الخفيف حتى تصل للمبرِّح، والذي حتى إذا حدث وزال أثره الجسدي مع الوقت، فإن أثره النفسي لن يزول مطلقًا، كما لا يكتفي الكثير من الآباء باستخدام الأيدي فيستخدمون أدوات مؤذية كالأحزمة والعصي... إلخ.

5- الضرب لا يصحح الأخطاء ولا يعدل السلوكيات:

فالكثير من الآباء الذي تعودوا على ضرب أبنائهم يعترفون بأنهم كلما ضربوهم تمادى الأبناء في الخطأ ولا يغدو الضرب رادعًا لهم! والسبب في ذلك يرجع إلى أن ضرب الطفل لا يدفعه لإدراك خطئه بل يرى نفسه إنسانًا سيئًا وأنه الخطأ في حد ذاته، ومن هذا المنطلق تسوء تصرفاته أكثر ضرب الطفل لا يدفعه لإدراك خطئه بل يرى نفسه إنسانًا سيئًا وأنه الخطأ في حد ذاته، ومن هذا المنطلق تسوء تصرفاته أكثر.

6- ليس هناك أي أساس علمي أو تربوي لجدوى الضرب للأطفال:

فالكثير من الآباء يتحججون برغبتهم في تربية أطفالهم على الاستقامة والسلوك الحسن وأن الضرب من تجربتهم هو الحل الأمثل لذلك! فإذا كنت من هؤلاء، فاسأل نفسك عن عدد العادات والتصرفات الخاطئة التي تخلص منها طفلك حين ضربته، وأؤكد لك أنك ستصدم من الإجابة، ذلك أنك ستجد أن أخطاءه زادت وأخلاقه ساءت وحاله تردت!

7- الضرب يولد مشاعر الغضب عند الآباء والأبناء على السواء:

فالأطفال يرون الضرب ظلمًا بينًا ولا يلتمسون العذر لآبائهم مهما كان خطؤهم، فقد لا يكون الأطفال ناضجين في تفكيرهم ولكنهم لا شك يملكون حس العدالة تمامًا كالكبار، وهذا الإحساس بالظلم عادة ما يتحول لشعور بالغضب والذل والإهانة، ويبدأ الطفل ببناء حاجز بينه وبين والديه، فيقلل من الحديث والتعامل معهما، أو يتحول لطفل متمرد دائم الاعتراض والعصبية، وإذا ما راجع الآباء أنفسهم بعد ضرب أبنائهم سيكتشفون أنهم فعلوا ذلك لتفريغ شعور الإحباط أو الغضب بداخلهم أكثر منه لتصحيح أخطاء أبنائهم!

مشاهد الضرب وما سببه له من ألم سيظل محفورًا في ذاكرة الطفل للأبد وسيشوه اللحظات الجميلة في طفولته، فالناس عادة ما يتذكرون الأحداث السيئة في طفولتهم أكثر من تذكرهم للحظات الجميلة

8- الضرب يتسبب في استعادة الذكريات السيئة:

فمشاهد الضرب وما سببه له من ألم سيظل محفورًا في ذاكرة الطفل للأبد وسيشوه اللحظات الجميلة في طفولته، فالناس عادة ما يتذكرون الأحداث السيئة في طفولتهم أكثر من تذكرهم للحظات الجميلة، فأنا شخصيًا أتذكر الأوقات التي ضربت فيها أكثر من الأوقات الجميلة، برغم أنني نشأت في منزل الأصل فيه هو الحب والاحترام، مع ذلك فإن الأوقات التي ضُربت فيها لا تكاد تفارق ذاكرتي.

9- للضرب المبرِّح آثار سيئة بعيدة المدى:

فقد أشارت الأبحاث العلمية إلى أن الأطفال الذي يتعرضون للضرب المبرح ينشؤون منطوين وأنانيين، وكذلك فإن الأطفال الذي نشأوا على أن الضرب هو الأسلوب الصحيح للتربية كان الأغلب في تربيتهم لأبنائهم هو استخدام الأسلوب نفسه، وكذلك أثبتت الدراسات أن الأولاد الذين يتعرضون للضرب الشديد صغارًا فإن نسبة كبيرة منهم يمارسون العنف ضد زوجاتهم أو أبنائهم أو كليهما كبارًا.

10- لا يوجد أي جانب حسن للضرب:

فدراسات الخمسين سنة الماضية وحدها تؤكد على انعدام أية فائدة من الضرب والأذى الجسدي، وكل ما يتسبب به الضرب هو بناء الحواجز النفسية والجسدية بين الآباء والأبناء، وعليه، فحين يواجه الطفل أية مشكلة فإن آخر من يخبره أو يستشيره - إن حدث وفعل أمرًا كهذا - هو والده الذي كان يضربه ويؤذيه.

ونخلص أخيرًا إلى أنه لا خير يرجى من ضرب الطفل، ولجوء الكثير من الآباء لهذه الأمر لا يعكس إلا عجزهم وجهلهم بكيفية تفريغ غضبهم وإحباطهم، فعلى هؤلاء الآباء الحرص على تربية أطفالهم على النحو الذي يسهم باستقامتهم دون التسبب بأي أثر جسدي أو نفسي سيئ يستمر في قلوب الأطفال وعقولهم فيما بقي لهم من عمر.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • https://www.askdrsears.com/topics/parenting/discipline-behavior/spanking/10-reasons-not-hit-your-child/
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …