قال تعالى ( لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).
من أكبر المشاكل التي ترسخت في البنى التحتية التفكيرية أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم لنا كرسول فقط ولم يقدم لنا كإنسان وبالتالي كان حب المسلمين للنبي صلى الله عليه وسلم حباً فطرياً بلا روح ودليله عندما نسأل طلبتنا سواء في المدارس أو الجامعات لماذا تحب محمد صلى الله عليه وسلم؟ تأتي الإجابة لأنه نبي وحبه واجب.
نعم هذه الإجابة جميلة لكنها إجابة بلا روح فالحب علاقة تفاعلية وليست علاقة واجبة فقط.
حتى تحب النبي صلى الله عليه وسلم حباً حقيقياً لا بد أن تكون شغوفاَ في قراءة سيرته تستحضرها خلال محطات يومك تقتدي به وسأضع بين يديك بعض الجوانب الإنسانية لحبه صلى الله عليه وسلم:
1- الابتسامة: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أحسنَ النَّاسِ خُلُقًا، سَهْلًا ليِّنًا في مُعاملةِ النَّاسِ، يَنبسِطُ إليهم، ويَضحَكُ تبسُّمًا معَ صحابته.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ الحارثِ رضِيَ اللهُ عنه: "ما رأَيْتُ أحدًا أكثرَ تبسُّمًا مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان كَثيرَ التَّبسُّمِ؛ فقد كان صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يألَفُ ويُؤلَفُ، لَيِّنَ الجانبِ.
2- الإيجابية: ومن ذلك ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة (أي شده بقوة) نظرت إلى عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت به حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، ثم أمر له بعطاء.
انظر إلى قول الراوي «فضحك»، ردة فعل إيجابية على تصرف سلبي من جاهل، ولم يمنعه ذلك الاعتداء والفظاظة من الأعرابي من إكمال الرد الإيجابي فأمر له بعطاء.