كأم لثمانية أطفال، تمكنت من التغلب على الخلافات بين أبنائي وبعضهم البعض والمقارنات الدائمة والرغبة في جذب انتباهي باستمرار، والأهم أنني تعلمت أنه لا مجال لتفاديها في حال إنجابك لأكثر من طفل، وإنما سيتوجب عليك التعامل معها شئت أم أبيت.
وطريقة تعاملك معها هي التي ستحد من أثر تلك الخلافات والمقارنات على علاقات الإخوة على المدى القريب والبعيد، فاثنان من أبنائي مثلًا كانا كثيرا الخلاف والمقارنة صغارًا، ولكنهما الآن أصبحا صديقيْن مقربين، بل وصار كلاهما طبيبين كأبيهما.
إليك عشرين طريقة للتعامل مع الخلافات والمقارنات بين أبنائك مع الحفاظ على العلاقة وطيدة وطيبة سواء بينك وبين أبنائك، أو بين الإخوة وبعضهم بعض:
1- اجعليهم أصدقاء منذ البداية
احرصي أثناء الحمل على تحبيب طفلك الأول في المولود القادم من خلال الحديث عنه وعن ولادته وطفولته، وعن دوره كأخ كبير في العناية بأخيه، وأشركيه بالفعل بعد الولادة في ما يتعلق بأخيه الرضيع من إعداد الحليب والاستحمام... إلخ، وبالتالي لن يشعر الطفل الأكبر أنه منبوذ أو أن الطفل القادم أخذ محله وصار منافسه في الحصول على اهتمام والديه.
احرصي على إشراك ابنك الأكبر في مهمة العناية بالرضيع، وامنحيه أيضًا لقبًا كـ "مساعدي الخاص" مثلًا؛ فهذا الأمر يسعد الطفل جدًا ويجعله يحرص على أخيه أو أخته أكثر
2- أشعري ولدك الأكبر بأهميته
فمثلًا، حين يأتي الضيوف محملين بالهدايا لمباركة مولودك الجديد، جهزي هدايا كذلك لطفلك الأول، ومن جهة أخرى، احرصي على إشراك ابنك الأكبر في مهمة العناية بالرضيع، وامنحيه أيضًا لقبًا كـ "مساعدي الخاص" مثلًا؛ فهذا الأمر يسعد الطفل جدًا ويجعله يحرص على أخيه أو أخته أكثر.
3- قسمي الوقت بين أطفالك
فمن الصعب أن تشرحي لطفل عمره أقل من ثلاث سنوات أن عليك تخصيص وقت أكبر للمولود الجديد، وإنما يمكنك - قدر المستطاع - الاعتناء بهما في نفس الوقت، على سبيل المثال: بينما تطعمين طفلًا، يمكنك أن تروي قصة للآخر، أو بينما تحملين الرضيع في حمالة الأطفال، يمكنك لعب لعبة بسيطة ولا تتطلب الكثير من الحركة مع طفلك الأكبر.
4- كوني إيجابية
فـ أنت كأم تنظرين على المدى البعيد وهو أنك أنجبت طفلًا آخر سيغدو صديقًا لأخيه مستقبلًا، بينما يصعب شرح هذا للطفل الأول ؛ فالطفل عادة ينظر لما فقد لا لما سيحصل عليه، فلا يوجد طفل يرغب بمشاركة غرفته وألعابه ناهيك عن والديه مع أحد آخر، لذا عليك - سيما في البداية - أخذ الأمر بروح رياضية، ولتستغلي وقت عنايتك برضيعك في جعل الأب يقوي علاقته بولده الأكبر.
5- ابدئي يومك بالاهتمام بالطفل الأكبر
عشرون دقيقة كل يوم في بداية اليوم كفيلة إلى حد كبير بإخماد مشاعر الغيرة والغضب التي يشعر بها الطفل عادة حين ينصب تركيزك ووقتك على المولود الجديد، فكونه حاز على اهتمامك في بداية اليوم سيشعره بأهميته وأنك تفكرين فيه وإن قضيت غالبية اليوم تعتنين بالرضيع.
الحقيقة أن تعاطي كثير من الآباء مع خلافات أبنائهم، والتمييز بينهم هي التي تخلق الفرقة والفجوة بين الإخوة على المدى القريب والبعيد
6- اصنعي لأبنائك أدوارًا تقوي العلاقة بينهم
ليس الأصل في العلاقات بين الإخوة هو التنافس والخلاف والمقارنة، والحقيقة أن تعاطي كثير من الآباء مع خلافات أبنائهم، والتمييز بينهم هي التي تخلق الفرقة والفجوة بين الإخوة على المدى القريب والبعيد؛ فدور الآباء في رأيي هو صنع أدوار بين الإخوة لتقوية علاقاتهم ببعضهم، وفيما يلي أمثلة لبعض تلك الأدوار:
- الطفل المسؤول
إذا كان هناك فرق عمري بين أطفالك، كلفي الكبير بمهمة العناية بالأصغر منه (بما يناسب سنه وقدراته العقلية والجسدية)، فهذا سيعلم الكبير تحمل المسؤولية، وسيقدر الصغير وجود من يعتني به هو بالذات.
- الطفل الطبيب
إذا أصيب أحد الأطفال بجرح اجعلي أخاه أو أخته يضمد جرحه تحت إشرافك.
- الطفل مطيِّب الخواطر
إذا أصيب أحد أبنائك بإحباط معنوي أو كان عنده امتحان أو مسابقة ما، اجعلي أبناءك الآخرين يشجعونه ويدعون له؛ لتزيد أواصر المحبة والثقة والمودة بينهم.
- الطفل المعلِّم
ليعلِّم أحد أبنائك الكبار أخاه الصغيرة مهارة ما، فقد جعلتُ ولدي الكبير يعلم أخاه الأصغر البيسبول وكان هذا الأمر من أسباب زيادة الود والحب بينهما.
- الطفل المتعاون
اجعلي أبناءك يتعاونون مع بعضهم في إنجاز أي عمل كترتيب الغرفة أو إعداد الطاولة... إلخ.
7- ضعي حدودًا
امنعي السخرية والشتم والاستهزاء والضرب وغيرها من التصرفات المؤذية، ولتعلمي أطفالك حدود المزاح واللعب مع بعضهم البعض .8- استغلي الجلسات العائلية
استغلوا الجلسات العائلية في حل الخلافات الأخوية، مثلًا، سبق ابنتي الأولى ثلاثة إخوة ذكور، وكنت أرى أن مزاحهم معها لطيف وحسن النية ولكنها في إحدى جلساتنا العائلية اشتكت منه، فامتنع إخوتها بعد ذلك عن المزاح معها بتلك الصورة وصارت علاقتهم أفضل.
9- الدعابة هي الحل الأمثل أحيانًا
عادة ما أمزح مع أطفالي في شجاراتهم على الألعاب بدلًا من التهديد بمنعهم من اللعب إذا ما اختلفوا مع بعضهم.
10- شجعي روح الفريق
في نزهاتنا العائلية يتحمل كل واحد فينا مسؤولية ما، وهكذا تعلم أبنائي أن جميعنا سواسية وأننا كلنا جزء من العائلة وأداورنا كلها مهمة، كما أراعي أثناء إسناد هذه الأدوار عمر كل طفل ومهاراته وقدراته وما يناسبه من الأنشطة.
11- شجعي مشاعر التعاطف والتفهم
دعي أبناءك يتخيلون أنفسهم مكان بعضهم خصوصًا وقت التحديات والصعوبات، فهذا سيجعلهم أناسًا مرهفي الحس وأكثر تفهمًا ورقة وتلك من أجمل الصفات الإنسانية.
12- مراعاة الفروق بين الجنسين
هناك تصرفات لا تكون مقبولة من الجنسين كالسب والإهانة والضرب، ولكن هناك أمور أخرى تظل محفوظة لجنس دون الآخر كالأنوثة للنساء والتصرفات الرجولية للأولاد، كذلك احرصي على وضع حدود وخطوط حمر في التعامل بين الشباب والبنات لمنع أي أذى جسدي أو نفسي.
13- تعلمي متى عليك التدخل وقت الخلافات
عندما يختلفون أثناء اللعب أعطيهم فرصة ووقتًا لحل الخلاف وأعلميهم أنهم إذا لم يتفقوا خلال تلك الفترة الزمنية فإنك ستتدخلين وتحلين الأمر بنفسك.
أبناؤك ليسوا نسخة من بعضهم البعض وبالتالي ستواجهين الكثير من الاختلافات في احتياجاتهم، ومهما حاولت فإنك لن تتمكني من المساواة بينهم
14- فرقي بين العدل والمساواة في المعاملة
فأبناؤك ليسوا نسخة من بعضهم البعض وبالتالي ستواجهين الكثير من الاختلافات في احتياجاتهم، ومهما حاولت فإنك لن تتمكني من المساواة بينهم - وليس هذا هو المطلوب بحال - فقد حدث واشتريتُ جوارب جديدة لابنتي في إحدى المرات، فسألني ابني: "لماذا لم تشتري لي أنا كذلك؟" فأخبرته أنني اشتريت لها لأن جواربها القديمة تمزقت، وذكَّرته بأنني اشتريت له زوجًا جديدًا من الأحذية في الأسبوع الذي مضى، ولم أشتر لأخته لعدم احتياجها، فحين توضحين لأطفالك أنك تلبين احتياجهم على اختلافها سيشعرون بأهميتهم لديك وبإنصافك لهم، وهذا الشعور أهم بكثير من مسألة المساواة التي قد تلبي احتياجات البعض على حساب الآخرين.
15- أطفالك كلهم مفضلون ومميزون
حين يسألك طفلك: "أتحبينني أنا أكثر أم أخي؟" أجيبيه إجابة دبلوماسية فقولي: "أحبكما أنتما الاثنين بصورة مميزة" واذكري مزية في كل منهما، واعلمي أنه حينما يسألك طفلك هذا السؤال فهو لا يتوقع أن تذكري تفضيلك لأحدهما على الآخر، بل هو يريد أن يتقين من حبك له هو وتقديرك لتميزه واختلافه عن إخوته.
16- لا للمقارنات
فإذا ما قارنت فقارني الطفل بنفسه كالتقدم الذي أحرزه في المدرسة أو أثناء تعلم مهارة جديدة، أما المقارنة بين الإخوة فهي مدمرة من كل النواحي ولا تنمي إلا مشاعر الحقد والغيرة بين الإخوة، وقطعًا مشاعر الكره مع الوقت ضد الأب أو الأم الذي يقارن أو يميز في المعاملة.
17- ضعي خطوطًا حمرًا
فالأصل في الأطفال هو الحركة واللعب والمرح، ولكن يجب تعليمهم أن هناك خطوطًا حمرًا فإذا سبب أي نوع من لعب الطفل أذى جسديًا أو نفسيًا لأخيه أو أخته، نبهيه أن عليه التوقف على الفور.
18- تدخلي عند استفحال الأمور
إذا ما لاحظت أن العلاقة سيئة بين أخ وأخيه فعليك التدخل، فالكثير من الآباء يقولون بأن الأطفال سيكبرون وينضجون وتغدو علاقتهم طيبة بشكل تلقائي!
ولكن هذا أبعد ما يكون عن الصحة، فما يحدث في الغالب هو أنه إذا كانت العلاقة سيئة بين أخوين فإنهما سيكبران وعلاقتهما سيئة إلا إذا حرصا بأنفسهما على إصلاح العلاقة.
19- استمعي للطرفين دائمًا
عادة ما يقع الآباء في فخ التحيز للطفل الذي عادة ما يختلق الشجار والمعروف بشغبه، ولكن هذا ليس من العدل في شيء، فهناك دائمًا استثناءات وفي شجارات الأطفال بالذات لا تكون الأمور في أحيان كثيرة كما تبدو عليه ظاهريًا، فيجب عليك دومًا الاستماع للطرفين دون أي استثناءات.
20- الأخوة علاقة تستمر مدى الحياة
احرصي أن تشرحي هذا لأطفالك وأن الأصدقاء يرحلون ويجيؤون ويمكن استبدالهم ولكن العلاقات الأخوية هي من أقوى وأطول العلاقات الإنسانية، وأن يكون صديقك المقرب هو في الوقت نفسه أخوك هو أمر لا يعوض ولا مثيل له.
العلاقة الأخوية من أجمل وأعمق العلاقات الإنسانية، ومن أجمل الهدايا التي يمكن لأي أب أو أم تقديمها لأبنائهم هي الحفاظ على العلاقة بين أبنائهم طيبة ووطيدة ؛ لكي تكون - بعد الله سبحانه وتعالى - هي الملاذ الآمن في خضم تلك الحياة بتحدياتها وتقلباتها.كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
الوسوم
مراجع ومصادر
- https://www.askdrsears.com/topics/parenting/discipline-behavior/bothersome-behaviors/sibling-rivalry/20-tips-stop-quibbling/