تعليم الأطفال معاملة الناس بلطف واحترام هو واجب كل أب، ومفتاح ذلك هو أن تكون مثالًا يُحتذى به.
جميعنا ندرك الاحترام عندما نشعر به، ولكن ما هو الاحترام تحديدًا؟ يُعرّف توماس ليكونا - الدكتور في علم النفس التنموي ومؤلف كتاب "كيف تربي طفلا لطيفًا" - الاحترام بأنه: "إظهار الاحترام للقيمة الجوهرية لشخص ما أو شيء ما، إننا نتعامل مع الجميع، حتى الأشخاص الذين لا نحبهم، باعتبارهم أشخاصًا يتمتعون بالحقوق والكرامة، والقيمة، والتساوي"
قبل كل شيء، يجب أن يكون الاحترام متبادلًا، يجب أن نمنحه لأطفالنا إذا كنا نتوقعه في المقابل، مثل القاعدة الذهبية، يعني معاملة الآخرين بالطريقة التي نرجو أن نُعامَل بها.
مع وضع ذلك في الاعتبار، إليك بعض الطرق التي ستساعدك على تربية أطفال سيجعلون العالم مكانًا أكثر لطفًا واحترامًا:
الطريقة الأساسية لإرساء قيمة احترام الآخرين هي أن تفهم أنّ هذا الإنسان يختلف عنك
1. قدّر اختيارات أطفالك
من الطرق الجيدة للبدء في تعليم طفلك احترام الآخرين هو أن تحترم تفضيلاته، يجب أن تعرف أن الطريقة الأساسية لإرساء قيمة احترام الآخرين هي أن تفهم أنّ هذا الإنسان يختلف عنك، على سبيل المثال تريد الدخول للبيت في يوم ماطر ولكن الطفل يرغب في رؤية المياه تتدفق من المزاريب، كيف نُرسي الاحترام في ظل هذا الاختلاف؟
يمكنك جلب مظلة من المنزل لحماية طفلك من البلل أثناء استمتاعه بالمطر، ثم يمكنك مخاطبته بلطف بعد بعض الوقت قائلًا: "الجو بارد جدًا عزيزي، ولا يمكنك البقاء في الخارج تحت المطر طويلًا لأنك قد تمرض"، سيُظهر ما تفعله وتقوله هنا حقيقة احترامك لاهتمامات طفلك.
2. تحدث بأدب
تذكر أن الطريقة التي تتحدث بها مع طفلك هي الطريقة التي سيتحدث بها إليك ومع أي شخص آخر، على سبيل المثال، بدل أن تقول له: "لماذا تستغرق دائمًا وقتًا طويلاً لارتداء حذائك؟"، يمكن التعبير عنها بشكل أفضل كملاحظة تنمّ عن الاحترام بقولك: "أنت تعمل بجد لربط حذائك! أحب ذلك، أتساءل عما إذا كان علينا البدء في الاستعداد مبكرًا لكي يكون لديك المزيد من الوقت للتدرب دون أن تستعجل"، وبالمثل، فإن عبارة "دعني أحضر لك إسفنجة، عزيزي" عندما يسكب الحليب، تعلمه الاحترام (وحل المشكلات) بطريقة أفضل من قولك: "أنت دائمًا شديد الفوضى"
الأطفال يستفيدون من الناحية التنموية، عندما يشاركون في القرارات التي تؤثر على حياتهم
3. امنح الأطفال صوتًا في اتخاذ القرار
تشير الأبحاث إلى أن الأطفال يستفيدون من الناحية التنموية، عندما يشاركون في القرارات التي تؤثر على حياتهم، كما يقول الدكتور ليكونا، يمكن على سبيل المثال أن تسأله: "ماذا يجب أن نقدم على العشاء عندما يأتي صديقك غدًا؟" أو "ما هو البرنامج الذي يجب أن نستمع إليه في السيارة؟" ، لتُظهر للأطفال أنك تراهم كأشخاص لديهم مشاعر ووجهة نظر خاصة بهم تستحق الاحترام.
4. حل النزاعات بعناية
يوصي الدكتور لينكونا بإجراء مناقشات عائلية يسميها "جلسات استماع عادلة"، والتي تتضمن تقديم أذن مصغية متجاوبة مع آراء أطفالك؛ لكي يرى أطفالك أنك تبذل قصارى جهدك للاستماع باحترام، وإن كنت لا توافقه الرأي، فعندما يكبرون، ستزداد المشكلات، ومن المهم ممارسة الاحترام المتبادل في أثناء النقاشات.
لا يعني ذلك أن يحصل الأطفال دائمًا على ما يريدون، ولا يعني ذلك أننا لا ينبغي أن نتصرف بحزم في بعض الأحيان ولكن، بدلًا من قول: "لا تكن غير محترم"، حاول الاستماع إلى المشاعر الكامنة وراء ما يبدو أنه عدم احترام.
5. امنح اهتمامك الكامل
ضع الهاتف جانبا، استمع، واعمل على الاستماع النشط، والتواصل البصري، وطرح أسئلة المتابعة، يصف الدكتور ليكونا الاستماع الجيد بأنه "فعل حب"، وهو كذلك حقًا؛ ففي يوم من الأيام، سيكون لدى هؤلاء الأطفال هواتف (إذا لم يكن لديهم بالفعل)، وسترغب في أن يجلسوا معك ويستمعوا إليك باهتمام.
يُعد إظهار الاهتمام بالآخرين علاجًا مُهمًّا لنرجسية الطفل الذي يعتقد أن المحادثات كلها تدور حوله وحول اهتماماته ومشاعره فقط
6. علم الأطفال الأخلاق العميقة
تعليم طفلك الأخلاق العميقة هو خطوة أخرى لإرساء قيم احترام الآخرين لديه، كلمات لبقة مثل: "الرجاء تمرير كوب الماء لي"، "شكرا لمساعدتي على فهم دروسي"، وغير ذلك من الردود اللطيفة التي تقول بها: "أقدر جهودك نيابة عني وأحترم الوقت الذي استغرقته في مساعدتي"، سترغب أيضًا في مساعدة أطفالك على تعلم الاعتذار وتحمل المسؤولية عن أفعالهم إذا فعلوا شيئًا (حتى عن طريق الصدفة) يؤذي شخصًا آخر.
7. ازرع الاهتمام بالآخرين
من الضروري أن تعلم طفلك أسلوب الأخذ والعطاء في المحادثة المتبادلة، يُعد إظهار الاهتمام بالآخرين علاجًا مُهمًّا لنرجسية الطفل الذي يعتقد أن المحادثات كلها تدور حوله وحول اهتماماته ومشاعره فقط، علم أطفالك أن المحادثة الجيدة تتضمن طرح الأسئلة؛ لأنه حتى لو كان السؤال عن شيء صغير، فهو جزء من فضول أكبر يقول في جوهره: أعلم أنك مختلف عني، من أنت وكيف تشعر.
8. الانضباط المستمر
من السهل أن تدع طفلك يفلت من السلوك السيئ ولكن العواقب ستكون وخيمة فيما بعد، يحتاج الأطفال إلى الاتساق في توجيهاتك، ويجب أن يعرفوا ما هي القواعد وما هي عواقب السلوك السيئ، من المهم أن تطبق قواعد الاحترام بشكل عادل ومتسق.
ليس من الضروري دائما أن نبالغ في ردة فعلنا، ولا ينبغي أن نركز على محاولة جعل أطفالنا مثلنا
9. تجنب المبالغة في ردة الفعل
هناك أوقات تحاول فيها فرض وقت النوم أو الامتناع عن أكل المزيد من الحلويات، وتكون ردة فعل طفلك بأنه لا يرغب في النوم، حسنًا، ليس من الضروري دائما أن نبالغ في ردة فعلنا، ولا ينبغي أن نركز على محاولة جعل أطفالنا مثلنا، يمكن أن يعبّر التغاضي في بعض الأحيان عن إبداء الاحترام، وإذا قال طفلك شيئًا غير سار، فلا تنزعج وتبالغ في ردة الفعل، فقط أخبره بهدوء كيف أنه من غير المهذب التحدث بهذه الطريقة وأنه غير مقبول.
هناك طرق لا حصر لها لتعليم أطفالنا احترام وتقدير الآخر لكي ينالوه في المقابل، تذكر أن أول طريقة لتعليم الاحترام للأطفال هي إبداء الاحترام، عاملهم بالطريقة التي تريد أن تُعامَل بها بغض النظر عن أعمارهم، ولا تنس أن تمدح السلوك المحترم.
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://www.google.com/search?client=firefox-b-d&q=Ways+to+Raise+a+Respectful+Child