1. وضع خطة قراءات متدرجة:
أ. تصنيف المراتب بالأولوية: فعلوم الدين الواجبة، ثم علوم التخصص، ثم علوم التوسع، وكل منها تقسّمه لمراحل.
ب. اختيار المواد لكل مرتبة وكل مرحلة، سواء مواد مسموعة أم مرئية أم مقروءة، أم عن طريق التلقي عن معلم أو ذاتيا... إلخ.
ج. تحديد فترة زمنية لكل مرحلة: شهر أو عدة أشهر مثلا.
د. تنظيم الروتين اليومي، بمعنى أن يكون لك ورد قراءة ثابت
بعدد الصفحات (10 إلى 20 صفحة يوميا)
أو بفترة زمنية محددة (2 إلى 3 ساعات يوميا)
سواء خصّصت للورد وقتًا معينًا (بعد الفجر أو بعد العشاء)
أم بحسب جدول مشاغلك (باستثمار أوقات الفراغ والانتظار البينية)
قراءة الترف الفكري فهي كالأكل الزائد، تُتخِم عقل صاحبها، وتوهمه بتضخم معرفي زائف، في حين لا تلبث أن تطويها مدارج النسيان
2. قبل الشروع في المادة، تذكر تحديد حاجتك منها
بأن تصوغ سؤالا أو أسئلة يهمك أن تخرج بإجاباتها، أو تصوغ أسئلة مبنية على توقعاتك، فتبرمج عقلك تلقائيًا ليتحفز للتلقي، وحين يجد ضالته أن يحتفظ بها، أما قراءة الترف الفكري فهي كالأكل الزائد، تُتخِم عقل صاحبها، وتوهمه بتضخم معرفي زائف، في حين لا تلبث أن تطويها مدارج النسيان.
3. لا تقرأ كل الكتاب بنفس الطريقة وبنفس السرعة
متى استكملت انتفاعك ووصلت لمقصودك لم يعد عليك الالتزام بإنهاء الكتاب كاملًا لمجرد الإنهاء.
4. القراءة الاطلاعية/ التصفحية لتقييم العناوين المختارة في قائمتك قبل الشروع في القراءة المركزة
كي لا تهدر وقتك في انتظار عائد لا تجده حتى الصفحات الأخيرة، يمكنك البدء بغربلة عناوين مراجع كل مرحلة خططت لها، ولا داعي للغرق في عمل قوائم لسنوات أو مراحل ممتدة، إذ إن كل مرحلة ستطور وتغير بالضرورة من فكرك وتوجهك وتقييمك، والتصفح المتقن لأي كتاب يكون بـ:
قد تعيد غربلة المواد وأنت سائر، بين حذف وإضافة، المهم أن يكون ذلك عن وعي ومنهجية، وألا تغرق في لذة التخطيط نفسه، فتتوهم بأنك تتقدم في حين أنك حقيقة تدور حول نفسك!
* الاطلاع على قائمة المحتويات، ثم مقدمة الكاتب التي يشرح فيها خطته أو هدفه مما كتب.
* انتقاء موضوع أو اثنين مما يهمك ولديك سابق علم به، ليمكنك تقييم منهج عرض الكاتب له، ومناسبته لاحتياجك، وكذلك مدى دسامة أو خَوَاء المادة العلمية المقدّمة للعرض.
* قراءة الفقرة التقديمية والختامية للموضوع المختار، ثم الجملة الرئيسة لكل فقرة، لتكون انطباعا جادًا وعامًا في آن معا عن أهمية هذا الكتاب لك.
* بعد أن تغربل قائمتك وتقتصر على العناوين النوعية بالنسبة لاحتياجك، يمكنك البدء بأمان في الاستمتاع بالمرحلة تدريجيًا، مع الوضع في الاعتبار أنك قد تعيد غربلة المواد وأنت سائر، بين حذف وإضافة، المهم أن يكون ذلك عن وعي ومنهجية، وألا تغرق في لذة التخطيط نفسه، فتتوهم بأنك تتقدم في حين أنك حقيقة تدور حول نفسك!
الحرص على الاستخلاص
من كل مادة تسمعها أو تشاهدها أو تقرؤها؛ لأن العلم صيد والكتابة قيد، والاستخلاص له عدة وسائل:
أ. التجميع: لفقرات أو مقولات معينة مختصة باهتمامك أو تجيب عن التساؤلات التي طرحتها.
ب. التلخيص: بأسلوبك للأفكار الرئيسة الواردة في المادة، مما يصب في دائرة اهتمامك.
ج. الاختصار: بأن تجمع الفقرات الرئيسة بالنسبة لك في المادة، بنفس أسلوب الكاتب، وتحذف ما ترى فيه تكرارًا أو ما لا يؤثر على عرض المادة، وترتب الفقرات بترتيب منهجي وعناوين تسلسلية.
د. الخرائط الذهنية والرسوم التوضيحية: للعناوين والأفكار الرئيسة فقط، بغير تلخيص أو عرض لمضمونها، فبمجرد أن تنظر في العنوان تتذكر ما كان واردًا تحته، مما يعين على دوام الاستحضار بالذات للمعلومات التي تحتاجها دوريًا، مثال: واجبات وأركان الصلاة، فرائض وسنن الوضوء، وظائف الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان، وصفة طعام... إلخ.
ليكن معك دفتر مسودة أو حتى أوراق فارغة، تدون عليها ما يصادفك ثم تبيضه بعد إتمام الكتاب، فيكون هذا بحد ذاته كمراجعة شاملة في الختام
ومما يعين على الاستخلاص
أن يكون لك دفتر مطالعة لكل مجال أو حتى لكل كتاب، تقسم فيه استفادتك إلى أربعة أقسام: [ثلاثة منها مستفادة من محاضرة (المنهجية في طلب العلم)، للشيخ محمد الددو]
الأول/ تجميع النوادر والمقولات وما يهمك الاحتفاظ به من جمل وعبارات بارزة فقط، وليس نسخ نص الكتاب كاملا.
الثاني/ تلخيص لأهم أفكار الكتاب بتسلسل منطقي، كأنك تشرحه لنفسك أو لشخص متخيل، سواء بصورة إنشائية أم بالخرائط الذهنية.
الثالث/ تدوين خواطر وانطباعات وما فهمته أنت ولم يكن مدوناً في الكتاب، وحبذا لو كان ذلك مع تحديد الصفحات التي تدور حولها أو بتلخيص الفقرة التي وردتك خاطرة عنها، ومن مثل هذه المواد تأتي الأفكار.
الرابع/ للإشكالات والتساؤلات التي عرضت لك أثناء قراءتك للكتاب، مما يستلزم بحثا للرجوع إليها في مراجع أوسع، أو لسؤال من تلقاه من أهل العلم عنها، وكم من فوائد علمية سيتسنى لك أن تنالها بهذه الصورة، لم تكن لتصل إليها لولا ذلك الإشكال، لذلك من المهم أن تعتني بالتقييد والتدوين المرتب والممنهج، كي لا يتحول الاستخلاص لتراكم معلوماتي والسلام.
ولا يُشترط أن تقطع تركيزك وقت القراءة للاستخلاص، بل ليكن معك دفتر مسودة أو حتى أوراق فارغة، تدون عليها ما يصادفك من الأقسام الأربعة، ثم تبيضه بعد إتمام الكتاب، فيكون هذا بحد ذاته كمراجعة شاملة في الختام.