لتحقيق أهدافك في الحياة، تجنب 5 أخطاء مدمرة!

الرئيسية » بصائر تربوية » لتحقيق أهدافك في الحياة، تجنب 5 أخطاء مدمرة!
لتحقيق أهدافك في الحياة، تجنب 5 أخطاء مدمرة

حين يسألك أحدهم عن أهدافك على المدى البعيد؟ أو ماذا ترى نفسك خلال الخمس أو العشر سنوات القادمة من حياتك؟

ترى هل ستكون إجابتك فضفاضة وهلامية، مثل: "سأقدم اختراعًا متميزًا"، أو "سأعالج قضية الأميِّة؟"

وقد أسعدني الحظ بدراسة كثير من الحالات، ومعرفة الأسباب وراء هلامية أهداف كثير من الناس وعدم قدرتهم على تحقيقها.

وإليكم أهم خمسة أخطاء تشكل عائقًا في سبيل تحقيقها:

أولًا/ التركيز على الكيفية لا السببية

لنقل مثلا إنك تريد أن تساعد أحدهم ليقلع عن التدخين، فأية هاتين الطريقتين أكثر عملية في رأيك؟

- أن تحدثه عن خطورة التدخين ومساوئه، وتعرض عليه فيديو يوضح أضرار التدخين على القلب والرئتين؟

-  أم أن تحدثه عن كيفية الإقلاع وأفضل الطرق للتخلص من التدخين؟

غالبًا ما يختار الناس الطريقة الثانية ولكنها غير صحيحة، فدراسة أخيرة أثبتت أن الإعلانات التي تعتمد على "السببية" والإجابة عن أسئلة: "لماذا" هي أكثر فعالية وتأثيرًا من نظيرتها التي تعتمد على الكيفية وإجابة أسئلة: "كيف"؛ فالطريقة الأولى أسهمت بشكل كبير في إقلاع الكثيرين عن التدخين، بينما لم تؤدِ الطريقة الثانية لأية نتيجة تذكر؛ والسبب هو أن الباحثين اكتشفوا أن من يريد عمل شيء ما حقًا.

فإنه لن يعدم وسيلة لمعرفة كيفية إنجاز العمل، وأن كيفية عمل شيء ما – علميًا - آخر ما يفكر فيه أو يشغل باله، بينما السبب أو الدافع وراء العمل الذي سيفعله الشخص أو العادة التي سيقلع عنها تشكل العقبة الأكبر! 

الشاهد هو استيعابك لحقيقة خسارتك لشيء ما سواء كان هذا الشيء وقتًا أو نشاطًا أو مالًا، في مقابل ذلك النشاط الجديد الذي أضفته لجدولك

ثانيًا/ عدم إدراكك مبدأ الخسارة مقابل المكسب

إذا رغبت بإضافة نشاط أو مهمة جديدة إلى جدول إنجازاتك اليومية، فكثيرًا ما لا تضع في الحسبان أنك لا بد ستلغي نشاطًا أو عملًا آخر في المقابل، مما يؤدي في النهاية إلى عدم الإنجاز وشعورك بالإحباط، فعلى سبيل المثال/ إذا قررت أن تمارس رياضة الجري في الصباح الباكر قبل العمل ابتداء من الغد - وأنت عادة ما تكون نائمًا في هذه الساعة - فعليك أن تضع في اعتبارك أنك بهذه الصورة ستخسر ساعتين على الأقل من النوم في المقابل؛ كي تتمكن من تحقيق هدفك في الجري!

أو إذا قررت تعلم لغة جديدة في ثلاثة شهور مثلًا - بدل ستة أشهر أو مدة قد تصل إلى عام أو يزيد - فلا شك أن أحد الأنشطة اليومية التي تمارسها الآن (مثل التنزه أو لعب الكرة) ستُلغى من جدول إنجازك خلال تلك المدة ليحل محلها نشاط تعلم اللغة.

الشاهد إذن: هو استيعابك لحقيقة خسارتك لشيء ما سواء كان هذا الشيء وقتًا أو نشاطًا أو مالًا، في مقابل ذلك النشاط الجديد الذي أضفته لجدولك، لذا.. ففي المرة المقبلة التي ترغب فيها بإضافة نشاط جديد إلى جدولك لا تكتف بقول: "أنوي القراءة لمدة ثلاث ساعات يوميًا ابتداء من الغد"، ولكن أضف إليها عبارة أخرى لتكون على النحو التالي: "أنوي القراءة لمدة ثلاث ساعات يوميًا ابتداء من الغد، بدل استخدام الإنترنت في ذلك الوقت"؛ فهذه الطريقة من شأنها أن تجعل من تحقيق الأهداف أمرًا أكثر وضوحًا ودقة!

ثالثًا/ أحلام افتراضية بدون خطوات جدية

تجد أحد الموظفين يقرر أنه سيكون صاحب متجر كبير للعب الأطفال خلال العشر سنوات القادمة، بينما على أرض الواقع لا تجده يتخذُ أية خطوة عملية لتحقيق هذا الهدف، وبصورة يومية على مدى السنوات العشر، وبالتالي تمضي السنوات ولا يتحقق أي شيء؛ فـ الحلم وحده لا يكفي لتغيير واقع الإنسان ولكن لا بد من خطوات عملية ودائمة على مدار السنين لتحقيق الحلم .

كل ما يجب عليك فعله هو إنجاز مهمة "واحدة" فحسب يوميًا إلى حين إتمام العمل بالكامل

ففي المثال السابق، يجب على ذلك الموظف أن يتخذ بعض الخطوات العملية إذا كان جادًا في تحقيق حلمه: فيبدأ في دراسة كيفية عمل المشروع، ورأس المال الذي يحتاجه، والمهارات التي يتطلبها لإدارة ذلك العمل، والأرباح والخسائر ودراسة الجدوى وغيرها من الأمور التي تساعده لتحقيق هدفه في نهاية المطاف.

رابعًا/ التركيز على الصورة الكاملة بدلًا من المرحلة الحالية

منذ عدة سنوات اشترينا منزلًا جديدًا، ولكنه كان بحاجة لترميم وإصلاح بشكل كامل، سبَّب لي هذا الأمر إحباطًا شديدًا وعدم رغبة في البدء، فكلما خطر لي أن أبدأ في عملية الترميم، أتذكر "مئات" الإصلاحات التي يجب إجراؤها ليصبح المنزل صالحًا للمعيشة، فأصرف النظر عن الفكرة، وحدث في إحدى المرات أن ذهبت مع أحد أقاربي إلى ذلك المنزل، ففوجئت به يقول: "اليوم علينا التخلص من هذه السجادة فقط"، ومنذ ذلك الحين تبين لي أنه لم يكن عليّ إصلاح المنزل "دفعة واحدة" في "يوم واحد"، ولكن كل ما كان يجب عليّ فعله هو إنجاز مهمة "واحدة" فحسب يوميًا إلى حين إتمام العمل بالكامل.

كذلك، إذا أردت تأليف رواية مثلًا، فليس عليك أن تؤدي هذا العمل جملة واحدة، وإنما كل ما عليك فعله هو كتابة العدد الذي تقرره من الكلمات أو الصفحات بصورة يومية ؛ فبإضافة عدد من الصفحات كل يوم، تتكون الرواية في النهاية، فالأمر ليس سحرًا وإنما هو تراكم وتقسيم للعمل في كل يوم على مدار الشهور أو السنين بشكل يصنع إنجازًا في النهاية.

الأمر ليس سحرًا وإنما هو تراكم وتقسيم للعمل في كل يوم على مدار الشهور أو السنين بشكل يصنع إنجازًا في النهاية

خامسًا/ عدم تحديد أهدافك وأحلامك التي تريد تحقيقها بالفعل

اسأل نفسك الآن عن أمر وددت لو تحققه دومًا كتعلم مهارة أو لغة جديدة أو إنقاص وزنك... إلخ، ثم اسأل نفسك عن السبب الذي منعك من تحقيق ذلك الهدف إلى الآن، أؤكد لك أن السبب - في الغالب - لن يكون قويًا كفاية وأن الذي منعك في الحقيقة هو عدم جديتك في تحقيق الهدف؛ فالرغبة والطموح وحدهما لا يكفيان لتحقيق أهدافنا في الحياة.

وإذا سألتُ الشخص الرياضي - الذي أقابله يوميًا وهو يمارس رياضة العدو في طريقي للعمل - عن السبب الذي يدفعه للعدو يوميًا فترة من الزمن سيخبرني برغبته في الحفاظ على هندامه وإنقاص وزنه، وفي الحقيقة أنني أملك نفس الرغبة لسنين ولكنني لم أتمكن من تحقيقها قط، والسبب هو عدم اتخاذي لأية خطوة جادة لجعل ذلك الهدف يتحول من مجرد كونه رغبة داخلية إلى حقيقة واقعة تمامًا كما فعل صاحبنا الرياضي.

قس على هذا في أي هدف تود تحقيقه أو مهارة تود تعلمها في حياتك.

أخيرًا، علينا إذًا تجنب تلك الأخطاء المدمرة، والحرص على تحديد أهدافنا وعمل ما يلزم لتحقيقها حتى يتحول الحلم إلى حقيقة، والعلم إلى عمل، والكلام إلى تطبيق عملي، ولنتذكر أن كل شيء يبدأ صغيرًا ثم يكبر، فبذرة اليوم هي شجرة الغد - بإذن الله!

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • http://www.cracked.com
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …