تمضي العطلة وانا في حيرة من أمري؛ لدي خمسة أطفال بأعمار مختلفة؛ وأشعر بأني أفقد السيطرة عليهم خلال ساعات اليوم المليئة بالفراغ. هل هناك خطط أو طرق للاستفادة من الإجازة من خلال أنشطة يمكن تنفيذها داخل المنزل وبين أفراد الأسرة؟
__________________________________________________________________
الإجابة: المستشارة آمنة السقا
في الإجازة الصيفية يقضي أغلب الأطفال أوقاتهم بين مشاهدة التلفاز واللعب بالإلكترونيات والسهر لأوقات متأخرة من الليل، وبذلك تتحول الإجازة إلى وقت ضائع، ونجد أنفسنا بين ما نتمنى أن نفعل وما يحدث بالفعل، ويتسرب إلينا الشعور باللوم والندم على هذا الوقت في البداية يجب علينا كأمهات تنظيم أوقاتنا حتى لا نشعر بمزيد من الإجهاد والتعب أثناء يومنا المليء بالأعمال المنزلية والواجبات الأسرية، توجد عدة طرق لاستثمار الإجازة بشكل يفيدهم ويعمل على تطورمهاراتهم ويكون في نفس الوقت مسلي حتى لا يشعروا بالملل.
تنظيم وقت طفلك: يجب وضع جدول لتنظيم المواعيد بالتخطيط من خلال جدول اليومي أسبوعي، والأفضل الاتفاق سويًا على المواعيد والأعمال حتى يستطيع تنفيذها بشعوره أنه مشارك بالمهام وليس مفروضًا عليه، يمكنك تنظيم يوم طفلك على شكل صور إذا كان في سن ما قبل القراءة ليفهم المطلوب من خلال الرسومات خصوصًا روتين الصباح وروتين النوم، وهذا من أهم الأعمال لتهيئته للنوم أو لتجديد نشاطه في الصباح، أما إذا كان عمره أكبر قليلاً فهو حتمًا لديه التزامات للتدريب على الصلوات وحفظ وتلاوة القرآن، وإن كان في سن المراهقة يمكنك تقسيم كتاب مفيد لعقله لعدد قليل من الصفحات كل يوم لينهي كتاباً خلال شهر مثلا، وبعد انتهاء الأسبوع يمكنكم الجلوس في اجتماع العائلة وتقييم الجدول وتغيير ما يشعر أنه غير مناسب له وتجديده في الأسبوع التالي، قد تحدث بعض الظروف الطارئة وهنا يجب المرونة في تغيير المواعيد مثل زيارة الأقارب والبقاء لوقت متأخر، السفر لقضاء بعض الوقت في المصيف أو تحل المناسبات وقد يصبح طفلك مريضًا لا قدر الله فكل هذا سيصبح له استثناءات، فكن مرنًا مع طفلك ولا تقلق من انتظامه مرة أخرى بعد مرور هذه الظروف المفاجئة.
هناك الكثير من الطرق الفعالة والبسيطة التي لن يقابلها طفلك بالرفض لقضاء وقت الفراغ بشكل مثمر في توظيف الذكاءات المتعددة من خلال الألعاب البدنية أو الذهنية، وسنذكر بعض استراتيجيات لتنميتها لجعل جدول أطفالنا متكامل وكي نكتشف مستويات ذكاء أطفالنا وجوانب القوة والضعف فيها:
-الذكاء اللغوي: رواية قصص، استماع، مناقشة فكرة، ألعاب كلامية ، تعبير، وصف، عصف ذهني.
-الذكاء المنطقي- الرياضي :ألغاز ، مقارنة، مهارات التفكير(الناقد- الإبداعي)، الاستدلال، حل مشكلات، تآلف الأشتات والمتناقضات، رسم بياني.
-الذكاء المكاني: التخيل الموجه، رسم، قصص مصورة، عمل مشروع، البحث في الحجرة، تزيين، مشي ضمن مكان معين، دراما، نشاط فني، مرآة، قص ولصق.
-الذكاء الإيقاعي: أنشودة، ترتيل، ابتكار نغمات.
-الذكاء الجسمي- الحركي: لعب أدوار، ألعاب حركية، محاكاة، تعليق، تجهيز.
- الذكاء الاجتماعي: ألعاب جماعية، تمثيل، مجموعات، الشورى، الاتصال، احتفال، التعاطف.
-الذكاء الذاتي (الشخصي) : تأمل، لحظات انفعالية، تقدير الذات، تركيز، ألعاب فردية.
-الذكاء الطبيعي: ملاحظة الطبيعة والكائنات، مهارات الإحساس.
-الذكاء الوجودي: الأسئلة المرتبطة بالوجود الإنساني.
-الذكاء الروحي: التفكر، البحث عن الحقيقة، القيم التعبدية، طلب مرضاة الله.
ويمكن تطبيقها من خلال بعض الأنشطة:
1.لعبة التقليد: يتعلم الأطفال من خلال تقليد الآباء أكثر من تكرارهم للأوامر أمام أبنائهم، فلو أردت أن يواظب طفلك على القراءة يجب عليك أن تقرأ أولاً، سواء أن تقرأ لهم إن كان أعمارهم ليست في سن المسموح للقراءة بمفردهم أو أن تساعدهم في اختيار كتب وقصص مفيدة لهم وأن تشاركهم الحديث حول ما يقرؤون وتسرد عليهم القليل مما تقرأ.
2. الأنشطة الخارجية: اللعب في الهواء الطلق تساعد الأطفال على تجديد طاقتهم العقلية والجسدية، كما يستطيع الآباء أن يلفتوا انتباه الطفل لقراءة لافتة في الخارج أو أسماء المحلات أو قراءة أسماء المنتجات أثناء الذهاب لشراء احتياجاتهم من المحال التجارية، كما يمكنك الاشتراك لطفلك في بعض الأنشطة الخارجية في الأماكن المخصصة لهم، يتعلمون فيها بعض العلوم كالدوائر الكهربائية وتصميم الروبوتات أو الاشتراك في كورسات تعلم اللغات وما إلى ذلك، ومن الضروري الاشتراك في ناد كي يلعب طفلك لعبة رياضية تساعده على تنشيط جسده والحفاظ على صحته وتنظيم وقته تلقائيًا وتهيئته للنوم المنتظم.
3. الزيارات: يمكنكم زيارة المناطق الأثرية بدلاً من الجلوس لمراجعة كتاب التاريخ، أو زيارة محافظات جديدة والتنزه والتنقل بين السهول والهضاب لمراجعة الجغرافيا، كما يمكنك الاتفاق مع الأقارب والجيران على موعد أسبوعي للتجمع لتعزيز العلاقات الأسرية والصداقة بين الأطفال، كما يمكنك تحديد موعد شهري لزيارة خيرية مثل زيارة الأطفال في دور رعاية أو مستشفيات وتقديم الهدايا لهم ليشعر بنعم الله عليه ويشعر بغيره من الأطفال.
4. مسابقة أجمل صور فوتوغرافية: عندما تسمح لطفلك أن يستخدم الكاميرا للتصوير والتقاط بعض الصور والتركيز على أماكن ولقطات بعينها ومن ثم مشاهدة تلك الصور والاستفادة من كل لقطة في كل مكان قمتم بزيارته فإن هذا حتمًا سيزيد تركز طفلك ولن ينسى أبدًا هذه الأماكن.
5. الزراعة المنزلية: من الأنشطة الهامة، فيمكنك تعليم طفلك الفرق بين الحبوب ذات الفلقة وذات الفلقتين بزراعة الفول والذرة مثلا، ويمكنك تعليمة أجزاء النبات وكيفية نموه وإعطائه مسؤولية الاهتمام به ورعايته بمواعيد محددة، كما أنها تعلم طفلك الصبر وكيف له أن يفعل شيئًا بسيطاً الآن ليرى ثمرة عمله غدًا.
6. تربية حيوان أليف:تزيد الحيوانات الأليفة من شعور الطفل بالأمان لامتلاكه كائنًا آخر هو مسؤول عن رعايته وبذلك يمكنك تربية الببغاء أو الطيور وأيضًا السلحفاة أو تربية بعض البط والدجاج أو الكتاكيت في بلكونة المنزل لكي يتفاعل معها طفلك وأيضًا الأسماك، فمجرد شعور الطفل أن لديه مسؤولية تزيد من إحساسه بالأهمية والانتماء وهذا يزيد من شعوره بالأمان والاستقرار النفسي.
7. الاستكشاف في الطبيعة:يمكن لطفلك أن يقوم باستكشاف كل شيء حوله من تميز اختلاف شكل أوراق الأشجار وتعاقب الليل والنهار والتفاعل مع الحشرات والطيور، ورؤية القمر والنجوم وما هو الفرق بين النجم والكوكب والقمر، فيمكنك تعليم طفلك ظاهرة المد والجزر على الشاطئ أثناء المصيف، ويمكنك تعليمه الكثير عن الجاذبية الأرضية بينما هو يلعب على الزحليقة ويتعلم نظرية البندول البسيط من خلال الأرجوحة والكثير من الاستكشافات البسيطة التي تعلم طفلك النظريات العميقة دون اللجوء للمزيد من المصطلحات العلمية.
8. معسكرات صيفية:الاشتراك في الأماكن التي تنظم للطفل المعسكرات الصيفية التي تعلمهم الجوالة وكيفية الاعتماد على النفس وتساعدهم في تكوين صداقات خارج إطار الدراسة والمدرسة وتعلم طفلك كيفية التصرف دون وجودك بجانبه والمزيد من الأفكار والأعمال اليدوية التي تقترحها المعسكرات الصيفية سواء للبنات أو الأولاد هي في غاية الأهمية لهم وتزيد من شعورهم بالإنجاز خلال الإجازة الصيفية وتستثمر وقتهم.
9.العمل التطوعي:يعد العمل التطوعي في الجمعيات الخيرية وأعمال المساهمات والمساعدات لغيرهم من أهم إنجازات طفلك الذي يبلغ من العمر 10 سنوات فيما يزيد من أهم الإنجازات التي يسعد بها طفلك وتُحفر في ذاكرته ويتعلم منها كيفية مساعدة الغير وأن يجعل عمله خالصًا لوجه الله تعالى، فاحرص على اشتراك طفلك في العمل التطوعي أو العمل بأجر بسيط إن كان متاح له مكان آمن من وجهة نظرك.
10. استثمار الإنترنت والسوشيال ميديا: يمكنك تعليم طفلك لغات الحاسوب وكيفية استخدام برامج مايكروسوفت والبحث علي الإنترنت تحت مراقبتك واستخدام Google kids , YouTube kids ، كما يوجد على الإنترنت الكثير من المشروعات الصغيرة التي يمكن تنفيذها مثل إعداد الصلصال المنزلي والسلايم وبيعه لأصدقائه وجيرانه أو تصميم وعمل الإكسسوار للبنات أو الأعمال اليدوية من كروشيه وتطريز وما إلى ذلك، فيمكن لطفلك أن يتعلم بنفسه من خلال فيديوهات اليوتيوب، وأن يتبنى مشروعه الصغير الذي يهواه ويبدع فيه، ويمكنك عمل حساب على مواقع التواصل الاجتماعي لطفلك لتسجيل إنجازاته الصيفية تحت إداراتك ،كي يرى إنجازاته بعد انتهاء الإجازة ويقارن كل سنه بما يسبقها كي يطور من نفسه.
11.أفكار منزلية: استخدام المطبخ كمعمل لتعليم طفلك العلوم، مثل مشاهدته نظرية التبخر والتكثف أثناء غلي الماء وتكثفه على الغطاء ومن ثم تعليمه كيفية تكون السحاب وكيفية سقوط الأمطار، كما يمكنك تعليمه المكاييل والمعايير والأوزان أثناء الطهي وإعداد الكيك وبتعريفه قيمة كل نسبه بالنسبة للأخرى، كما يمكنك تعريفه ما هي درجات الحرارة وكيف تؤثر في تغيير شكل المادة من الصلبة (كالثلج) للسائلة (كالماء) والغازية (كالبخار)، ويمكنك تعليمه المزيد عن الأجسام الشفافة والمعتمة باستخدام كوب من الزجاج وكوب من السيراميك أو الفخار، كما يمكن تعليمه نظرية الانكسار باستخدام ملعقة وكوب من الماء، وأيضًا تعليمه الأجسام الموصلة للحرارة وغير الموصلة لها باستخدام ملعقة خشبية وأخرى معدنية ويمكنك الإبداع كما تشاء في تعليم طفلك من خلال وقت يقضيه معك في المطبخ.
ويستطيع طفلك مساعدتك في بعض الأعمال المنزلية سواء كان ولدًا أم بنتًا فحسب عمر طفلك يمكن أن تطلبي منه أن يساعدك في تفريغ الملابس من الغسالة أو وضعها داخلها إذا كان في عمر الـ3 سنوات، كما يمكن لطفلك الأكبر قليلًا أن يساعدك في نشرهم، وأيضًا ترتيب طاولة الطعام وتنظيفها بعد الوجبات، ويمكنك تخصيص بعض المهام البسيطة وتدرجها حسب عمر طفلك وحسب تقبله هذه المهمة، ومن الأفضل أن يتعلم الجديد خطوة بخطوة كي يتمكن منه كترتيب سريره وتنظيم غرفته واستخدام المكنسة الكهربائية أو صنع السلطة إن كان يحسن استخدام السكين وما إلى ذلك من الأعمال المنزلية، ولا تنسى أن تمدحي سلوك طفلك وطريقة مساعدته لك كي تشجعه على الاستمرار في ذلك.
الإجازة الصيفية ليست سباقا بكثرة الاشتراكات في الأندية والكورسات بل بكيفية الإنجاز الحقيقي المهم هو حب طفلك لما يفعله ويتقن ما يتعلمه ويترسخ في ذهنه طول العام ليبدأ عامه الدراسي الجديد نشيطًا ومستعدًا لتعلم المزيد.
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- شحادة، مها. دليل المربين الآباء من منهاج تفكر مع أنوس، مركز التفكر للتدريب والتطوير التربوي، عمان الأردن، 2013.
- https://nash2ar.com/10-effective-ways-exploitation-summer-vacation-your-child/ ،2021 10طرق فعالة لاستغلال الإجازة الصيفية مع طفلك، 18/7/2023.