إذا كنت تعتقد أنك من المفترض أن تحظى بزواج سعيد وحياة هانئة بمجرد أنك اخترت الشريك المناسب للحياة، فإنني مضطر آسفًا لإخبارك بأنك مخطئ!
لكن الجميل والمطَمْئِن في الأمر هو أن تلك الرعاية ليست شاقة ولا مرهقة، خصوصًا وإن كنت تود ذلك، ويسعدك العيش في هناء وراحة بال مع شريك حياتك تحديدًا، إنّما هي مجموعة من التصرفات والعادات اليومية التي إن اتبعتها وحافظت عليها فإنها تلقائيًا ستساهم في إنجاح العلاقة واستمرارها.
إليك مجموعة من العادات التي أوصى بها باحثون بعد سؤال عدد من الأزواج الذين حظوا فعلًا بزواجات سعيدة، يمكنك دمجها أو دمج بعضها شيئًا فشيئًا في حياتك اليومية والاستمتاع بالأثر الإيجابي الذي ستلمسه في علاقتك الزوجية لاحقًا:
دخول الزوجين إلى الفراش في ذات الوقت يمكن أن ينقل العلاقة الزوجية إلى مكان آخر أدفأ وأكثر حميميةً وراحة وجمالًا
1. الذهاب إلى النوم معًا وفي الوقت ذاته
كثير من الأزواج يضحون بتلك اللحظة الخاصة، دخول الزوجين إلى الفراش في ذات الوقت يمكن أن ينقل العلاقة الزوجية إلى مكان آخر أدفأ وأكثر حميميةً وراحة وجمالًا، زوجان، أو خطيبان يتحدثان سواء وجهًا لوجه أو عبر الهاتف، يفضي كل منهما إلى الآخر بمشاعره، يحدثه عما حصل معه خلال يومه يطبطب عليه ويهدئ انفعالاته إن وُجِدَت، يُكلِّمه عن خطط الغد... وغير ذلك الكثير!
بعض الزوجات اللاتي يعملن بشكل مستقل (ولا يتطلب عملهن الدوام الصباحيّ أو الحضور المكتبيّ) حوّلن جميع أعمالهن عبر الكمبيوتر أو الهاتف إلى فترة الليل؛ لأنها توافق توقيت أعمال أزواجهن، كل ذلك فقط ليدخلا الفراش معًا، وحسب تعبيرهنّ "ننزلق تحت الأغطية معًا" فنشعر بذلك التقارب والمودة التي قد لا يحققها فعل آخر.
من المهم أن يستمتع كل من الزوجين بهواياته الخاصة وعلى الشريك أن يحترم خصوصيته في ذلك، ولكل منهما الحقّ في تنمية اهتماماته ومجال عمله بالشكل الذي يراه مناسبًا
2. إيجاد اهتمامات مشتركة
بالتأكيد فإنه لا يمكن أن يكون هنالك أخوان متطابقين بنسبة مائة بالمائة، فما بالنا بزوجين (كل منهما آتٍ من عالم وبيئة ونسل مختلف)
من المهم أن يستمتع كل من الزوجين بهواياته الخاصة وعلى الشريك أن يحترم خصوصيته في ذلك، ولكل منهما الحقّ في تنمية اهتماماته ومجال عمله بالشكل الذي يراه مناسبًا، بل ليس للطرف الآخر (الشريك) أدنى حق في إرغامه على تغيير مجال عمله أو اهتمامه؛ لأن من حقه – على الأقل – أن يحتفظ بشخصيته ويظل منسجمًا مع نفسه.
إلا أن هنالك حلًا – أو سمّه مقترحًا – يمكنه تقريب وجهات النظر وهو إيجاد اهتمامات مشتركة بينهما مع مرور الوقت واستمرار النقاشات والحوارات المفتوحة بينهما والاهتمام الفعلي من كل منهما تجاه الآخر، فمثلًا، يمكن لزوج يحب الرسم أن يدعو زوجته لتشاركه اختيار بعض الألوان والخامات حسب معرفته بذوقها ومناقشتها في رأيها بلوحاته، بينما يمكن كذلك لزوجة تفضّل القراءة أن تدعو زوجها للاستماع إلى مقولة من كتاب، أو قصة مؤثرة صادفتها حسب معرفتها السابقة بشخصية واهتمامات زوجها، أوردت لك مثالين، وليس حصرًا لا لاهتمامات الأزواج عمومًا ولا لطرق إيجاد الاهتمامات المشتركة.
3. المشيُ يدًا بيد
إنه تصرف لطيف، بل مثالي وحميم جدًا أن يمسك الزوجان بيد بعضهما البعض خلال التمشية معًا أو عبور الطريق مثلًا، رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – كان يحث على التمشية ليلًا مع الزوجة؛ لما لهذا النشاط من قدرة على تقريب الزوجين.
مسك اليد خلال المشي تحديدًا فيه تعبير عن كثير من الأمان، الفخر، الحميمية، والمحبة التي يحب كل من الزوجين أن يشعر بها مع شريكه .اقرأ أيضًا: حق الملح: هل يقدّر الأزواج جهود زوجاتهم
فليتعود كل من الزوجين أن يمنح شريكه العذر ويسامحه على التصرفات الصغيرة أو "العابرة" بتعبير أصدق؛ لأن التراكم سيصنع صدوعًا ويخلخل العلاقة ثم يسبب شرخًا قد لا يتمكن أحدهما من مداواته أو ردمه مع مرور الزمن
4. المبادرة بالتسامح ومنح الثقة
تحصل المشاجرات بين أقرب الناس وبعضهم البعض، وفي العلاقات الزوجية نستمع أحيانًا لمشكلات لا يمكن أن نصفها سوى بـ "التافهة، أو، الغبية" لا يمكن أن نعد تلك المشكلات سببًا وجيهًا لإنهاء زواج وفض ميثاق غليظ.
فليتعود كل من الزوجين أن يمنح شريكه العذر ويسامحه على التصرفات الصغيرة أو "العابرة" بتعبير أصدق؛ لأن التراكم سيصنع صدوعًا ويخلخل العلاقة ثم يسبب شرخًا قد لا يتمكن أحدهما من مداواته أو ردمه مع مرور الزمن؛ لأن المخطئ قد يظل في نفسه شعور دائم بأن الشريك لن يسامحه، وأن عليه مداومة الاعتذار والإحساس بالذنب على الدوام.
5. الفهم الصحيح للشريك وإحسان الظن به
تُفهمُ الأمور والرسائل بآلاف المعاني والطرائق، لكن بعض المتلقين يختارون المعنى السلبي الوحيد ويعتمدونه، مع شريك حياتك.. لا تكن أحد هؤلاء؛ لكي تنعم بحياة زوجية جميلة.
تَتَبَّع الأفعالَ الإيجابيةَ التي يقدمها شريكك ولا تتوقف كثيرًا عند أخطائه غير المقصودة بالذات، وتفهّم حسن نيته عند فعل شيء لم ينتبه أنه قد يغضبك أو يضايقك ، كونك إيجابيًا يجعلك سعيدًا، وشعورك بالرضى والتقبل كذلك، فكيف إذا انتقل الشعور إلى شريكك.6. احتضان الشريك والترحيب الحار بعد افتراق ساعات
ليس هنالك إنسان لا يتغير مزاجه ونفسيته إذا احتضنه أحد المقربين بحنان، العناق بين الزوجين بعد العودة من العمل مثلًا تصرف بسيط، سهل، تلقائي.. لكنه يشعرهما براحة كبيرة، ويزيل كثيرًا من التوتر الذي يتسبب به العمل والاحتكاك بالعملاء والزملاء ورفقة المواصلات وسائقي السيارات وغيرهم.
7. ابتداء الصباحات بعبارات جميلة مثل: "أحبك" "أرجو لك يومًا موفقًا"
أرأيت.. كلها أمور سهلة وغير مكلفة، لكنها عادات يومية والالتزام بها سيجعلك سعيدًا قبل شريكك، وستحصل على رضى غير محدود في علاقتكما، قل مثلًا: "سأشتاق إليك" قبل أن تفترقا.
اقرأ أيضًا: أسباب فشل الزواج وعلامات تهدد استقراره
كثير من الأزواج يعطي أحدهما ظهره للآخر ويغط في نوم عميق بالذات إذا كانا متخاصمين فتكبر المشكلة، مع أن كلمة لطيفة مثل: "تصبح بخير" أو "أرجو لك ليلة هانئة" أو أي روتين يختارانه سوف يذيب الثلوج ويعيد للعلاقة دفئها ويمنحهما أحلامًا سعيدة
8. إنهاء اليوم بعبارة لطيفة "تصبح على خير"
اصنع روتينك الخاص بكما قبل النوم ولا تتخل عنه مهما تخاصمتما، كثير من الأزواج يعطي أحدهما ظهره للآخر ويغط في نوم عميق بالذات إذا كانا متخاصمين فتكبر المشكلة، مع أن كلمة لطيفة مثل: "تصبح بخير" أو "أرجو لك ليلة هانئة" أو أي روتين يختارانه سوف يذيب الثلوج ويعيد للعلاقة دفئها ويمنحهما أحلامًا سعيدة.
9. إرسال رسائل اطمئنان خلال اليوم
تلك المكالمة اللطيفة القصيرة جدًا والتي قد لا تتضمن سوى كلمات مقتضبة، مثل: "هل أنت بخير"، "أحببت أن أطمئن عليك" يمكنها أن تضفي البهجة على نهار الشريك وترفع علاقتكما إلى مراتب عليا من القرب والمودة.
اقرأ أيضًا: في معنى الرقيّ والوصول إليه
إن كنت تطلب السعادة، فاتسم بالرضى، لا شيء أثمن من شعورك بالرضى والامتنان تجاه وجود شخص يحبك، عائلة تحتضنك، منزل يقلّك، عمل يحقق طموحك
10. الاتسام بالرضى والامتنان
وهذه أبسط – بل وخير – نصيحة على الإطلاق، سواء بشأن العلاقات أو العمل، أو غير ذلك.. إن كنت تطلب السعادة، فاتسم بالرضى، لا شيء أثمن من شعورك بالرضى والامتنان تجاه وجود شخص يحبك، عائلة تحتضنك، منزل يقلّك، عمل يحقق طموحك... إلخ. ابتسم كلما تذكرت هذه النعم وتفكرت في أن هناك من هو محروم من أبسطها.
بشأن شريكك، ابتسم أيضًا وكن ممتنًا لأن هنالك من يربت على كتفك ويمسك بيدك ويسندك حال انهيارك أو يأسك أو ألمك.الرضى والامتنان يمنحانك حياة مثالية!
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- مترجم بتصرف: https://www.lifehack.org/articles/communication/10-habits-really-happy-couples.html