ما هو مرض التوحد أو اضطراب طيف التوحد؟
التوحد أو اضطراب طيف التوحد (ASD) هو حالة تضعف أو تؤثر على الجهاز العصبي، وتؤثر على المهارات الاجتماعية للفرد أو الكلام أو التواصل أو السلوك العام، ما هو ضروري لفهمه هنا هو أن الدرجة التي قد يؤثر بها اضطراب طيف التوحد على الشخص تختلف اختلافًا كبيرًا، يتغير ASD في شدته ومظاهره من شخص لآخر، وبالتالي فقد وُصف بأنه طيف.
يمتلك الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد طرقًا مميزة لفهم المشكلات وحلها، يحتاج البعض إلى مزيد من الدعم في المهام اليومية أكثر من البعض الآخر، بينما يمكن للبعض أن يعيش بشكل مستقل بدون تشخيص الحالة، وتوجد الكثير من الخرافات عن هذا الاضطراب مع كثرة الحديث عنه في الآونة الأخيرة، وسنذكر هنا أبرز سبع خرافات مع ذكر واقع الأمر:
جميع الأساليب والتقنيات المتطورة لتحسين استجابة مرضى التوحد، غير كفيلة بعلاج الاضطراب الذي ثبت علميًّا إلى وقتنا الحالي أنه لا علاج له
1. يمكن علاج التوحد
ثبت علميًا أن هذا الفهم غير دقيق، وتصحيحه: لقد ظهرت العديد من الوسائل لمساعدة مرضى التوحد وتحسين حالتهم، بيد أن هذا لا يعني بحال أن هناك علاجًا للمرض، كما أكد الدكتور "بوب ماريون" مدير مركز التقييم وإعادة التأهيل للأطفال التابع لكلية "ألبرت أينشتاين" في نيويورك أن جميع الأساليب والتقنيات المتطورة لتحسين استجابة مرضى التوحد، غير كفيلة بعلاج الاضطراب الذي ثبت علميًّا إلى وقتنا الحالي أنه لا علاج له.
2. طفل التوحد هو ضحية "أم قاسية"
في الأربعينيات توصلت طبيبة نمساوية إلى نظرية رأت فيها أن التوحد هو نتيجة لخلل في تربية الآباء وخاصة الأمهات، غير أن دراسات حديثة أثبتت عكس ذلك، فقد أكد الدكتور "دانيال جاشويند" (وهو مدير مركز الأبحاث لأمراض التوحد التابع لجامعة كاليفورنيا)، على أنه لم يتوصل أحد العلماء لأية حقائق علمية تدلل على وجود دور للأب أو للأم في إصابة أطفالهم بمرض التوحد، وأضاف أن معظم حالات التوحد تشير إلى وجود عامل وراثي قوي أكثر منه كونه أحد توابع سلوك الأم أو الأب .
3. المصاب بالتوحد عنيف وذو مواهب خارقة
إن مرضى التوحد كغيرهم من البشر منهم المتميزون والعاديون، أما عن أسطورة أن مريض التوحد لا شك صاحب مواهب لم يسبق لها مثيل، فلا أساس لها من الصحة ، من جهة أخرى، أثبتت الدراسات أن مثل هذا التأويل الخاطئ قد يؤدي لكثير من خيبة الأمل من قبل الآباء الذين لديهم أبناء يعانون من هذا المرض، كذلك لا علاقة لهذا الاضطراب بالعنف والقسوة وإنما تضعف مهارات الطفل الاجتماعية وقدرته على التواصل ورغبته في الانطواء أكثر، وحدوث بعض النوبات فيؤول البعض هذه التصرفات على كونه عنيفًا أو مؤذيًا!
الكثير من أطباء الأطفال والأمراض العصبية أكدوا أن مثل هذه الحركات ضرورية بالنسبة للمصابين بالتوحد من الأطفال؛ فهذه الحركات تعزز من شعور الاطمئنان والثقة
4. الحركات "غير المألوفة" لابد من إيقافها
هناك الكثير من الحركات "غير العادية" والمعروفة عند مرضى التوحد مثل هز الجسم للأمام والخلف، وتحريك اليدين المبالغ فيه، والضرب على الحائط، وقد حرص الكثير من الآباء عند معالجة أطفالهم على التقنين من مثل هذه الحركات، إلى أن تتوقف بالكامل، بيد أن الكثير من أطباء الأطفال والأمراض العصبية، أكدوا أن مثل هذه الحركات ضرورية بالنسبة للمصابين بالتوحد من الأطفال؛ فهذه الحركات تعزز من شعور الاطمئنان والثقة، كما تُعد وسيلة للتنفيس بالنسبة لهم عند الإحساس بالإحباط أو الغضب، و [أشار الأطباء أنه عادة ما يسهم التقدم في العمر إلى التقليل من الحركات غير المألوفة للمصاب بنسبة ملحوظة، فإن المصاب بالتوحد يبدأ تدريجيًا في استيعاب أن مثل هذه الحركات غير مقبولة ومنفرة لمن حوله، فيقلل منها تلقائيًا إلا أن تتوقف تمامًا/tweetable].
5. المصابون بالتوحد يفتقدون مهارات التواصل الاجتماعي
وهذا التعميم غير علمي البتة؛ فكثير من مرضى التوحد يمتلكون القدرة على التواصل، بالإضافة إلى كونهم يختلفون في درجات التوحد وأعراضه، أما الفئة الوحيدة من مصابي التوحد التي قد تفتقد القدرة على التواصل بشكل كامل فهم الذي وصلوا لدرجات مزمنة من المرض، وبشكل عام، فهذا التعميم ليس في محله وغير منصف لكثير من المصابين بالتوحد.
6. لا يقبل مرضى التوحد اللمس
صرح الكثير من الآباء والأمهات بعدم صحة هذا الأمر، بل وبادروا بنشر صور على على حساباتهم عبر الإنترنت وهم يحتضنون أطفالهم، إضافة إلى ذلك، تؤكد الدراسات أنّ كثيرين من المصابين بالتوحد لا يملكون أدنى مشكلة في لمس الآخرين لهم.
الفئة الوحيدة من مصابي التوحد التي قد تفتقد القدرة على التواصل بشكل كامل فهم الذي وصلوا لدرجات مزمنة من المرض
7. المصاب بالتوحد قطعًا يعاني من "التخلف العقلي"
صحيح أن بعض الحالات قد تجد صعوبة في التعامل مع الآخرين، أو أداء مهمات معينة كتأدية الامتحانات، فإن هذا لا يشير لإصابة الطفل بالتخلف العقلي، وكما أن بعض مصابي التوحد يتميزون بدرجة ذكاء تفوق العادة، فكذلك تنخفض درجة ذكاء البعض الآخر وهذا كل ما في الأمر.
التوحد مثل الكثير من الأمراض أو الاضطرابات النفسية أو الصحية قد يساء فهمه والتعامل معه والإنسان بصفة عامة عدو ما يجهل، لذا، إذا كنت ممن يتعاملون مع أية حالة خاصة معينة سواء كان من المصابين بالتوحد أو غيره لا تعتمد على ما يقوله لك الناس بل اقرأ وتعلم بنفسك وراجع متخصصين في الأمر؛ لكي تتمكن من التعامل بالشكل السليم وعدم التسبب في أية مشاكل نفسية أو جسدية للإنسان الذي تتعامل معه.
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://give.do/blog/7-myths-about-autism-debunked/