إن محاولة الكثير من الآباء تحقيق جميع رغبات أطفالهم وحَلِّ أي نوع من المشاكل مهما كانت بأسرع ما يمكن، قد يؤثر بشكل سلبي على شخصية الطفل وطريقة تفكيره، بينما تعليم الطفل كيفية التعامل مع الإحباط من خلال قواعد إرشادية معينة يعد أسلوبًا أصح وأسلم لإعداده ليغدو إنسانًا ناضجًا فكريًّا وسويًّا نفسيًّا.
لماذا يجب أحيانًا أن نترك أطفالنا يواجهون مشاعر الإحباط؟
من البدهي قطعًا أنّ لا أحد منا يحب رؤية أطفاله يعانون، لذا نحاول أن نحمي أطفالنا أو نمنع وقوعهم في مواقف سيئة أو مُحبِطة ، مثلما نفعل حين يبدأ الطفل بالبكاء إذا لم نعطه الهاتف المحمول، أو حين نرفض تقديم الحلوى له قبل العشاء.
يقول "ألفونزو لوبيث" مؤلف كتاب "يمكن أن نصبح آباءً أفضل" وبناء على دراسات أجراها: "إننا لا نستطيع أن نمنع عن أطفالنا مشاعر الإحباط التي قد تراودهم أحيانًا، ولكن قطعًا يمكننا تعليمهم كيفية مجابهتها"، ولأجل هذا الغرض، يقدم المختصون 9 خطوات من شأنها مساعدة الآباء على أداء تلك المهمة:
1. تخلَّ عن الحماية الزائدة
اسمح لطفلك أن يبكي ويصرخ ويركل بدون إبداء أية ردة فعل تجاه كل طلب من طلباته، فالطفل حينها سيدرك أن الحياة لا تدور حوله وحول احتياجاته هو فحسب، كما سيتعلم إدراك أصل المشكلة والبحث عن الحل المناسب.
إن محاولة الكثير من الآباء تحقيق جميع رغبات أطفالهم وحَلِّ أي نوع من المشاكل مهما كانت بأسرع ما يمكن، قد يؤثر بشكل سلبي على شخصية الطفل وطريقة تفكيره
2. كن أنت قدوة حسنة
فما فائدة أن تعطيَ لطفلك محاضرات عن فن المثابرة والصبر وكيفية التعامل مع الإحباط، وهو يراك تنفعل في كل موقف محبط، وتغضب عند كل صعوبة أو مشكلة تواجهها؟!
3. دعه يمر بمشاعر الإحباط
فعندما يصاب الطفل بنوبة إحباط لأنك لم تفعل ما يريد، علمه أن الغضب والضيق لا يحلان شيئًا، فمهمتك هي توجيهه حتى يجد الحل الصحيح، فعلى سبيل المثال، إذا أُحبِط الطفل لأنه لم يستطع تركيب القطع الصحيحة في لعبة "الفك والتركيب" Puzzle، فبدلًا من أن تعمل على تركيبها له، خفف من غضبه وإحباطه، وأخبره بأنك ستساعده في تركيبها واشتركا معًا في العمل، وبهذا يتعلم الطفل أن الصراخ والغضب لا يحلان أية مشكلة ولا يجب أن يكونا ردة فعله كلما شعر بالإحباط أو الفشل.
4. الفشل ليس دومًا أمرًا سيئًا
اشرح لطفلك أن مشاعر الإحباط والفشل هي التي قد تدفع الإنسان في كثير من الأحيان لاتخاذ القرارات الصحيحة التي قد تغير مجرى حياته بالكامل، واحك له قصص الناجحين الذين عجّت حيواتهم في بداياتها بالكثير من مشاعر الإحباط والفشل، ولكن هذا لم يؤثر في عزيمتهم ومضوا في طريقهم برغم الصعوبات والتحديات.
ما فائدة أن تعطيَ لطفلك محاضرات عن فن المثابرة والصبر وكيفية التعامل مع الإحباط، وهو يراك تنفعل في كل موقف محبط، وتغضب عند كل صعوبة أو مشكلة تواجهها؟!
5. علمه بذل المجهود وإيجاد الحلول
إذا شعر طفلك بأنه قادر على حل مشاكله وإيجاد الحلول الملائمة، فإنه سيكون من السهل بمكان أن يواجهها ، فعلمه أن عليه بذل المجهود في الحياة لتعلم أية مهارة أو تحقيق أية غاية أو أي هدف.6. لتكن توقعاتك منطقية
احرص على اختيار المهمات التي تلائم سن طفلك، فلا تختر مهمات تعجيزية ثم تضيق بمشاعر الإحباط التي لا بد ستصيبه نتيجة فشله في تحقيق المهمة.
7. علّمه المثابرة
من المهم أن يتعلم الطفل التعامل مع الإحباط منذ صغره، فاغرس فيه خصلة المثابرة بإعطائه التحديات الملائمة لسنه وتشجيعه على إيجاد حلول وحده، واقترح عليه أخرى لتوسيع مخيلته وقدرته على ابتكار الحلول.
8. امدح التصرف الحسن
حين ينجح طفلك في أي موقف في التعامل مع مشاعر الإحباط، أشِدْ بهذا التصرف لتشجعه على الإتيان بردات أفعال مماثلة حين تواجهه نفس مشاعر الإحباط تلك مستقبلًا.
احرص على اختيار المهمات التي تلائم سن طفلك، فلا تختر مهمات تعجيزية ثم تضيق بمشاعر الإحباط التي لا بد ستصيبه نتيجة فشله في تحقيق المهمة
9. حثه على الاستقلالية
تؤكد دراسات أجراها معمل علم النفس التجريبي، ومعهد البحوث الطبية التابع لجامعة "بويناس أيريس" Buenos Aires، بأن شعور الاستقلالية يتولد عند الطفل بعد أربع ساعات فحسب من ولادته ، وخلال مدة الطفولة تلك يعد من الطبيعي جدًا أن يستجيب الآباء لجميع احتياجات الطفل، ولكن حين يصل الطفل لسن العامين وما فوق فإنه يشرع في اكتساب قدرة أكبر على الاستقلالية، لذا، احرص على تأييده في استقلاليته بمنحه وسائل تعينه على التعامل مع الإحباط بنفسه واستمر في توجيهه.
إن الإحباط هو جزء من الحياة واعلم أنك مهما حاولت فإنك لن تستطيع منع طفلك من المرور به، بينما يمكنك تعليمه كيفية مواجهته والتغلب عليه، وأنه قد يكون أحيانًا سببًا لكثير من الفرص الطيبة التي لا تتسنى له إذا استمر نجاحه أو سير حياته على نمط واحد!
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://eresmama.com/9-tecnicas-ensenar-al-nino-manejar-la-frustracion/