سواء كنت تكثر التفكير في الماضي أو تقلق بشأن المستقبل، فالتفكير الزائد أمر مضنٍ ومرهق، وهو يتمحور غالبًا حول الأفكار السلبية والأحداث المؤلمة التي مررت بها في الماضي أو تخشى حدوثها مستقبلًا، ويؤدي هذا النوع من التفكير لتدمير حاضرك وشعورك بالاكتئاب والضغط النفسي وعدم الرغبة في إنجاز أيّ عمل، فإذا كنت ممكن يعانون من هذا الأمر فإليك عشر خطوات عملية من شأنها بإذن الله إعانتك على التوقف عن التفكير الزائد غير المجدي:
1. انتبه لأفكارك
نقح الأفكار التي تشغل بالك ووقتك بها عادة، ويستحسن أن تكتبها في ورقة، ولا تنتقد نفسك بشأنها، فقط ارصد جميع الأفكار التي تخطر في بالك طوال الوقت، ثم اكتب أثرها عليه نفسيًا وبدنيًا؛ فالأبحاث تشير إلى أن الذين يعانون من التفكير الزائد يغدون سريعي الغضب وأكثر عرضة للاكتئاب.
2. خفف وطأة القلق بالتفكير في حلول
من أكثر الأمور المحبطة المتعلقة بالتفكير الزائد، أن الإنسان يشعر بأنه لا يملك السيطرة عليها.. وهذا حق، بيد أنه يمكنه دائمًا التحكم في ردات الفعل؛ فبدلًا من الغرق في بحر التفكير والقلق، فكر في حلول تمنع ذلك الأمر الذي تخشاه ولنقل إنه خوفك من عدم اجتياز امتحان ما، فيمكنك منع حدوث هذا الأمر بالاستعداد للامتحان والدراسة له بشكل جيد.
قد لا يمكنك فعلًا التحكم بنتائج الأمور، وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، في هذه الحالة فكر فيما يمكنك فعله إذا حدث ما كنت تخشاه
ولكن في بعض الأحيان قد لا يمكنك فعلًا التحكم بنتائج الأمور، وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، في هذه الحالة - وكي تتمكن من تجاوز التفكير الزائد في الأمر - فكر فيما يمكنك فعله إذا حدث ما كنت تخشاه، وإذا قسنا على مثال الامتحان، فإذا حدث - لا سمح الله – ورسبت، هناك فرصة إعادته مرة أخرى، والدراسة له بصورة أفضل.
3. تفاءل
عوضًا عن التفكير المستمر في مساوئ الأمر، فكر بإيجابية؛ فعقلك مبرمج على الإبداع وتخيل الأمور على أي حال، فاستخدم هذه الطاقة لتخيل الأمور الحسنة واستعادة الذكريات السعيدة، فإن الأفكار السوداوية المتوهمة التي تدور في رأسك عادة ما يكون مبالغًا فيها ، فاحرص على استدعاء أفكار إيجابية لتفكيرك واحرص على تدوينها، فقد أكدت دراسة عن التفكير الزائد أن كتابة الأفكار الإيجابية والتركيز عليها من شأنه التخفيف من الشعور بالقلق والتوتر.
4. ادرس أسباب تفكيرك الزائد
فاسأل نفسك مثلًا: هل تملك دليلًا يدعم أسباب قلقك؟ فمن أكثر الأسباب المؤدية للتفكير الزائد هو أننا نادرًا ما نتوقف لاستجواب أنفسنا عن مدى منطقيته، وحين تستجوب نفسك ركز على كل ما يدحض أفكارك السلبية.
على سبيل المثال: إذا كنت تخشى عدم الحصول على الترقية القادمة، فاسأل نفسك عن مستوى أدائك في العمل، وكيف كانت آراء مديرك أو مدرائك عنك، وإلى أي مدى تستحق هذه الترقية... وهكذا، وأجب إجابات واضحة ومحددة وحبذا لو تكون مكتوبة ومرقمة فهذا يجعل الصورة أوضح بالنسبة لك، ويظهر بالفعل إلى أي مدى عليك أن تقلق أو إذا كان قلقك منطقيًا ومبررًا بادئ ذي بدء!
معظم إجابات أصحاب التفكير الزائد تنفي استمرارية أسباب قلقها لمدد طويلة، فما جدوى إطالة التفكير اليوم في أمر لن يأخذ هذا الحيز من عمرك ووقتك مستقبلًا
5. فكر في أسوأ احتمال
فإذا لم تفلح في قهر أفكارك السوداوية بأخرى أكثر تفاؤلًا، فإليك تقنية أخرى، فكّر في أسوأ احتمال يمكن أن يحدث، وستجد - في أغلب الأحيان - أنه حتى مع هذا الاحتمال ستسير الأمور على ما يرام، كذلك، اسأل نفسك ما إذا كان هذا الموضوع الذي يؤرقك سيستمر للغد أو للأيام والأسابيع والشهور القادمة، وستجد كما بينت الأبحاث أن معظم إجابات أصحاب التفكير الزائد تنفي استمرارية أسباب قلقها لمدد طويلة، فإذن والحال كذلك، ما جدوى إطالة التفكير اليوم في أمر لن يأخذ هذا الحيز من عمرك ووقتك مستقبلًا!
6. خصص وقتًا محددًا للقلق
خصص خمس عشرة أو عشرين دقيقة فحسب يوميًا للتفكير فيما يقلقك، وحين ينتهي الوقت ثم تعود للتفكير في الأمر، ذكر نفسك بأن وقت القلق والتفكير انتهى لهذا اليوم وأن عليك الانشغال بأمر آخر، ويمكنك لاحقًا مراجعة أفكارك وأسباب قلقك بعد حدوث ما كان يقلقك بالفعل وستجد أنك في الغالب بالغت في خوفك وأنه لم يحدث شيء مما كنت تخشاه.
7. لا تفكر بصورة مثالية
المثالية عادة ما تعيق الإنسان وتمنعه من تحقيق ما يريد، لذا، تذكر أن إنجاز العمل العمل مع نقص في درجة المثالية هو أفضل من عدم إنجازه بالمرة أو إنجاز جزء منه بمثالية تامة.
8. كن ممتنًا وشكورًا
اشكر الله على النعم التي منحك إياها واحرص على تذكير نفسك بها كلما بدأت الاستغراق في الأفكار السلبية؛ فهذا الأمر سيساعد قطعًا على رفع معنوياتك وتخفيف الشعور بالقلق.
التفكير الزائد صار واحدًا من آفات العصر، فاحرص ألا تنساق وراءه بصورة تدمر حياتك، فلا أنت أصلحت ماضيًا ولا غيرت مستقبلًا ولا استثمرت حاضرًا
9. ركز على الحاضر
الحاضر هو الوحيد الذي يمكنك تعديله أو تغييره بتفكيرك فيه، بينما لا ينطبق هذا الأمر على الماضي أو المستقبل، فاستثمر طاقتك في تطوير حاضرك وربما التقليل من أسباب القلق أو الخوف من المستقبل ما استطعت إلى ذلك سبيلًا.
10. أشغِل نفسك بعمل
الفراغ سيزيد من تفكيرك الزائد غير المجدي، فإذا لم يكن هناك ما تفعله لتمنع حدوث أيّ مما تخاف منه مستقبلًا، فعلى الأقل احرص على استغلال حاضرك الذي تعيشه الآن، وأدِّ عملًا نافعًا تفخَر به مستقبلًا بدلًا من الاستغراق فيما سيكون ويحدث وأنت لا تملك في الحقيقة من الأمر شيئًا .
إن التفكير الزائد صار واحدًا من آفات العصر، فاحرص ألا تنساق وراءه بصورة تدمر حياتك، فلا أنت أصلحت ماضيًا ولا غيرت مستقبلًا ولا استثمرت حاضرًا!
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://ro.co/health-guide/how-to-stop-overthinking/