اعترافات مقاوم

الرئيسية » حصاد الفكر » اعترافات مقاوم
اعترافات مقاوم

تُحاصرنا بقبضتها المنايا ونبقى في الحياة مُقاومينا

نموت، ولا تذل لنا نفوس وإن عشنا فعيش الأكرمينا

يا فلسطين الأرض يا وطني، منك، إليك.. عليك أشهر حبي وسلامي

وأحني جبهتي موضع قدم كل مُقاوم

يا أهلي في مُخيم الشابورة، أصابعي على الزناد

يا أهلي في رفح، في حي البرازيل وحي الجنينة وحي السلام

يا جنود هذا الزمان..

يا أهلي في مخيم البريج وخان يونس وجباليا والشاطئ والنصيرات ودير البلح

يا أخوتي ورفاقي يا أبطال هذا الزمان...

ارفعوا رؤوسكم وحلقوا بأيديكم لقد غيرتم التاريخ ومزقتم اليهود الصهاينة شر ممزق!

أعرف حجم الحزن بقلوبكم وأعرف طعم المرارة في حلوقكم وأعرف أنكم أكبر من كل هذه الجراح؛ لأنكم تعلمون أن الشعب الذي لا يملك ما يكفي من الشهداء ليدافعوا عنه لا يُمكن أن يصمد، ونحن بكم ومعكم صامدون.

لا تلتفتوا لكل أفّاق ومتشدّق ومتردد.. أنتم إزاء فتح كوني، يا أهل غزة الأبطال أنتم وعد من الآخرة لتسوؤوا وجوه اليهود وليتبّروا ما علوا تتبيرًا، هم خائفون ويرتجفون كل ليلة تمضي علينا ونحن تحت القصف ينتظرون سماع إعلامهم الكاذب وفيديوهات النت المفبركة قضينا على أهل غزة وصارت نسيًا منسيًا، لكنهم يتوهمون؛ لأن الموت بالنسبة لنا ليس أكبر خسارة، أكبر خسارة لنا فعلًا هي أن يموت في داخلنا شغف التحرر من عبودية الاحتلال.

يا شعب غزة الأبطال، من صبر ظفر، فلا تغرنكم الحكومات العربية التي زادت من قوة اليهود بنفطها وغازها وحدودها وجنودها باسم القضاء عليها، هم يقضون على شعوبهم، فمنذ تسليم بريطانيا فلسطين لليهود والأجيال العربية في أوضاع لا يعرفون فيها سوى الهجرة والتشريد والشقاء اليومي، فقرًا وبطالةً وقمعًا وسجنًا، كل هذا من أجل حكم وحاشية وشعب أقنعوه أن الثورة عورة.

ربما لا يشاهد الغرب كيف يعيش العربي في حاضر أبسط ما يمكن تسميته بالجحيم لا أمل ولا أفق ولا حياة، كما أنه لا يشاهد كيف ندافع عن أرضنا، ملحنا، بحرنا، هوائنا، يحذفون كل كلمة وكل صورة وكل بطولة تُذكرهم أننا نُقاوم، النت والشيطان والسلطان في خدمتهم والله معنا.

يا شعب غزة الأبطال، مضى زمن الخيانات والتبريرات، مضى زمن الشجب والاستنكارات، وجاء زمن البطولات، زمن لا نبحث فيه عن نصر أو قبر، الحرية ما نريد لهذه الأمة المشردة في تيه العالم، فلا يصح إلا الصحيح، والظلم لو دام دمّر ومن يستهين بالمقاومة سيجد نفسه في يوم من الأيام وقد تحول إلى حشرة تدوسها أطفال غزة.

لا مجال للتراجع، لنمضي ونقضي على اليهود وعلى التخلف والفقر والضعف والخوف والفساد المزمن في المجتمعات العربية التي تُعاني من انفصال بين الدافع والهدف.

يا شعب غزة الأبطال، عليكم السلام وأنتم صف واحد وجسد واحد تُعيدون لنا تاريخنا المسروق وتُرابنا وشهداءنا وهيبتنا، أنتم الأحياء والباقون أموات.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • صحيفة السبيل
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

قراءة سياسية في عبادة الصيام

عندما نضع الصيام في سياق العبادة في الإسلام نجد أن العبادة وسيلة تحقق غايات عليا …