يتطلع معظم الآباء لأن يكون أطفالهم ودودين وطيبين ومنسجمين مع بعضهم البعض، ولكن هذا الهدف كثيرًا ما يكون صعب المنال.
فقد أثبتت الدراسات أن 80% فحسب من البشر يتوافقون مع إخوتهم الذين نشـؤوا معهم، ولكن الكثير من الأطفال يختلفون معظم الوقت مع إخوتهم.
ولا بأس من بعض الخلافات الصغيرة وسوء التفاهم من حين لآخر ولكن ماذا إذا كان الإخوة لا يتوافقون بالمرة أو يتجنبون بعضهم تمامًا؟ فيما يلي تفنيد لفكرة التفاهم والعلاقة الطيبة بين الإخوة وبعض النصائح العملية لتحقيق هذا الهدف:
هل علاقة أطفالك ببعضهم طيبة؟
تأكد أنه مهما كانت علاقة أي أخوين ببعضهما طيبة، ولكن تحصل بينهما مشاحنات بين الحين والآخر فلا بأس في هذا، وأحيانًا يميل بعض الأطفال أن يقضوا وقتًا بمفردهم، وهذا لا يعني أنهم لا يحبون إخوتهم، فإذا كان الوضع بين أبنائك كذلك فإذن لا توجد مشكلة.
هما كانت علاقة أي أخوين ببعضهما طيبة، ولكن تحصل بينهما مشاحنات بين الحين والآخر فلا بأس في هذا، وأحيانًا يميل بعض الأطفال أن يقضوا وقتًا بمفردهم، وهذا لا يعني أنهم لا يحبون إخوتهم، فإذا كان الوضع بين أبنائك كذلك فإذن لا توجد مشكلة
علامات تدل على أن علاقة أبنائك ببعضهم طيبة:
- بغض النظر عن المشاحنات الجانبية فهم يستلطفون بعضهم
- هم على وفاق معظم الوقت ويتعاملون مع بعضهم بصورة حسنة
- يدعمون بعضهم البعض ويراعي كل منهم احتياجات ومشاعر الآخر
- يحبون التحدث واللعب وقضاء الوقت مع بعضهم
علامات تدل على أن علاقة أبنائك ببعضهم غير طيبة:
- لا يستطيعون التواصل مع بعضهم ويتنافسون بكثرة ويغلب على نقاشاتهم سوء التفاهم
- لا تخلو علاقتهم من شجار ومشاحنات شبه مستمرة وعلى أتفه الأسباب
- علاقتهم مشحونة بالعدوانية وتصيد الأخطاء والتنمر والإساءة لبعضهم
لماذا تعد العلاقة بين الإخوة مهمة؟
علاقة الإخوة تؤثر ببعضهم على كل منهم على حدة وكذلك على الأسرة ككل تمامًا، كما تؤثر علاقة الزوجين ببعضهما على علاقة أبنائهما، وقد أثبتت الدراسات قوة تأثير العلاقة الأخوية، وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن الإخوة الذين هم على علاقة طيبة ببعضهم، ثم قرر أحدهم مثلًا استكمال الدراسة الجامعية، فغالبًا ما يحذو أخوه حذوه، وغالبًا ما تؤثر العلاقات الإخوية على قدرة كل أخ على مواجهة المشكلات وحلها، وتطور علاقات التواصل والشعور بالأمان والثقة.
إذا كانت المعاملة السيئة هي الأصل في العلاقة، فستُبنى العلاقة بينهما على هذا الأساس، وإن كان الموقف لا يستلزم أية عدواة أو سوء معاملة
ما هي أبرز أسباب سوء العلاقة بين الإخوة؟
1. فرق تطور المهارات:
ربما تجد الطفل الذي بدأ يمشي للتو يعامل أخاه الرضيع ويمزح معه بطريقة قد تؤذيه بدون أن يكون مدركًا لذلك! فتطور المهارات تختلف باختلاف المرحلة العمرية وبالتالي تختلف طريقة التواصل.
2. خلافات في الماضي لم تحل:
إذا حدثت بين الإخوة خلافات في الماضي ولم تحل بينهما، فهذا سيؤدي لكثير من التراكمات وسوء التفاهم واستفحال المشاكل بينهما .3. العادات السيئة:
إذا كانت المعاملة السيئة هي الأصل في العلاقة، فستُبنى العلاقة بينهما على هذا الأساس، وإن كان الموقف لا يستلزم أية عدواة أو سوء معاملة.
4. التنافس بين الإخوة:
هو أمر طبيعي، سيرغب كل أخ أن يكون الأسرع والأذكى والأكثر تفوقًا، ولكن إذا زاد الأمر عن حده فسيؤدي قطعًا لتوتر العلاقة بين الإخوة والتفرقة بينهما.
5. بناء الأسرة:
نظام الأسرة وطريقة التنشئة واختلاف الأعمار والشخصيات والطبائع بين أفراد الأسرة بشكل عام والإخوة بشكل خاص يؤثر قطعًا على العلاقة بين الإخوة.
6. التنشئة:
الثقافة ومبادئ الأسرة والخلفية المجتمعية من شأنها الـتأثير على العلاقة بين الإخوة، ففي بعض الأسر لا بأس من المقاطعة أو التحدث بصوت عالٍ، ولكن هذا قد يعد تصرفًا غير لائق لدى غيرها من العائلات.
7. الطلاق أو عدم التوافق بين الزوجين:
عدم التوافق بين الزوجين أو حدوث الطلاق سيؤثر بالضرورة على الأطفال وبالتالي على علاقتهم ببعضهم، قد يدفع شجار الأبوين للشجار بينهم كذلك باعتباره وسيلة التعبير الصحيحة عن مشاعر الغضب والإحباط .
أعط أبناءك المساحة الكافية ليحاولوا هم كذلك إيجاد الحلول المناسبة لهم؛ فكثرة تدخل الكبار كثيرًا ما تعقد مشاكل الصغار دون داعٍ
كيف يمكن تحسين العلاقة بين الإخوة؟
أولًا/ التحدث معهم عن الموضوع
احرص على التحدث مع أطفالك عن الأمر، ومن الأفضل أن تتحدث مع كل واحد منهم على انفراد، وحاول أن تفهم ما هي الأمور المشتركة في النقاط التي سيذكرها كل منهم، ثم حاول بعد ذلك إيجاد حلول لتلك الخلافات وأشرك أطفالك فيها قدر المستطاع.
ثانيًا/ القدوة الحسنة
كن قدوة طيبة لهم سواء في تعاملك مع زوجك أو مع كل واحد من أطفالك، فالأطفال عادة ما يتعلمون بالمحاكاة والتقليد.
ثالثًا/ التوقعات المنطقية
جميل أن تكون هناك قواعد في المنزل يلتزم بها الجميع كعدم الضرب أو الشتم أو الإساءة، وكذلك توضيح التبعات لكل تصرف سيئ يفعله الطفل.
رابعًا/ عدم التمييز في المعاملة
تفضيلك لطفل على آخر بل وإظهار هذا في المعاملة هي من أكثر الأمور التي تؤثر على العلاقة بين الإخوة وتؤدي للتفرقة بينهما .خامسًا/ تجنب اللوم
لا تجعل أطفالك يلومون بعضهم على تصرفهم السيئ، فيضرب أحدهم أخاه بقسوة بحجة أن الثاني أخذ لعبته! وبين لهم أنه لا يجب أن يصحح الإنسان الخطأ بارتكاب خطأ مثله أو أكبر منه.
سادسًا/ توطيد العلاقة
ساعد الأطفال على تقوية علاقتهم ببعضهم وذلك من خلال إشراكهم في ألعاب وأنشطة مختلفة، وتشجيعهم على أن يعاملوا بعضهم بأسلوب حسن ولبق.
وأخيرًا، فإن الخلافات بين الإخوة تعد من أكثر الأمور المحبطة للأبوين، سيما إذا كان يحاولان كل ما بوسعهما لتحسين العلاقة بين الأبناء، فاستمر في اتباع ما تستطيعه من أساليب وتقنيات، وأعطهم المساحة الكافية ليحاولوا هم كذلك إيجاد الحلول المناسبة لهم؛ فكثرة تدخل الكبار كثيرًا ما تعقد مشاكل الصغار دون داعٍ.
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://www.verywellfamily.com/what-to-do-when-kids-fight-5116696