محللون صهاينة: «طوفان الأقصى» كشف إخفاق استخباراتنا

الرئيسية » حصاد الفكر » محللون صهاينة: «طوفان الأقصى» كشف إخفاق استخباراتنا
محللون صهاينة طوفان الأقصى كشف إخفاق استخباراتنا

أجمع محللون صهاينة على أن جميع الأجهزة الأمنية الصهيونية أخفقت في التقديرات الاستخباراتية، وفي سيناريو التعامل مع مفاجأة حركة حماس، التي سمّتها «طوفان الأقصى»

كما اتفق المحللون على أن الإخفاق الاستخباراتي في الحرب ضد «حماس» في قطاع غزة يختلف كليًا أن الإخفاق الاستخباراتي والعملياتي في كل من حرب 1973 وحرب 1982 وحرب لبنان الثانية 2006.

وأكدت تقديرات المحللين أن الإخفاق الاستخباراتي الصهيوني في المرحلة الراهنة مقرون بعدم جهوزية الجيش للحرب، خلافًا لما كان يروج له المستوى العسكري بشأن الجهوزية لمثل هذه السيناريوهات، واحتمال تسلل مسلحين من غزة إلى الجنوب، وكذلك عدم جهوزية الجبهة الداخلية للدفاع عن المدنيين وضمان سلامتهم، وعدم اختطافهم من قبل المسلحين.

وفي ظل هذه الإخفاقات الاستخباراتية للأجهزة الأمنية، ذكرت تقديرات لمحللين آخرين أن تل أبيب ملزمة بدخول قطاع غزة وخوض عملية برية، مشددين على أن «حماس» أثبتت أنها لن توافق على أي هدنة طويلة الأمد، وتعود بالصراع إلى مرحلة مشابهة للنكبة في 1948.

تل أبيب دفعت ثمن الإخفاق الاستخباراتي بالحصيلة المعلنة من قتلى وجرحى، وكذلك تراجع «الهيبة» إقليميًا وعالميًا، فقد فقدت السيطرة على مناطق واسعة في الجنوب

إخفاقات غير مسبوقة

ووجه الرئيس السابق لـ«شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية» (أمان) عاموس يدلين انتقادات شديدة اللهجة إلى الأجهزة الأمنية، مشيرًا إلى أن عملية «طوفان الأقصى» إخفاق غير مسبوق للاستخبارات العسكرية ومختلف أجهزة المخابرات، وإخفاق مخابراتي لم تعهده تل أبيب حتى في حرب 1973.

وأوضح يدلين أن تل أبيب دفعت ثمن الإخفاق الاستخباراتي بالحصيلة المعلنة من قتلى وجرحى، وكذلك تراجع «الهيبة» إقليميًا وعالميًا، فقد فقدت السيطرة على مناطق واسعة في الجنوب، واشتبكت لساعات طويلة مع العشرات من مسلحي «القسام».

قواعد ومعادلة

وفي حالة تعكس التخبّط لدى المؤسسة الأمنية في كيفية التعامل مع قطاع غزة، وسياسة ترحيل الصراع مع الفلسطينيين الذي تنتهجه حكومات الاحتلال المتعاقبة، أوضح محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ12 العبرية نير دفوري أن تل ابيب تلقت ضربة موجهة، وهوجمت بشكل قاس، وتزعزعت مكانتها وتشوهت صورتها.

وأوضح أن الحديث لا يدور حول الإخفاق الاستخباراتي في تقديرات إمكانية تسلل أعداد من المسلحين من غزة إلى الجنوب فقط، بل أيضًا في الإخفاق بالتعامل مع الحدث، سواء عند السياج الحدودي، أو في عمق البلدات الصهيونية.

ولفت محلل الشؤون العسكرية إلى أن عناصر «القسام» عملت بشكل مدروس ومخطط له منذ فترة، فقد أظهرت المرئيات كيف فجّر المسلحون الجدار الأول، والبوابات في الجدار الثاني، وتوغل عشرات المركبات إلى بلدات الجنوب في محيط غزة، بدون أن يحرك جيش الاحتلال ساكنًا، ما يشير إلى أن قوات الجيش غطّت بنوم عميق، في الوقت الذي كان من المفروض أن تتولى الحراسة.

ورجّح أن حجم الإخفاق الاستخباراتي والإخفاق في التعامل مع المسلحين سيبقى طي الكتمان حتى بعد الفحص وتشكيل لجان تحقيق.

الأجهزة الأمنية الصهيونية تقدّر أن الخطر الرئيس يأتي من الحدود اللبنانية، إلى جانب الجهود المبذولة لاحتواء الهجوم في الجنوب

الحدود اللبنانية

وسيأتي الوقت لمعرفة من المسؤول عن هذا الإخفاق، وما إذا كان هناك إهمال أو تساهل من جانب قوى الأمن، خاصة شعبة الاستخبارات في الجيش والشاباك، حسب المحلل العسكري في موقع واينت الإلكتروني رون بن يشاي.

ويقول بن يشاي إن «المهمة الأكثر إلحاحًا، التي تؤديها أجهزة الاستخبارات في الوقت الحالي، هي التأكد من أن الهجوم المفاجئ في غزة غير منسق، ولن يتزامن مع هجمات إضافية ستأتي من لبنان وسوريا، وربما من أماكن أخرى، من خلال الصواريخ ومحاولات التسلل».

ورجّح أن الأجهزة الأمنية الصهيونية تقدّر أن الخطر الرئيس يأتي من الحدود اللبنانية، إلى جانب الجهود المبذولة لاحتواء الهجوم في الجنوب، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية، بمختلف أذرعها، أمام تحديات مصيرية، من أجل إعادة السيطرة على المناطق الجنوبية.

كما رأى أن أجهزة الاستخبارات ملزمة بتوجيه الموارد إلى الشمال والحدود مع لبنان، قائلاً: «في الآونة الأخيرة، ظهرت تلميحات من لبنان بشكل رئيس، إلى وجود نية لتنفيذ هجوم منسق لحزب الله والفصائل في غزة»

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • القبس
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

قراءة سياسية في عبادة الصيام

عندما نضع الصيام في سياق العبادة في الإسلام نجد أن العبادة وسيلة تحقق غايات عليا …