إجابات لأسئلة شائعة عن الكيان الغاصب

الرئيسية » بصائر من واقعنا » إجابات لأسئلة شائعة عن الكيان الغاصب
إجابات لأسئلة شائعة عن الكيان الغاصب سماح ضيف الله المزين

انتشرت في الآونة السابقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كثير من التساؤلات وكثير من المعلومات – سواء كانت حقيقية أو مفبركة - عن اليهود وعن الكيان الغاصب عمومًا ومشروعه الاستعماري في المنطقة العربية، وقد بينّا في المقالين السابقين إجابات أكثر تفصيلًا للموضوعات التي تحتمل التفصيل، إلا أن الواقع يفرض علينا أن نجيب عن كم من الأسئلة في مقال واحد عن موضوعات ربما لن يحتمل الواحد منها مقالًا كاملًا.
لمطالعة المقالين السابقين:

المقال الأول/ من أيّة عقيدة يكتسب الصهاينة مشروعية احتلالهم؟

المقال الثاني/ ما هو الفرق بين اليهودي – العبراني – الإسرائيلي – الصهيوني؟

ومع أن التاريخ الأسود للكيان الغاصب يُجبر أي صاحب قلم أو قدرة إبداعية أو موهبة على ألا يتوقف عن فضحه وتعريته بالكتابة والحديث عنه بكل الطرق والوسائل المتاحة؛ لأن معركة الوعي في المرحلة القائمة أهم بكثير حتى من محاولة حماية الإنسان المضطهد؛ فبالوعي نضع أول لبنة لجيل لا يمكن أن يستغل عدو الأمّة جهله وفقره لزرع أية فكرة يريدها!  ثم إن إيماننا بأن لله حكمة أقوى من أن نفقهها في كل ما يحصل وكل ما يدور من حولنا، وكذلك فإن التاريخ الذي طالعناه قد نقل الكثير مما يجعلنا نفهم كُنه الحرب الدائرة إلى حد ما.

ومن باب المسؤولية، وتأدية ولو جزء من الرسالة أجيب هنا – بالاعتماد على مصادر وأبحاث موثوقة من كتاب ثقاة طالما عملوا لأجل القضية – وسأبيّن وأدرج عناوين تلك المصادر في نهاية المقال – من باب الأمانة العلمية أولًا، ثم لأننا نرى رأي العين كيف أن التاريخ يُزوَّرُ أمام أعيننا فما بالنا بما نُقِلَ إلينا بوساطة من يمكن أن نشك بمصداقيتهم!

الواقع يكذب اليهود في دعواهم نقاء جنسهم، وذلك أن نظرة عامة في هيآتهم وسحنتهم تدل على تباين أصولهم؛ فبينهم ذو السحنة الأوروبية، ذو السحنة العربية، وذو السحنة الأفريقية، ومع هذا التباين لا يمكن إدعاء أن أصلهم واحد

أولًا/ ما علاقة الكيان الغاصب، بسيدنا النبي الكريم يعقوب - عليه السلام – لأنه هو نفسه إسرائيل؟

الجواب/ بنو إسرائيل هم ذرية سيدنا النبي الكريم يعقوب عليه السلام منذ وجوده وحتى يومنا هذا امتدادًا إلى يوم القيامة، قال الجزائري في أيسر التفاسير: إسرائيل هو يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام، وبنوه هم اليهود لأنهم يعودون في أصولهم إلى أولاد يعقوب الاثني عشر، وقد اتفق المفسرون على ذلك، وأن يعقوب – عليه السلام - هو والد الأسباط، واليهودُ ذريتهم، ومن كان منهم اليوم في فلسطين أو في غيرها من البلاد تناوله خطاب القرآن لبني إسرائيل، وهكذا الحال إلى يوم القيامة.

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: "خاطب الله سبحانه بني إسرائيل الموجودين في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - بما فعل مع آبائهم، وذكرهم بذلك واستدعاهم به، وذكرهم أنه فعله بهم، كقوله: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة: 50]

لكن الواقع يكذب اليهود في دعواهم نقاء جنسهم، وذلك أن نظرة عامة في هيآتهم وسحنتهم تدل على تباين أصولهم؛ فبينهم ذو السحنة الأوروبية، ذو السحنة العربية، وذو السحنة الأفريقية، ومع هذا التباين لا يمكن إدعاء أن أصلهم واحد؛ إذ لا بد من أن يكونوا قد اختلطوا بأمم أخرى أورثتهم هذا التباين في السمات.

ثم إن اليهود ذكروا في كتابهم أن كثيرًا منهم تزوَّجوا بنساء أجنبيات، وأن نساءهم أخذهن رجالًا أجانب، كما ثبت تاريخيًّا أن أمة كبيرة - وهي شعب دولة الخزر - تهوَّدوا في القرن الثامن الميلادي، وكان ذلك الشعب من قبل وثنيًّا، وهو شعب تركي آري كان يقطن منطقة آسيا الوسطى، ودولتهم التي تسمَّى باسمهم دولة الخزر كانت تقع في المنطقة بين البحر الأسود وبحر قزوين، وتشغل منطقة شمال أذربيجان وأرمينية وأوكرانية وجميع منطقة جنوب آسيا إلى حدود موسكو عاصمة روسيا، وكان بحر قزوين يسمى بحر الخزر.

ثانيًا/ هل كل اليهود صهاينة... أو كل الصهاينة يهود؟

الجواب/ ليس كل يهوديّ صهيونيًا، ليس كل صهيونيّ يهوديًا؛ إذ الصهيونية فكرة واليهودية ديانة، وكما أسلفنا فاليهود موجودون في كل بقاع الأرض العربية وغير العربية، الإسلامية وغير الإسلامية، يمارسون طقوسهم الدينية بحريتهم لا يضايقهم أحد بسبب ديانتهم .

الصهاينة متنوعو الديانات؛ فبينهم: المسيحي، والبوذي، والملحد.. وحتى المسلم... ومتنوعو الأجناس والأعراق كذلك؛ فبينهم: التركي، الأوروبي، الأفريقي، الآسيوي، وحتى العربي!

ثالثًا/ هل جميع الصهاينة، واليهود يقيمون في فلسطين المحتلة (المسمّاة بإسرائيل بغيًا)؟

الجواب/ ليس جميع الصهاينة يقيمون في إسرائيل؛ إذ هنالك صهيونية استيطانيّة تهدف إلى تجميع اليهود والصهاينة لتوطينهم في أرض فلسطين المحتلة، وصهيونية داعمة أو تدعيمية تعمل على تجنيد اليهود في أنحاء الأرض ليشكلوا جماعات ضاغطة تعمل لمصلحة الكيان الغاصِب.

وقد أسلفنا الذكر في المقالات السابقة أن الصهاينة متنوعو الديانات؛ فبينهم: المسيحي، والبوذي، والملحد.. وحتى المسلم... ومتنوعو الأجناس والأعراق كذلك؛ فبينهم: التركي، الأوروبي، الأفريقي، الآسيوي، وحتى العربي!

ويوجد كثير من المتصهينين - الذين جنّدهم الصهاينة لصالح تحقيق مخططاتهم وإدارة حربهم الإعلامية والنفسية ضد الإسلام وأهله والعروبة جمعاء - يقيمون بين ظهرانينا – للأسف – يخدمون المطامع الصهيونية الاستعمارية ويسهّلون مهمّات الاستعمار .

وللأمانة يجب أن نقول: إن ليس جميع اليهود يقيمون في فلسطين المغتَصَبة، وليسوا جميعًا مؤيدين للمشروع الاستعماري، وبعضهم يعارضون بشدة أفعال الكيان المغتصب وبالذات: الاعتداء المستمر على الفلسطينيين أصحاب الأرض، ومحاولات التهجير القسري والتطهير العرقي والإبادة والاعتقالات الأمنية الظالمة!

رابعًا/ هل جميع سكان فلسطين المحتلة من اليهود والصهاينة؟

الجواب/ بالتأكيد لا؛ ليس جميع سكان الأراضي المحتلة صهاينة ويهود وإنما يوجد فلسطينيون مقيمون لا يزالون في أراضيهم بالذات في المناطق المحتلة عام 1948، ويطلق عليهم عرب 48، أو عرب الداخل، وهم فلسطينيون عرب (مسلمون ومسيحيون) آثروا البقاء في أراضيهم والعيش فيها وعدم تركها بعد النكبة وإن كانت محتلة! 

من الناحية التاريخية، يتبيَّن أن اليهود ليسوا أول من سكن فلسطين، بل استولوا على أجزاء منها بالطغيان

خامسًا/ لماذا فلسطين تحديدًا؟ ولماذا يقول اليهود إن أصولهم تعود إليها؟ ولماذا غزة في هذه الآونة بعد أن طردوا منها؟

الجواب/ إجابة هذا السؤال تحديدًا لها أكثر من شق؛ فإن كان اليهود يعتقدون – تاريخيًا ودينيًّا - أن فلسطين موطنهم الأصليّ (بسبب شعب الخزر مثلًا، أو هيكل سليمان، أو جبل صهيون... وغير ذلك مما بيّناه في المقالات السابقة) إلا أن في القضية: مطمعًا أوروبيًا، وآخر أمريكيًّا بيّنه كثير من المحللين السياسيين الثقاة.

لقد سكن فلسطين قبل استيلاء بني إسرائيل عليها ثلاث قبائل: الفينيقيون، والكنعانيون، وجماعات من جزيرة كريت في عام (1200) ق. م تقريبًا، كانت تسمى فلستين، ونزلت بين يافا وغزَّة على البحر الأبيض المتوسط، وسمَّى الكنعانيون هولاء القوم فلسطين، وغلبت التسمية على المنطقة كلها، فأصبحت تدعى فلسطين .

حسب ما أورده اليهود في كتابهم، وما كُتب في تاريخ المنطقة، فإن هذه الشعوب استمرَّت في المنطقة، وكان بينها وبين بني إسرائيل واليهود حروب عديدة، استمرت طوال فترة وجود اليهود فيها، ولذلك.. فمن الناحية التاريخية، يتبيَّن أن اليهود ليسوا أول من سكن فلسطين، بل استولوا على أجزاء منها بالطغيان.

وإن كان الله تعالى أمرهم بسكناها على لسان سيدنا موسى – عليه السلام – إلا أنه سبحانه حرمها عليهم إذ أنهم عصوا أوامره وكفروا به جل وعلا وبأنبيائه – عليهم السلام – بل آذوهم وقتلوهم، فسجّل الله عليهم لعنته وعذابه إلى يوم القيامة ولم يعد لهم أي حق في تلك الأرض المقدسة، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105]

أما بشأن الشقين الآخرين - وباختصار - فإن المطمع الاستعماري الأمريكي اقتصاديّ بحت يعزز السيطرة الأمريكية السياسية على المنطقة بالسيطرة على خط الغاز الطبيعي في غزة، أما المطمع الأوروبي فيتلخص في زرع جسم يخدم مصالح الدول الكبرى ويحقق أهدافها في الشرق الأوسط، وقد اختيرت فلسطين تحديدًا لموقعها الاستراتيجي المهم، بالإضافة إلى المعتقدات – بل الادعاءات - الدينية والتاريخية الزائفة!

اقرأ أيضًا/ طوفان الأقصى، يفضح مجازر الصهاينة في فلسطين على مرّ التاريخ

اختيرت فلسطين تحديدًا لموقعها الاستراتيجي المهم، بالإضافة إلى المعتقدات – بل الادعاءات - الدينية والتاريخية الزائفة!

خامسًا/ لماذا استطاعت إسرائيل وأمريكا السيطرة على العالم وإخضاعه بهذه العجرفة؟

الجواب/ شاع في الآونة الأخيرة – ولم أجد أبحاثًا موثّقة تؤكّد ذلك الادعاء – أن عائلة ألمانية تعادي السامية وتملك نصف ثروات العالم تدعى عائلة روتشيلد، يملك أفرادها مليارات لا تعدّ جمعوها من خلال استثمارات مختلفة في أنشطة تجارية متعدة في لندن وفرانكفورت وباريس وفيينا ونابولي وغيرها من الدول الكبرى، ما ضاعف ثرواتها وجعلها تسيطر على مفاصل مهمة في الاقتصاد العالمي، ومن هنا اكتسبت قدرتها على التحكم به، وقد يسّرت ودعمت المشروع الاستعماري إيمانًا منها بالمزاعم اليهودية!

وتلك الرواية يدعمها كثيرٌ من المحللين ورواة التاريخ وإن كان هنالك من يشكك في المعلومات المتوفرة عنها ويحاول تعويم الموضوع بوصفها أنها مجرد فكرة من أفكار نظرية المؤامرة التي يحاولون نفي حقيقتها وإيهام العربيّ على الدوام أنه مخدّر بسببها!

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • كتاب: المدخل إلى القضية الفلسطينية: تأليف وتحرير: جواد الحمد وآخرون... إصدار مركز دراسات الشرق الأوسط، 1999م
  • إسلام أون لاين
  • موقع الدرر السنية
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة فلسطينية من قطاع غزة، تحمل شهادة البكالوريوس في علوم المكتبات والمعلومات، وعدة شهادات معتمدة في اللغات والإعلام والتكنولوجيا. عملت مع عدة قنوات فضائية: الأقصى، القدس، الأونروا، الكتاب. وتعمل حالياً في مقابلة وتحرير المخطوطات، كتابة القصص والسيناريو، و التدريب على فنون الكتابة الإبداعية. كاتبة بشكل دائم لمجلة الشباب - قُطاع غزة، وموقع بصائر الإلكتروني. وعضو هيئة تحرير المجلة الرسمية لوزارة الثقافة بغزة - مجلة مدارات، وعضو المجلس الشوري الشبابي في الوزارة. صدر لها كتابان أدبيان: (وطن تدفأ بالقصيد - شعر) و (في ثنية ضفيرة - حكائيات ورسائل).

شاهد أيضاً

الزواج وقت الحروب وفي مخيمات اللاجئين

يا عباد الله جئناكم نُهَنِي فاسمعوا إن شرع الله في الأفراح أن تتمتعوا لا بفحش …