يومًا ما قال الرئيس المصري – حينها - أنور السادات عن حرب السادس من أكتوبر عام 1973م: هذه هي آخر الحروب، وكان يقصد بذلك: أنها ستكون آخر الحروب، وبعدها لن تكون حرب أخرى، وسيعم السلام بين العرب وإسرائيل، وكان قد خطا خطوات نحو السلام مع إسرائيل.
استهجنها حينها كل العرب، ثم هرولوا جميعًا بعدها يستجدون هذا السلام، بعضهم هرول خفية وبعضهم هرول علانية، ثم وصلنا إلى المرحلة الأخيرة، التي هرول فيها الباقون، ولكنهم هرولوا جماعة، بعدما هرول السابقون لهم فُرادى.
ويومًا ما، قالها أحد قادة المقاومة، أو متحدث باسم المقاومة، قالها بعد حرب من حروب غزة الكثيرة: الحرب القادمة ستكون الأخيرة أو قبل الأخيرة، في صراعنا مع الصهاينة المحتلين، وكان يعني بذلك: أن الاحتلال سينتهي بالكلية، وستزول دولة إسرائيل بغير رجعة.
وزوال دولة إسرائيل زوال حتمي منتظر بالوعد الإلهي، ونحن في زمنه، كما تؤكد النبوءات، وكما تؤكد أيضًا تخوفات الإسرائيليين أنفسهم، المبنية على استقراء التاريخ، الذي يدور دوراته، وكأنما يدورها بنفس الكيف.
ونحن هنا نقول: حرب طوفان الأقصى هي الحرب الأخيرة أو قبل الأخيرة، في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا نعتمد في رأينا هذا على النبوءات ولا على الآراء، التي تتحدث عن قرب نهاية إسرائيل، ولكننا نتحدث من معطيات هذه الحرب الدائرة.
زوال دولة إسرائيل زوال حتمي منتظر بالوعد الإلهي، ونحن في زمنه، كما تؤكد النبوءات، وكما تؤكد أيضًا تخوفات الإسرائيليين أنفسهم، المبنية على استقراء التاريخ، الذي يدور دوراته، وكأنما يدورها بنفس الكيف
فالحرب الدائرة اليوم، هي الحرب الأكبر في تاريخ الحروب الفلسطينية الإسرائلية، وبتعبير أدق: في تاريخ الحروب بين إسرائيل وغزة؛ فالحروب السابقة جميعها - على كثرتها وقوتها وتتابعها - ليست تساوي شيئًا أمام ما يحدث في حرب اليوم.
هذه حرب الحروب، والتي نستطيع أن نقول عنها بملء أفواهنا: إن ما بعدها لن يكون مثل ما قبلها.
الجرح الذي أصاب العدو الإسرائيلي في السابع من أكتوبر جرح غائر، لا يستطيع أن يتحمل ألمه، إلا بذلك الفُجر الذي نراه، من قصف لا مثيل له، وقتل لا مثيل له.
ولأول مرة، تحرك أمريكا بوارجها الحربية، وتمد إسرائيل بعتاد حربي عاجل، وكأن إسرائيل في حرب وجودية، مع قوة عظمى، أو كأننا على أعتاب حرب عالمية ثالثة، كما يذكر البعض.
من ناحية إسرائيل وحليفتها أمريكا، هي حرب لا مثيل لها، وربما تكون أكبر من حرب 1973م مع مصر وسوريا، بل هي فيما نراه أكبر من ذلك حقًا.
ولذلك، فإنه من هذه الناحية - ناحية إسرائيل - إما أن تكون هذه الحرب هي الحرب الأخيرة، التي تريد بها الإنهاء التام لحركة المقاومة، بل والإنهاء التام للقضية الفلسطينية، وهو ما لن يكون بإذن الله؛ فإن انتهت الحرب بغير ذلك، فلن تعود لمثلها مرة أخرى، إلا بهذا العزم التام على الإنهاء التام، وهو ما لن يكون حينها بإذن الله تعالى.
من ناحية إسرائيل إما أن تكون هذه الحرب هي الحرب الأخيرة، التي تريد بها الإنهاء التام لحركة المقاومة، بل والإنهاء التام للقضية الفلسطينية، فإن انتهت الحرب بغير ذلك، فلن تعود لمثلها مرة أخرى، إلا بهذا العزم التام على الإنهاء التام
ومن ناحية المقاومة الفلسطينية نفسها، فقد أقدمت على فعل تاريخي في السابع من أكتوبر، وهو ما جر عليها هذه الحرب التاريخية، وجر على غزة ذلك الدمار التاريخي، الذي جعل البعض يسميه (النكبة الثانية) أو (التغريبة الثانية)
ومما رأته المقاومة، من فُجر ذلك العدو الصهيوني في استهداف المدنيين بلا هوادة، ومن تأييد العالم الغربي لما تفعله إسرائيل، ومن صمت وخذلان الأمة الإسلامية؛ حكاما ومحكومين.
فإنها - أي المقاومة - لن تقدم على مثل ذلك الفعل مرة أخرى، إلا وفي نيتها وعزمها الحرب حتى النهاية: إما نهاية إسرائيل، وإما نهاية آخر مجاهد في المقاومة.
المقاومة الإسلامية في فلسطين مقاومة رشيدة، وما كانت لتقدم على ما أقدمت عليه في السابع من أكتوبر، وهي تعلم أن ما يكون الآن من إبادة وتهجير سوف يكون.
كانت المقاومة تظن أن إسرائيل ستستهدفها هي وقادتها، وستستهدف بعض المدنيين مع ذلك، فإذا بها تبيد غزة، وتهجّر أهلها، وهو ما كانت تعول المقاومة على العالم عمومًا والعرب خصوصًا في إيقافه وإفشاله، لكنها المؤامرة التي تتضح بكل تفاصيلها.
بالنسبة للمقاومة، إما أن تكون هذه الحرب هي الحرب الأخيرة، وذلك إن تسارعت الأحداث ناحية السير حتى النهاية، فإن انتهت الحرب بغير نهاية إسرائيل أو بغير نهاية المقاومة، فلن تقدم المقاومة على مثل ذلك الفعل التاريخي الذي أقدمت عليه في السابع من أكتوبر، إلا وفي نيتها وعزمها أن تكون النهاية لهذا الكيان الصهيوني الغاصب.
الحرب الدائرة في غزة اليوم، حرب تاريخية، هي حرب الحروب، تكلفتها باهظة لا سابق لها، فإما أن يسير فيها الجميع إلى النهاية، وهو ما سيكون نهاية لإسرائيل بإذن الله
الحرب الدائرة في غزة اليوم، حرب تاريخية، هي حرب الحروب، والتكلفة التي دفعها فيها الجميع - صهاينة ومقاومون - كلفة باهظة لا سابق لها، فإما أن يسير فيها الجميع - صهاينة ومقاومون - إلى النهاية، وهو ما سيكون نهاية لإسرائيل بإذن الله.
وإما أن يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولن يعود الطرفان - صهاينة ومقاومون - بعد ذلك لمثلها، إلا وفي نيتهم وعزمهم حينها السير إلى النهاية، وهو ما سيكون نهاية لإسرائيل حينها بإذن الله تعالى.