لكي يكون تغييرك في الاتجاه الصحيح اتبع قواعد التغيير العشر

الرئيسية » بصائر تربوية » لكي يكون تغييرك في الاتجاه الصحيح اتبع قواعد التغيير العشر
لكي يكون تغييرك في الاتجاه الصحيح اتبع قواعد التغيير العشر - تسنيم عبد الرحمن النمر

الآن وقد قارب عام جديد على البدء، يسعى الكثير منا للتغيير سواء في أهدافه المادية والمعنوية أو في ظروف حياته أو علاقاته... إلخ. فما هي أفضل وسائل وطرق التغيير الذي يكون للأحسن وفي الاتجاه الصائب؟ في هذا المقال نعرض أبرز عشر قواعد للتغيير مع ذكر الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتنفيذ تلك القواعد بنجاح:

1. التغيير عملية معقدة

لتحقيق أي هدف من المستحسن تقسيمه لعدة أهداف صغيرة ومعرفة ما يتطلبه كل هدف لتحقيقه حتى نتمكن في النهاية من بلوغ الهدف الأكبر.

والاستراتيجية التي يجب اتباعها هنا هي: تقسيم الأهداف، مثلال ذلك: إذا أراد الإنسان أن يصل للعمل في الوقت المحدد فعليه أن يضع في اعتباره ما يجب عليه فعله قبل الذهاب للعمل، والحرص على تحقيق كل هدف من الأهداف على حدة، وهذه الأهداف الصغيرة قد تنقسم إلى: الاستيقاظ المبكر، الاستحمام، ارتداء الملابس، إعداد وجبة الإفطار، تناول الطعام، والقيادة، وكل ذلك قبل موعد العمل، وإذا تمكن الشخص من تحقيق الأهداف الصغيرة، يكون قد نجح في بلوغ غايته .

الخوف من المجهول يمكن أن يؤدي إلى التشبث بوضع راهن مؤذ ومزعج، فإذن عدم التغيير حينها لا يعد قرارًا صائبًا

2. التغيير عادة ما يكون مثيرًا للخوف

كثيرًا نقاوم التغيير وإن كان للأفضل؛ لمجرد خوفنا مما يمكن أن تؤول إليه الأمور بعد التغيير أو في حالة عدم نجاحه ، بيد أن الخوف من المجهول يمكن أن يؤدي إلى التشبث بوضع راهن مؤذ ومزعج، فإذن عدم التغيير حينها لا يعد قرارًا صائبًا.

والاستراتيجية التي يجب اتباعها هنا هي: دراسة العواقب: قارن بين جميع العواقب المحتملة لكل من الوضع الراهن والتغيير المرغوب، فإذا ما اتضح أن نتائج التغيير هي أفضل بكثير من الوضع الراهن، فإن مخاوفك من المجهول لا مبرر لها.

واستراتيجية أخرى يمكنك اتباعها هنا وهي الواقعية: الأهداف غير الواقعية تزيد من إحساسنا بالخوف، والذي يرفع بدوره احتمالية الفشل.

3. لا بد أن يكون التغيير للأفضل

لا معنى للتغيير إذا لم يحسن من جودة الوضع والظروف الحالية، ضع في اعتبارك أن التغيير دائمًا يتطلب بذل المجهود والذي يكون كبيرًا ومجهدًا لكن نتائجه مثمرة غالبًا.

اتبع استراتيجية: النظر في عواقب الأمور، فليس من الضروري أن يكون بذل المجهود لتحقيق التغيير ممتعًا، خاصة إذا كانت النتيجة النهائية هي الغاية المرجوة، على سبيل المثال: فعملية تنظيف المطبخ ليست أمرًا مسليًا ولكن بتصور النتيجة النهائية وهي الحصول على مطبخ نظيف، يهون الكثير من التعب المبذول لتحقيق ذلك الهدف.

ليس من الضروري أن يكون بذل المجهود لتحقيق التغيير ممتعًا، خاصة إذا كانت النتيجة النهائية هي الغاية المرجوة

4. الظروف المتاحة بالفعل أيسر من عملية التغيير

استسهال الظروف المتاحة حاليًا والتي اعتدنا عليها برغم مساوئها من أكبر عوائق التغيير؛ فالتعود دافع قوي لبقاء الإنسان على ما هو عليه؛ لأنه عرف مميزات وعيوب ظروفه وأِلفها، لذلك يعد الاستعداد للمشاكل من أهم وسائل التغيير، فإن للتتغيير ثمنًا لا بد أن يدفع ومجهودًا لا مفر من بذله .

5. خذ وقتك أثناء عملية التغيير

يكون التغيير أكثر فاعلية عندما تتخذ خطواته ببطء، اتبع استراتيجية: تقدير صعوبة الهدف من سهولته؛ فبعض الأهداف مثل تغيير العادات قد تتطلب أسابيع أو شهورًا قليلة لتعديلها، بينما لتغيير ظروف المعيشة أو الدولة وغيرها من التغييرات الكبيرة، يتطلب الأمر الكثير من التفكير والتحضير والذي قد يصل لشهور وسنين.

6. كن على اطلاع أكبر، تصل لنتائج أفضل

فجائية بعض الأمور تعني كارثة وصدمة كبيرة للأشخاص الذين يسعون إلى التغيير، ولهذا، فإن معرفة المزيد عن عملية التغيير المطلوبة يسمح بالتحكم فيها وإنجاح تنفيذها، فمثلًا، إذا أردت السفر والانتقال للعيش في دولة ما، فمن الضروري اتباع استراتيجية: دراسة الهدف ونتائجه، فاحرص على معرفة جميع متطلبات العمل والمعيشة في تلك الدولة قبل السفر إليها؛ فإن الكثير للأسف يكتفي بأخذ معلومات منقوصة وغير واضحة من هنا وهناك، بينما يتطلب الأمر دراسة تفصيلية للتقليل من الصدمات والنتائج الكارثية.

7. التغيير يتطلب تخطيطًا

الاستراتيجية التي يجب اتباعها هنا هي تحديد الخطوات الناجحة لإحداث التغيير، ثم مراجعة الخطة من حين لآخر لإجراء أي تعديل لازم، ولا تقفز أثناء عملية تنفيذ الخطوات كي تتمكن من الوصول للهدف في أسرع وقت ممكن.

استراتيجية الاستفادة من تجارب الآخرين تعد من الخطوات الجوهرية في أية عملية تغيير ناجحة

8. الخبرة ضرورية

لتحقيق بعض التغييرات لا بد من الرجوع لذوي الخبرة في هذا المجال كي تستفيد من خبرتهم ولا تكرر أخطاءهم، فمثلًا: إذا أردت السفر لدولة ما، يمكنك الاطلاع على تجارب الآخرين وسؤالهم عن ظروف ذلك المكان وأهم الشروط اللازمة للعيش والعمل فيه... إلخ، فلا ريب أن تجربة التغيير تختلف من فرد لآخر، ولكن استراتيجية الاستفادة من تجارب الآخرين تعد من الخطوات الجوهرية في أية عملية تغيير ناجحة.

9. حافظ على ما أنجزته من تغيير

إذا بدأت حمية غذائية مثلًا، وبدأت تصل لنتائج طيبة، فلا تتوقف واحرص على الاستمرار؛ لأن التوقف أثناء تطبيق عادات جديدة بالذات، يتسبب في رجوع الإنسان لنقطة الصفر مما يؤدي للشعور بالإحباط والتخلي عن الرغبة في التغيير، طبّق في هذه المرحلة استراتيجية: تعديد المميزات التي تحصل عليها أثناء عملية التغيير لكي تدفعك للاستمرار فيها بدون توقف أو تردد.

10. التغييرات الصغيرة جزء من عملية النجاح

استراتيجية: الحرص على تقسيم الهدف الكبير لأهداف صغيرة تسهل عملية تنفيذ أهدافنا الضخمة، وتعد من أكثر الاستراتيجيات المثمرة والفاعلة في أية عملية تغيير، يشعر الإنسان بإحراز التقدم مما يحثه على المزيد من الاستمرار والمثابرة على تحقيق جميع الأهداف الصغيرة للوصول للغاية الكبرى.

إن تغيير العادات أو الظروف ليس بالأمر الهيِّن، وإلا لغيَّر الجميع من ظروفهم وحيواتهم، والتغيير مهم وضروري ونافع في كثير من مراحل حياة الإنسان لكي يتمكن من تطوير ذاته وعيش حياة أفضل تجعل منه إنسانًا سويًا روحيًا ونفسيًا وبدنيًا.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • https://www.psychologytoday.com/intl/articles/200209/the-10-rules-of-change
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …