ما لا يسع أطفال المسلمين جهله عن فلسطين

الرئيسية » بصائر تربوية » ما لا يسع أطفال المسلمين جهله عن فلسطين
ما لا يسع أطفال المسلمين جهله عن فلسطين 1

إنه لا يمر يوم إلا ونعتصر ألمًا لما يحدث من انتهاكات للشعب الفلسطيني، هذه الانتهاكات تتنافى مع تعاليم كل الأديان والشرائع السماوية، وتتنافى كذلك مع كل الأعراف الإنسانية، والمواثيق الدولية!

إن حالنا ونحن على هذه الصورة من الغضب والترقب والتلهّف على متابعة كل ما هو جديد بخصوص القضية الفلسطينية ترمقه أعين الصغار مما يثير في أذهانهم تساؤلات واستفهامات كثيرة كلها تتلخص في سؤال واحد، وهو:

"لماذا كل هذا الألم من أجل فلسطين؟

ولماذا فلسطين بالذات؟"

إن من الواجب على الآباء والأمهات أن يكونوا جاهزين بالرد على مثل هذه التساؤلات من أطفالهم عن القضية الفلسطينية كي تكون الإجابة شافية ووافية ومؤثرة ومقنعة؛ فواجب الوقت يحتّم علينا أن نقدم لأطفالنا المعلومة البسيطة ومع بساطتها تغرس فيهم تبني أبعاد القضية الفلسطينية ومشاركة الشعب الفلسطيني همومه وآلامه وآماله وتطلعاته، والتي تنبههم أننا مهما شغلتنا الدنيا فإنه لا يجب أن تشغلنا عن قضية فلسطين التي هي القضية الأولى لكل الأحرار والشرفاء حول العالم.

لأهمية فلسطين ولأن قدسيتها لا تقل بحال من الأحوال عن قدسية المسجد الحرام جمع الله بينهما في قبلة الصلاة، وفي الإسراء والمعراج

وللإجابة عن تساؤلات أطفالنا بخصوص القضية الفلسطينية يجب التركيز على النقاط التالية:

1. إن فلسطين هي أرض الأنبياء: فنبي الله إبراهيم - عليه السلام - هاجر لفلسطين، ونبي الله لوط - عليه السلام - نجاه الله من العذاب الذي نزل على قومه فذهب إلى الأرض المباركة وهي أرض فلسطين، نبي الله داوود - عليه السلام - عاش بفلسطين وبنى محرابه فيها، وكذلك نبي الله سليمان - عليه السلام - حكم العالم كله من فلسطين، وقصته مع النمل التي وردت في سورة النمل حصلت في مكان يُسمى وادي النمل في فلسطين ونبي الله زكريا - عليه السلام - بنى محرابه في فلسطين، وكليم الله موسى - عليه السلام - سأل قومه أن يدخلوا الأرض المقدسة وهي فلسطين، وعلى أرض فلسطين حدثت معجزات كثيرة منها معجزة ولادة نبي الله عيسى - عليه السلام.

2. فلسطين هي أرض المحشر والمنشر كما أخبرنا النبي ﷺ.

3. على أرض فلسطين سيٌقتل يأجوج ومأجوج في آخر الزمان.

4. قصة طالوت وجالوت التي ذكرت في سورة البقرة كانت على أرض فلسطين.

5. عندما فرضت الصلاة على المسلمين كانت قبلة المسلمين الأولى تجاه بيت المقدس في فلسطين.

6. عندما أُسْرِي بالنبي ﷺ كان الإسراء إلى بيت المقدس، وصلى بالأنبياء إمامًا قبل أن يُعرج به إلى السماء.

7. بيت المقدس هو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال (المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى)

8. بيت المقدس هو أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، كما هو معلوم عند عامة المسلمين.

9. لأهمية فلسطين عامة والمسجد الأقصى خاصة بالنسبة للإسلام والمسلمين فإن الفاروق عمر - رضي الله عنه - لم يخرج من المدينة المنورة للاحتفال بفتح أرض أو بلد إلا فلسطين، بالرّغم من أنه في عهده فُتِح الكثير والكثير من البلدان الأخرى.

الصلاة في المسجد الأقصى تضاعف إلى خمسمائة ضعف كما أخبرنا النبي ﷺ في الحديث الصحيح

10. ولأهمية فلسطين عامة والمسجد الأقصى خاصة بالنسبة للإسلام والمسلمين فإن القائد صلاح الدين الأيوبي آلى على نفسه تحرير كامل فلسطين وفي القلب منها المسجد الأقصى.

11. وبلاد الشام عامة - وفي القلب منها فلسطين - هي أرض جهاد ورباط؛ فقد استُشهد على أرض هذه البقعة المباركة - التي تظللها الملائكة بأجنحتها - عدة آلاف من الصحابة وهم يحاولون فتحها وتطهيرها من دنس الروم وظلمهم.

12. ولأهمية فلسطين ولأن قدسيتها لا تقل بحال من الأحوال عن قدسية المسجد الحرام جمع الله بينهما في قبلة الصلاة، وفي الإسراء والمعراج.

وقد أقسم الله تعالى بأرضها في قوله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ(3)} [التين] وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: "التين بلاد الشام، والزيتون بلاد فلسطين، وطور سينين الجبل الذي كلم الله عليه موسى - عليه السلام - بمصر والبلد الأمين مكة المكرمة"

13. ولا يفوتنا ونحن في هذا المقام أن نقول بأن الصلاة في المسجد الأقصى تضاعف إلى خمسمائة ضعف كما أخبرنا النبي ﷺ في الحديث الصحيح.

إن كل ما ذكر ما هو إلا غيض من فيض مما يمكن قوله ونحن نتحدث مع أطفالنا عن فلسطين، مع مراعاة استيعاب كل طفل فنختصر الكلام ونبسطه أحيانًا ونسهب ونفصل أحيانًا أخرى، ولنعلم أن أفضل معلومة يستفيد منها الطفل هي التي يبحث عنها بنفسه، {وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26]

يجب أن تظلّ جذوة القضية الفلسطينية مُتقدة في قلوب وعقول الأجيال؛ كي لا يكونوا في معزل عنها، ولا ينسوها، أو يقعوا في فخ ما يثار حول القضية من شبهات وإشاعات وتضليل وتغييب

أخيرًا أقول: وإن ما لا يسع أطفال المسلمين جهله عن فلسطين كذلك هو أن يعرفوا:

• موقع فلسطين وحدودها وأن القدس هي عاصمة فلسطين التاريخية والأبدية.

• خريطة فلسطين ومعالمها.

• علم فلسطين وألوانه.

• عادات فلسطين وتقاليد شعبها.

• الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة.

• المُسميات الأصلية لبلدان ومدن فلسطين؛ لكي لا يردد الأطفال الأسماء المستحدثة التي أطلقها الاحتلال.

• نبذة مختصرة عن جذور الصراع في فلسطين وطبيعته، وأنه صراع عقيدة ووجود قبل أن يكون صراع أرض وحدود.

• نبذة مختصرة عن قادة المقاومة الفلسطينية وما فعلوه.

• أن يحفظ أطفالنا بعض الأحاديث التي وردت في فضل بلاد الشام عامة وفلسطين خاصة.

• أن يشارك أطفالنا شعب فلسطين آلامه بتطويع هواياتهم من أجل خدمة قضية فلسطين (رسم - تطريز - شعر - إنشاد – إلقاء... إلخ)

• أن يقتني أطفالنا ما يُذكِّرهم بالقضية الفلسطينية من ملابس وأدوات... إلخ.

• أن نوصي أطفالنا ألا ينسوا الدعاء لإخوانهم في فلسطين في جميع الأوقات والأحوال.

بهذه الأمور وغيرها يجب أن تظلّ جذوة القضية الفلسطينية مُتقدة في قلوب وعقول الأجيال؛ كي لا يكونوا في معزل عنها، ولا ينسوها، أو يقعوا في فخ ما يثار حول القضية من شبهات وإشاعات وتضليل وتغييب.

اللهم يا من لا يُهزم جنده ولا يخلف وعده، ولا إله غيره، كُن لأهلنا فى فلسطين عونًا ونصيرًا ومُعينًا وظهيرًا.

اللهم ارزقهم القوة والصبر، واربط على قلوبهم، وأنزل عليهم من السكينة والرحمة ما تثبت به أقدامهم وتنصرهم على عدوك وعدوهم.

اللهم داوِ جرحاهم، واشف مرضاهم، وتقبّل شهداءهم.

اللهم إنا نستودعك فلسطين وأهلها فاحفظهم وكن لهم عونًا ونصيرًا.

اللهم من أراد فلسطين وأهلها بسوء فاجعل دائرة السوء تدور عليه، ومن أراد فلسطين وأهلها بخير فوفقه لكل خير.

اللهم احفظ أهل فلسطين والمسجد الأقصى من كيد الظالمين ومكر الماكرين وتدبير اليهود الملاعين ورد إلينا فلسطين والمسجد الأقصى ردًا جميلًا.

اللهم إنا لا نملك لفلسطين إلا الدعاء فلا ترد لنا دعاءً ولا تخيب لنا رجاءً وأنت أرحم الراحمين.

اللهم إنا نسألك بجميع أسمائك الحسنى التى أنزلتها فى كتابك الكريم أن تحفظ أهل غزة بعينك التى لا تنام، وأن ترحم ضعف قوتهم وقلة حيلتهم.

اللهم سلم غزة وأهلها واحفظها بعينك التى لا تنام وبركنك الذى لا يُضام وبقوتك التى لا تُغلب.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
خبير تربوي وكاتب في بعض المواقع المصرية والعربية المهتمة بالشأن التربوي والسياسي، قام بتأليف مجموعة من الكتب من بينها (منظومة التكافل في الإسلام– أخلاق الجاهلية كما صورها القرآن الكريم– خير أمة).

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …