وانتصرت “عملية طوفان الأقصى” قبل أن تضع الحرب أوزارها! (2-2)

الرئيسية » بصائر من واقعنا » وانتصرت “عملية طوفان الأقصى” قبل أن تضع الحرب أوزارها! (2-2)
وانتصرت عملية طوفان الأقصى قبل أن تضع الحرب أوزارها وانتصرت المقاومة 2

في صباح يوم السبت الموافق السابع من أكتوبر 2023م استيقظ العالم على أحداث طوفان هادر لم تشهد البشرية مثله من قبل، طوفان لا يقف أمامه شيء إلا اقتلعه من جذوره وجرفه حيث الفناء وحيث اللا عودة، هذا الطوفان هو "طوفان الأقصى" الذي خططت له ببراعة ونفذته بكفاءة فصائل المقاومة الفلسطينة وفي القلب منها كتائب القسام.

إن من ينظر لهذا المشهد غير المسبوق يدرك أن فصائل المقاومة الفلسطينية وفي القلب منها "حركة المقاومة الفلسطينية حماس" قد حققت نصرًا غير مسبوق وذلك منذ اللحظات الأولى للمواجهة ولم تنتظر فصائل المقاومة حتى تضع الحرب أوزارها لتعلن انتصارها.

تحدثنا بفضل الله تعالى في الجزء الأول من هذا الموضوع عن:

أولًا/ إبراز مدى تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وقضيته العادلة

ثانيًا/ كشف الخونة في شتى بقاع الأرض أمام العالم بأسره

وسنتحدث في هذا الجزء - بإذن الله تعالى - عن:

كل الفعاليات التي رأيناها ضد العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني من شأنها أن تجمع آراء التوجهات والأيديلوجيات المختلفة على هدف واحد وهو العداء للكيان الصهيوني

ثالثًا/ زيادة وعي شعوب العالم بالقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره

لقد رأينا فعاليات في شتى بقاع المعمورة تساند الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.

• رأينا مظاهرات في أماكن ظننا أن أهلها قد ماتت إنسانيتهم وتبلدت مشاعرهم وضاعت ضمائرهم.

• ورأينا مظاهرات يقودها يهود ينددون بما يفعله الصهاينة في أرض فلسطين وشعبها.

• ورأينا قوافل الإغاثة تتحرك من كل مكان لنصرة شعب فلسطين.

• ورأينا علم الكيان الصهيوني يُحرق وتدوسه أقدام الشرفاء.

• ورأينا مدرجات الملاعب الرياضية تزلزلها هتافات التضامن مع القضية الفلسطينية، وعلم فلسطين يزينها، ولافتات التضامن تحول هذه المدرجات إلى لوحة فنية تسر الناظرين.

إن كل الفعاليات التي رأيناها ضد العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني من شأنها أن تجمع آراء التوجهات والأيديلوجيات المختلفة على هدف واحد وهو العداء للكيان الصهيوني، وهذا في حد ذاته من المبشرات والنجاحات.

الاحتلال الصهيوني لطالما صدَّر للعالم أنه قوة لا تقهر وبيَّن أن ترسانة الأسلحة التي يمتلكها يمكنها صد أي اعتداء ولكن كل هذه المزاعم والادعاءات انهارت كانهيار كومة الرمال أمام أول اختبار لها من فصائل المقاومة

رابعًا/ فضح حكومة الاحتلال وتعريتها أمام شعبها وأمام العالم أجمع

إن الاحتلال الصهيوني لطالما صدَّر للعالم أنه قوة لا تقهر وبيَّن أن ترسانة الأسلحة الحديثة والمتطورة التي يمتلكها يمكنها أن تصد أي اعتداء على الصهاينة، وأنهم في أمان بفضل قيادتهم التي تعمل لتحقيق كل ذلك، ولكن كل هذه المزاعم والادعاءات انهارت كانهيار كومة الرمال أمام أول اختبار لها من فصائل المقاومة وفي القلب منها حماس.

• انهارت الجدران العازلة والحوائط الحديدية والقبة الحديدية والسيوف الحديدية والأسلاك الشائكة أمام عملية "طوفان الأقصى" التي خُطط لها بدقة متناهية وبراعة لم تشهد لها ميادين الحروب مثيلًا.

• وانهارت منظومة التواصل بين قوات الاحتلال والتشويش على أجهزة التنصت حتى خرجت من الخدمة.

• وانهار الشعب الصهيوني بأكمله وأصبح حاله كحال الفأر المذعور الذي ساقه حظه التعيس إلى داخل المصيدة.

• وانهارت هالة الادعاءات وأسطورة الأكاذيب التي نسجتها حكومة الاحتلال حول نفسها وانكشف زيف كل ذلك حين وقع مئات من الصهاينة في الأسر.

• وانهارت مزاعم سلطات الاحتلال الصهيوني بأن فصائل المقاومة الفلسطينية مجموعة من المجموعات الهمجية والوحشية ومصاصي الدماء - حسب زعمهم - حين رأى العالم كله كيف تعامل فصائل المقاومة الأسرى الصهاينة بأخلاق الإسلام السمحة، بل وأفرجت عن الحالات الإنسانية الحرجة منهم بدون مقابل ولا شروط.

• وانهارت الثقة في قادة قوات الاحتلال الصهيوني أمام العالم عامة والمواطن الصهيوني خاصة حين رأى كل هؤلاء بأعينهم وسمعوا بآذانهم صرخات وتوسلات أسرى الصهاينة لقادتهم بالعمل على تحريرهم ووصفوهم بالخنازير.

تعاطف شرفاء العالم مع القضية الفلسطينية قدَّم رسالة لقوات الاحتلال مفادها أن مؤيدي القضية الفلسطينية المؤمنين بعدالتها موجودون في كل مكان في العالم

خامسًا/ إيقاظ ضمائر شرفاء العالم مع اختلاف عقائدهم وتوجهاتهم وكسب مؤيدين جدد للقضية الفلسطينية

إن ما فعله شرفاء العالم من تعاطف مع القضية الفلسطينية قدَّم رسالة لقوات الاحتلال مفادها أن مؤيدي القضية الفلسطينية المؤمنين بعدالتها ليسوا في فلسطين فحسب، وليسوا في الدول العربية والإسلامية فحسب، ولكن في كل مكان في العالم.

• رأينا رياضيين ضربوا أجمل أمثلة التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقه في تقرير مصيره.

• ورأينا سياسيين ودبلوماسيين يعبرون برأيهم بكل صراحة ووضوح ليقينهم بأن عكس ذلك خيانة مَحضة.

• ورأينا فنانين ومشاهير يُعلنونها صريحة بأن المحتل الغاصب لا مكان له داخل حدود دولة فلسطين.

• ورأينا تلك الممثلة التي عُرفت بأفلامها الإباحية تسخر من الكيان المحتل وتقول بأن الخمر الذي تحتسيه أطول عمرًا من "إسرائيل".

• ورأينا طوائف من الشعوب العربية والإسلامية قد نفضت عنها غبار الخوف والجبن وأعلنت تضامنها مع القضية الفلسطينية، وهذا في حد ذاته كسر لحاجز الخوف من كل مستبد ظالم ويأذن بتحرر هذه الشعوب من هيمنة الخونة والعملاء.

إن كل هؤلاء إنما فعلوا ذلك وهم على يقين أنهم سيُضارُّون في مهنهم ووظائفهم وأن ما أظهروه من تضامن مع القضية الفلسطينية سيسحب من رصيد شهرتهم ولكنهم أيقنوا أنهم إذا فشلوا أمام أنفسهم فلن ينجحوا أمام العالم بأسره.

الخاسر الحقيقي هو الذي يراهن على خذلان قادة المقاومة لشعبهم أو تخليهم عنه أو الرضوخ لتهديدات العدو الصهيوني أو الاستجابة لإغراءات المحتل

سادسًا/ كسب قادة فصائل المقاومة لثقة واحترام الشعب الفلسطيني خاصة وشرفاء العالم عامة

إن بعد ما تم في عملية "طوفان الأقصى شعر الشعب الفلسطيني أن الخاسر الحقيقي هو الذي يراهن على خذلان قادة المقاومة لشعبهم أو تخليهم عنه أو الرضوخ لتهديدات العدو الصهيوني أو الاستجابة لإغراءات المحتل بمناصب وعطايا وامتيازات إذا تخلى القادة عن قضيتهم وتركوا أسلحتهم.

• لقد رأى العالم أن الجميع في غزة في خندق واحد لا فرق بين قائد وجندي ولا فرق بين جندي وفرد من عامة الشعب.

• ورأى العالم أن الجميع يتقاسمون آلام الجراح ويتجرعون مرارة الفقد إلا أن صبرهم لم ينفد وإيمانهم بعدالة قضيتهم لم يتزعزع وتصميمهم على مواصلة المقاومة لم تؤثر فيه الضربات.

• ورأى العالم أن قادة المقاومة الفلسطينية قد جعلوا لأنفسهم الكلمة العليا على مائدة المفاوضات وأن رأيهم يسمع له وشروطهم تطرح للتنفيذ لا للنقاش ولا للمساومة.

• والأهم من ذلك كله أن فصائل المقاومة قد اطمأنت على قدرتها الهجومية وقدرتها الدفاعية وأن ما أعدوه من أسلحة لردع الكيان المحتل كفيل بخلع أنيابة وتقليم أظافرة وإذلال تعجرفه.

المكاسب التي حصلت عليها فصائل المقاومة منذ الساعات الأولى من عملية "طوفان الأقصى" لا حصر لها

أخيرًا أقول:

إن المكاسب التي حصلت عليها فصائل المقاومة منذ الساعات الأولى من عملية "طوفان الأقصى" لا حصر لها، ولو لم تحقق فصائل المقاومة وفي القلب منها حماس إلا ما ذكِر، لكان كافيًا ووافيًا.

وأقول: إننا نسطر كل ذلك للتاريخ وللأجيال القادمة التي سترث كل هذا السجل الحافل ليعلموا أن آباءهم وأجدادهم كانوا رجالًا... فيمضوا قدُمًا على دربهم.

• ونسطره لنشارك إخواننا الجهاد ولو بالكلمة، فرُب كلمة كانت أقوى من قذيفة مدفع.

• ونسطره لنلقي حجرًا في المياه الراكدة لعل هذا الحجر يُصدِر ضجيجًا يقرع الآذان ويحرك القلوب ويحيي الضمائر فنكون بذلك قد أعذرنا أنفسنا أمام الله تعالى يوم القيامة.

خبير تربوي وكاتب في بعض المواقع المصرية والعربية المهتمة بالشأن التربوي والسياسي، قام بتأليف مجموعة من الكتب من بينها (منظومة التكافل في الإسلام– أخلاق الجاهلية كما صورها القرآن الكريم– خير أمة).

شاهد أيضاً

الزواج وقت الحروب وفي مخيمات اللاجئين

يا عباد الله جئناكم نُهَنِي فاسمعوا إن شرع الله في الأفراح أن تتمتعوا لا بفحش …