وماذا لو مُكّنت هذه المقاومة من السلاح المناسب ودُعِمت من أمّتها دعمًا كاملًا؟!

الرئيسية » بصائر من واقعنا » وماذا لو مُكّنت هذه المقاومة من السلاح المناسب ودُعِمت من أمّتها دعمًا كاملًا؟!
وماذا لو مُكّنت هذه المقاومة من السلاح المناسب ودُعِمت من أمّتها دعمًا كاملًا؟!

حرب طوفان الأقصى أكدت لنا معنيين كبيرين:

المعنى الأول/ أن المقاومة الإسلامية الفلسطينية، هي مقاومة لأقوى الناس إيمانًا، وأكثر الناس صبرًا وتضحية، وأشجع الناس قلبًا.

والمعنى الثاني/ أن الأمّة العربيّة والإسلاميّة هي في وضعها الراهن أضعف الأمم قوّة، وأكثرها جبنًا وهوانًا، وأقلها قيمة وشأنًا.

والمعادلة باختصار هي: نحن أمام أعز مقاومة في أذلّ أُمّة، وأشجع مقاومة في أجبن أُمّة، وأقوى مقاومة في أضعف أُمّة.

وعوار أمتنا العربية والإسلامية ليس في حكامها فقط، وإنما في حكامها ومحكوميها، فإذا كُنَّا أمام حكام، هم بين خائن عميل وجبان ذليل، فنحن كذلك أمام محكومين، هم بين خائن عميل وجبان ذليل، وكيف كان سيخرج الحكام الخونة والعملاء إلا من جزء من عموم المحكومين الخونة والعملاء، وكيف كان سيخرج الحكام الجبناء الأذلَّاء إلا من جزء من عموم المحكومين الجبناء الأذلاء؟!

وكما قال الحكماء: "كيفما تكونوا يُولَّ عليكم"

المعادلة باختصار هي: نحن أمام أعز مقاومة في أذلّ أُمّة، وأشجع مقاومة في أجبن أُمّة، وأقوى مقاومة في أضعف أُمّة

إذا كان الحكام يسكتون عن ما يحدث لغزة، خيانة وعمالة، وجبنًا وذِلة، فكيف تسكت الأمة على حكامها في ذلك، لقد كان واجب الأمة وشعوبها، أن تخرج في مظاهراتها الهادرة، التي لا تتوقف إلا بإيقاف هذه الحرب، أو بخلع كل الخونة والعملاء، ومعهم كل الجبناء والأذلاء.

ولو خرجت هذه الجموع الهادرة التي لا تتوقف، لأوقفت إسرائيل وأمريكا تلك المذبحة، خوفًا على عملائهما ورجالهما، ولم يقف الأمر بالحكام عند السكوت والخنوع، بل وصل إلى حد مساعدة إسرائيل، كما تتحدث بعض الأخبار المسرَّبَة غير الموثقة، عن أن بعض الأنظمة العربية تساعد إسرائيل بإمدادها بالأغذية والأطعمة، بل وبإمدادها بالمرتزقة الذين يقاتلون مع الجيش الإسرائيلي ضد المقاومة الإسلامية.

كثيرة هي الأخبار غير الموثقة، التي تتحدث عن خيانات تاريخية من بعض حكام العرب والمسلمين إزاء ما يحدث في غزة، وهي وإن كانت غير موثّقة، إلا أن معرفتنا بطبيعة هؤلاء الحكام، وبتاريخهم، وبمواقفهم السابقة في قضايانا العربية والإسلامية، لتوثق لنا تلك الأخبار التي تتحدث عن خيانتهم اليوم، حتى وإن كانت غير موثقة.

كثيرة هي الأخبار غير الموثقة، التي تتحدث عن خيانات تاريخية من بعض حكام العرب والمسلمين إزاء ما يحدث في غزة، وهي وإن كانت غير موثّقة، إلا أن معرفتنا بطبيعة هؤلاء الحكام، وبتاريخهم، وبمواقفهم السابقة في قضايانا العربية والإسلامية، لتوثق لنا تلك الأخبار التي تتحدث عن خيانتهم اليوم، حتى وإن كانت غير موثقة

تاريخ الإنسان، ومواقفه المعلنة، وحاله المشاهدة، يوثق لنا حاضره الراهن، ومواقفه غير المعلنة، وحاله المخفي، أصدق توثيق وأظهره، والمقاومة الإسلامية في فلسطين، لم تُدعم من أمتها، لا من حكامها ولا من محكوميها، ولو دُعمت من أمتها الدعم المطلوب، لما أبقت تلك المقاومة إسرائيل لسنة واحدة أخرى.

وسلاح المقاومة الموجود في يديها، هو سلاح في أبسط صوره، مصنوع من أدوات أولية، وبأيدي أبناء المقاومة، في ورش صغيرة، ومع ذلك: نرى ما نراه من هذه الملحمة البطولية التاريخية المعجزة، ووالله إنها لملحمة بطولية تاريخية معجزة، لا نكاد نرى لها مثيلًا.

مقاومة أجهدتها الجغرافيا، وحصرتها في شريط جغرافي صغير، لا فيه جبال ولا غابات للاختباء والمناورة، ولا حتى مساحة واسعة للكر والفر، فيحفر المقاومون لذلك خنادقهم، فإن كان سطح الأرض قد ضاق عليهم، ففي باطنها سعة بعون الله وفضله، فأيَّة بطولة هذه، وأيَّة مُعجزة هذه؟!
ومقاومة أجهدها الحصار برًا وبحرًا وجوًّا، من العدو والقريب، ولم تستطع أن تحصل على السلاح الحديث، لمجابهة أكبر قوة في المنطقة (إسرائيل)، المدعومة بأكبر قوة في العالم (أمريكا)، فتعمد المقاومة لصناعة سلاحها بأيديها، بأبسط أدوات تجدها، فأيَّة بطولة هذه، وأيَّة معجزة هذه؟!

ولو امتلكت هذه المقاومة السلاح المناسب لهذه الحرب العالمية عليها، لما بقيت إسرائيل لسنة واحدة أخرى.

ما الذي حرم المقاومة الفلسطينية من الامتلاك للقوة المناسبة، غير خيانات الجيران من العرب والمسلمين، الذين شاركوا في حصارها، بل وبالغوا في هذا الحصار، ربما أكثر مما تبالغ فيه إسرائيل نفسها.

لو امتلكت مضادات للطائرات لما حلقت الطائرات القاصفة في سماء غزة ليلًا ونهارًا، وصنعت كل تلك المجازر، بلا خوف ولا وجل، والذي منع مضادات الطائرات عن المقاومة، يمنعها من أجل ذلك، وسيظل يمنعها من أجل ذلك، ولو امتلكت مضادات حديثة للدروع، غير تلك البدائية التي تصنعها بيديها، لما بقيت مدرعة واحدة في غزة، تتحرك يمينًا أو يسارًا، إلا وحولتها إلى كومة من النار، ولو امتلكت صواريخ حديثة، لدمرت بها منازل الإسرائيليين كما يدمرون منازل الغزيِّين، ولفجّرت وقتلت ودمرت، أكثر مما تدوي وتخيف وترعب.

صواريخ المقاومة صواريخ يدويّة بدائية، تدوي وتخيف وترعب أكثر مما تدمر وتفجر وتقتل، ولو امتلكت ألغامًا، مضادة للدروع، ومضادة للأفراد، ولو امتلكت أسلحة قناصة بأحدث تقنياتها، ولو امتلكت أجهزة رؤية ليلية بأحدث تقنياتها، ولو امتلكت... ولو امتلكت... ولو امتلكت...!

فما الذي حرمها من هذا الامتلاك للقوة المناسبة، غير خيانات الجيران من العرب والمسلمين، الذين شاركوا في حصارها، بل وبالغوا في هذا الحصار، ربما أكثر مما تبالغ فيه إسرائيل نفسها.

فيا نصر الله انزل على المجاهدين الصادقين الثابتين، ويا رحمة الله فيضي على الشهداء، ويا لعنة الله أحرقي كل خائن عميل، ويا عار الدنيا والآخرة لطخ كل جبان ذليل

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

الزواج وقت الحروب وفي مخيمات اللاجئين

يا عباد الله جئناكم نُهَنِي فاسمعوا إن شرع الله في الأفراح أن تتمتعوا لا بفحش …