في صباح يوم السبت الموافق السابع من أكتوبر 2023م استيقظ العالم على أحداث طوفان هادر لم تشهد البشرية مثله من قبل، طوفان لا يقف أمامه شيء إلا اقتلعه من جذوره وجرفه حيث الفناء وحيث اللا عودة، هذا الطوفان هو "طوفان الأقصى" الذي خططت له ببراعة ونفذته بكفاءة فصائل المقاومة الفلسطينة وفي القلب منها كتائب القسام.
إن من ينظر لهذا المشهد غير المسبوق يدرك أن فصائل المقاومة الفلسطينية وفي القلب منها "حركة المقاومة الفلسطينية حماس" قد حققت نصرًا غير مسبوق وذلك منذ اللحظات الأولى للمواجهة ولم تنتظر فصائل المقاومة حتى تضع الحرب أوزارها لتعلن انتصارها.
إن أبرز معالم انتصار فصائل المقاومة الفلسطينية فور الضربة الأولى لها صباح يوم السبت الموافق السابع من أكتوبر 2023م والتي جعلت العالم يرفع لفصائل المقاومة قبعة الفخر والاحترام يمكن إبرازها فيما يلي:
أولًا/ إبراز مدى تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وقضيته العادلة
إنه في الوقت الذي رأينا فيه صورًا وفيديوهات لمجموعات من قوات الاحتلال يصيبها الذعر والهلع لما يحدث، وصورًا وفيديوهات لآخرين يتوجهون إلى المطار للسفر خارج ما يُسمونه "إسرائيل" لم نجد في الجانب الفلسطيني إلا ثباتًا على المبدأ، وعزيمة على مواصلة مشوار المقاومة، وتمسكًا بالأرض التي يعدّها الفلسطينيون أنها والعرض سواء.
• رأينا الفلسطينيين يتسامرون على أطلال بيوتهم التي دمرتها قوات الاحتلال.
• ورأينا من يقيمون حفل يوم ميلادهم على أطلال بيتهم.
• ورأينا من تطهو الطعام داخل بيتها الذي تهدم.
• ورأينا أطفالًا تلهو وتلعب داخل الشوارع والموت يحاصرهم وحولهم الدمار من كل اتجاه.
لسان حال الفلسطينيين يقول للاحتلال الغاصب: "إن ما دمرتموه ما هي إلا حجارة وحديدًا وإنكم لن تنتصروا علينا إلا إذا دمرتم عقيدتنا، ونلتم من عزيمتنا، ونفد صبرنا، وهيهات هيهات أن تفعلوا شيئًا من ذلك؛ لأن كل هذه الأشياء نستمدها من الله وحده ولا سلطان لكم عليها"!
• ورأينا من يرفع علم فلسطين فوق ركام بيته.
• ورأينا من ينام هو وأولاده داخل بيته الذي أصابه الدمار من كل أركانه.
• ورأينا أطفالًا تتوعد قوات الاحتلال بالثأر لما فعلوه بأهليهم وذويهم.
• ورأينا من "تُحمم" أطفالها وسط الركام ووجوههم تعلوها البهجة كأنهم على أجمل الشواطئ.
• ورأينا من يُصلون جماعة في شارع قد أحاطه الدمار من كل ناحية.
• ورأينا من ينصبون خيمة فوق أطلال بيتهم الذي دمرته قوات الاحتلال ويجلسون بداخل الخيمة على أطلال بيتهم كأنهم في معسكر كشفي للاستجمام.
ورأينا... ورأينا... ما لا يتسع المقام لذكره ولا تتسع الصفحات لسرده ولا تسعفنا مفردات اللغة لوصفه.
إن لسان حال الفلسطينيين - والمقام كذلك - يقول للاحتلال الغاصب: "إن ما دمرتموه ما هي إلا حجارة وحديدًا وإنكم لن تنتصروا علينا إلا إذا دمرتم عقيدتنا، ونلتم من عزيمتنا، ونفد صبرنا، وهيهات هيهات أن تفعلوا شيئًا من ذلك؛ لأن كل هذه الأشياء نستمدها من الله وحده ولا سلطان لكم عليها"!
ولسان حال شعب فلسطين - والمقام كذلك - يقول للاحتلال الغاصب: "إن بيوتنا الحقيقية ليست هذه التي دمّرتموها؛ فبيوتنا في كل أنحاء فلسطين، فإن دمرتم بيتًا ففي طول فلسطين وعرضها آلاف البيوت غيره"
ولسان حال شعب فلسطين - والمقام كذلك - يقول للاحتلال الغاصب بأن: "الفرق شاسع بين صاحب الأرض وبين لص يغمس يديه في دماء الأبرياء وينهش بأنيابه في لحومهم، وكلما رأى من الشعب الفلسطيني ثباتًا كلما أصابه السعار فتوغل في الدماء ليفرض سيطرته بالقوة، ولكن هيهات هيهات أن يكون له ذلك"!
ولسان حال شعب فلسطين - والمقام كذلك - يقول للاحتلال الغاصب: "إن الموت الذي تهددوننا به هو أسمى أمانينا؛ ليقيننا بأن حياتنا الحقيقية ليست هنا بل حين نلقى الله وهو عنا راض"!
عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية - وفي القلب منها حماس - قد عرَّت خونة العالم وفضحتهم
ثانيًا/ كشف الخونة في شتى بقاع الأرض أمام العالم بأسره
إن عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية - وفي القلب منها حماس - قد عرَّت خونة العالم وفضحتهم.
• فضحت القوى العظمى (أمريكا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا) التي طالما صدَّعت العالم بالحديث عن الإنسانية ومراعاة حقوق الإنسان، ولكن عند وضعها على محك الاختبار فشلت فشلًا ذريعًا.
• وفضحت المنظمات الدولية التي تبنت التصويت لمساندة قوات الاحتلال وإقرار أن حماس – حسب زعمهم - "منظمة إرهابية"
• وفضحت مزاعم سلطات الاحتلال الصهيوني بأن فصائل المقاومة الفلسطينية - حسب زعمهم - مجموعات همجية ووحشية ومصاصو دماء.
• وفضحت من أغلقوا المعابر ومنعوا قوافل الإغاثة والدعم اللوجستي عن الشعب الفلسطيني عامة وأهل غزة خاصة لدرجة أننا علمنا أن هناك بعض عمليات بتر الأعضاء وغيرها أجريت للمصابين من الشعب الفلسطيني بدون "تخدير"؛ لعدم وجود "بنج الجراحة"، ورأينا هذا الطفل الرضيع الذي عولِج الجرح الذي أصابه ب (17 غرزة) في رأسه بدون تخدير كذلك.
• وفضحت زعماء العالم العربي والإسلامي الذين أنفقوا أموال شعوبهم على التسليح ثم تركوه ليصدأ وهم يرون قوات الاحتلال بترسانته الحربية يعمل على إبادة شعب عربي مسلم مجاور بدم بارد.
• وفضحت من يسمونهم "قادة السّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة" الذين تخلوا عن قضية شعبهم ورضخوا لإملاءات قوات الاحتلال وطالبوا بتصفية "حركة المقاومة الإسلامية حماس" وتصنيفها - حسب زعمهم - حركة إرهابية.
• وفضحت من وافقوا على خطة تهجير شعب غزة؛ لكي يتسنى لقوات الاحتلال القضاء على "حركة حماس" بتصنيفها - حسب زعمهم - منظمة إرهابية.
عملية طوفان الأقصى فضحت من تخاذلوا وحرموا الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية من دعمهم ولو بكليمات صريحة لا ميوعة فيها ولا تلون
• وفضحت من فتحوا حدود بلادهم وسمحوا بدخول الأسلحة والدعم اللوجستي لقوات الاحتلال عبر أراضيهم.
• وفضحت من طاردوا الشرفاء وهاجموهم وتوعدوهم لا لشيء إلا لأنهم أعلنوا تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
• وفضحت من تخاذلوا وحرموا الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية من دعمهم ولو بكليمات صريحة لا ميوعة فيها ولا تلون.
• وفضحت علماء السلطان في كل الدول العربية والإسلامية الذين التزموا الصمت ولم ينبسوا ببنت شفة وعندما تحدث أحدهم - ذرًا للرماد - كان كمن سكت دهرًا ثم نطق كفرًا.
• وفضحت "مشيخة الأزهر" التي اكتفت ببيانات وتصريحات تخدر بها مشار البلهاء السذج وتمتص غضبهم بالرغم من كونها منظمة رسمية تمثل العالم الإسلامي ودورها هو الفعل والاكتفاء بالكلام خيانة في حقها.
• وفضحت كل من انتظرت الأمة منه الفعل فاكتفى بالكلام، وكل حُر الحركة فلم يتحرك إلا على سريره، وكل صاحب مال وبخل بماله واكتفى بالشجب والإدانة.
• وفضحت كل من أعملوا أنيابهم في حق الشعب الفلسطيني وحين رأوا سيطرته على المشهد خرجوا علينا بتصريحات وشعارات عنترية جوفاء لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به، وهنا عرفنا النائحة الثكلى من النائحة المستأجرة.
وللحديث بقية في الجزء الثاني من نفس الموضوع إن شاء الله تعالى