في ظل تعقد العلاقات وكثرة الخلافات ورغبة الكثيرين في راحة البال والسكينة والحفاظ على حياة زوجية سعيدة، ولو في وجود المشاكل والخلافات، يقع البعض في حيْرة من أمرهم: فلا يدرون أيستمرون في العلاقة برغم ما فيها من المعاناة من باب ألا حياة بدون معاناة؟ أو ينهون تلك العلاقة ويعيش كل في سكينة وسلام؟
وللإجابة عن هذا السؤال: سنعرض في هذا المقال لثمانية أمور رئيسة إذا توفرت في علاقتك بشريك حياتك، فإن هذا يدل على قوة العلاقة، فاستمر بإذن الله فلا حياة تخلو من المشاكل والخلافات، أما إن تبين لك عكس ذلك، فلا جدوى من استكمال تلك العلاقة ولربما سيكون من الأصوب لكلا الطرفين إنهاؤها، وإليكم النقاط الثمانية:
1. التحدث عن المشاكل
إذا كنت تتحدث مع شريك حياتك عن المشاكل التي تواجهونها وتتنقاشون في نقاط الخلاف، ومن ثم تحاولون حلها بالكامل، أو التفاوض والوصول لحلول وسط فهذه علامة طيبة وتدل على قوة العلاقة، ولكن انتبه ألا تكون أنت الوحيد الذي يتحدث عن المشاكل بينما يلتزم الطرف الآخر الصمت، بل وربما ينفجر فجأة في نوبة غضب من حين لآخر بدون أن تكون أنت مدركًا للسبب.
وتستمر هذه الانفجارات بدون أن يتحدث الشريك في أصل المشكلة وما يضايقه بالفعل، وبدون أن تتوصلوا لحل جذريٍّ لها، فهذا التصرف من شأنه أن يحدث شرخًا كبيرًا في العلاقة؛ لأن التحدث عن الخلافات القائمة بينكما لا بد أن يشترك فيه كلا الطرفين.
كل العلاقات تحتاج لبذل مجهود، بل إنني شخصيًا سأندهش إذا ما استمرت علاقة لأكثر من بضعة شهور بدون أي خلافات أو مشاكل!
2. الخلافات تحل ولا تتكرر مرة أخرى
كل العلاقات تحتاج لبذل مجهود، بل إنني شخصيًا سأندهش إذا ما استمرت علاقة لأكثر من بضعة شهور بدون أي خلافات أو مشاكل!
ولكن المسألة لا تكمن في حدوث المشاكل والخلافات بل هو الحرص في إيجاد حل لها كي لا تتكرر مستقبلًا ، أما تجاهلها أو الاكتفاء بالاعتذار الوقتي ثم تكرارها مستقبلًا فهو من أكثر الأمور التي تضعف الثقة في العلاقة وقد تدمر العلاقة مع مرور الزمن.
3. العلاقة تتطور وتتحسن مع الوقت
الكثيرون يظنون أنه لا يوجد مثل أوقات التعارف الأولى في فترة الخطبة وشهر العسل والسنوات الأولى من الزواج، وأن الأمور تسوء بعد ذلك، ولا تعود العلاقة كما كانت أبدًا.
والحقيقة أن هذا الكلام غير دقيق إطلاقًا ومعناه أن هؤلاء الأزواج لم يناقشوا المواضيع الكبيرة والمهمة أو لم تظهر مشاكل حقيقية تختبر قوة العلاقة، أما إذا كانت العلاقة متينة ووطيدة وشفافة منذ البداية، فالحاصل أنها تقوى مع الوقت ولا تضعف ، إما إذا رأيت أن شريك حياتك يسيء لك ولا يحترمك كما في الماضي، فهنا تكمن مشكلة حقيقية تهدد هذه العلاقة.
4. الرضى بشخصيتهم الحالية التي صاروا عليها
اسأل نفسك إذا ما كنت راضيًا عن شريك حياتك وصفاته التي أصبح عليها أم أنك تتوق لشخصه القديم حين تعرفت عليه أول مرة؟!
واعلم أن الناس يتغيرون باستمرار وهذا لا يعيب الإنسان؛ فالمهم أن يكون التغير للأحسن قدر المستطاع، وكذلك أن تتغيرا وتتطورا سويًا، والزوجان إما أن يتقاربا ويتطورا سويًا مع الوقت، أو يختلفا ويتفرقا ، فانظر إلى أي نقطة وصلت مع شريك حياتك ومن هذا المنطلق قرر رغبتك في استمرارية العلاقة أو إنهائها.
الناس يتغيرون باستمرار وهذا لا يعيب الإنسان؛ فالمهم أن يكون التغير للأحسن قدر المستطاع، وأن تتغيرا وتتطورا سويًا
5. المميزات أكثر من العيوب
أتحدث هنا عن المميزات المعنوية مثل الكلام الطيب والتفهم وعمق العلاقة؛ فالماديات تذهب وتجيء واعتمادك عليها لاستدامة العلاقة أمر غير سوي بالمرة، فالأصل في دوام العلاقة الزوجية هو الود والتراحم والتفهم ووقوة الجانب العاطفي والإنساني.
احرص من حين لآخر على كتابة قائمة بمميزات وعيوب العلاقة، وضع في اعتبارك أنه من الضروري أن تغلب المميزات العيوب وإلا فهذا إشارة لوجود خلل في العلاقة الزوجية.
6. أفعاله أكثر من أقواله
إذا كان شريك حياتك قليل الكلام ولكنه لا يقصر في أي واجب أو معروف أو مساعدة، فربما يكون هذا السبب وحده كافيًا لتستمر في العلاقة، وذلك بغض النظر عن عيوب أخرى طالما أمكنك التجاوز عنها وتجاهلها.
7. الحرص على إسعادك
تجد شريك حياتك يبذل كل ما في وسعه لإدخال السرور على قلبك وهذا دليل على تعلقه بك ورغبته في إنجاح العلاقة.
ولكن انتبه أن تقع في الحكم على حياتك بشكل عام، فتخلط بين رضائك عن حياتك في جميع المناحي وسعادتك الزوجية، لربما تكون سعيدًا في عملك ومع أطفالك وفي حياتك الاجتماعية والمادية ولكن هذا لا يعكس بالضرورة سعادتك في علاقتك الزوجية.
الثقة من الأمور التي لا غنى عنها ولا سبيل للتفريط فيها لنجاح أية علاقة إنسانية بما في ذلك الزوجية فمتى فُقدت الثقة بين الأطراف يغدو من الصعب بمكان استمرار العلاقة
8. الثقة المطلقة
الثقة من الأمور التي لا غنى عنها ولا سبيل للتفريط فيها لنجاح أية علاقة إنسانية بما في ذلك الزوجية.
ومتى فُقدت الثقة بين الأطراف يغدو من الصعب بمكان استمرار العلاقة؛ لأنك - ببساطة - ما عدت تصدق كلام الطرف الآخر، وتخفق في كل مرة تحاول فيها توقع أفعاله وردات أفعاله، كما لا تثق في وعوده التي لا يفتأ يخلفها، ومن هنا قد يصل الأمر لاستحالة العشرة.
تتغير الأمور في العلاقات الزوجية طَوال الوقت، سيما حين يستمر الزواج لفترة طويلة، والناس قد يتغيرون كذلك وعلى هذا فبعض العلاقات مقدر لها الاستمرار لفترة قصيرة ولا بأس في هذا، وإذا كنت تمر حاليًا ببعض الصعوبات والتحديات في علاقتك الزوجية، وتوفرت في الوقت نفسه معظم النقاط السابقة أو كلها في علاقتك الزوجية، فهي علاقة سوية طيبة احرص عليها وابذل قصارى جهدك لاستمراها وتطويرها.
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
الوسوم
مراجع ومصادر
- https://hackspirit.com/signs-your-relationship-is-worth-fighting-for-even-if-it-isnt-perfect/