أثر القائد الفذ في قلب موازين المعركة .. في ظلال آيات (غزوة بدر)

الرئيسية » بصائر تربوية » أثر القائد الفذ في قلب موازين المعركة .. في ظلال آيات (غزوة بدر)
The-Holy-Quran-Speech-of-Allah-and-Miracle-of-Islam

لم يكن نبيّنا الأمّيّ صلّى الله عليه وسلّم من خرّيجي المعاهد العسكريّة العالميّة، بل كان من خرّيجي مدرسة جبريل عليه السّلام يستقي معلوماته من لدن عليمٍ خبيرٍ. فينبغي لمن كان هذا شأنه أن يُبدع في توجيه مسار المعركة إلى أن يتحقّق النّصر والتّمكين.

وضمن نقاط محدّدة يمكننا تتبُّع خطواته عليه السّلام في قيادة الجيش وإدارة المعركة:

1- الصّدق والإخلاص والثّقة بموعود الله (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).

2-معرفة ما يدور بخَلَدِ جنده ليدرك مدى جاهزيّتهم (وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ) لأنّ الصّحابة خرجوا لأجل القافلة ولم يخرجوا للقتال.

3-وضوح الرّؤية والتّبصُّر بطبيعة المعركة رغم وعورتها وصراحة الجند مع قائدهم لثقتهم المطلقة بإخلاصه (يُجَٰدِلُونَكَ فِى ٱلْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلْمَوْتِ) فقد أفصح الصحابة رضوان الله عليهم عن مكنونات نفوسهم ومدى قلقهم وخوفهم لعدم تهيئة نفوسهم لخوض معركة.

4-الشّورى والتّفاعل مع آراء وأفكار أتباعه بكل شفافية ومودّة، ومن ثم إمكانيّة التّأثير على جنده وإقناعهم برأيه (أشيروا علي أيها الناس).

5-توجيه الجند إلى حبل الله المتين والرّكن الرّكين لا سيّما عند انقطاع الأسباب المادّيّة وهو القدوة في ذلك (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ).

6-توجيههم للأخذ بأسباب النّصر بعد التّوكّل على الله وكأنّها كلّ شيء (بَلَىٰٓ ۚ إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ).

7-رفع معنويّاتهم وتبشيرهم ليكونوا أقدر على تحقيق النّصر(إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ) )(وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِۦ).

8- قدرته العالية على التّنظيم والتّخطيط والمهارة في الإعداد ومواكبة الأحداث والقدرة العالية على تحمّل المسؤوليّة واتّخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، مثل (سدّ آبار المياه القريبة من العدوّ ليعطّشه).

9- تحفيز الصّحابة ومشاركتهم في وضع الخطط؛ فالقائد الفذّ هو المدرك أنّ النجاح في أيّ مهمّة لا يتحقّق دون مساعدة الآخرين من أجل الوصول إلى النّصر والتّمكين (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ).

10- تفويض الفاعلين للقيام بمهامهم (إخراج الأكِفَّاء من القوم للمبارزة) وإذكاء روح العمل الجماعي التّشاركي الذي يحقّق التوافق والانسجام المؤدّيان إلى النّصر، وربطهم بالهدف الأسمى الأخرويّ؛ فهو الفوز الحقيقيّ الذي لا فوز دونه ( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ).

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …