هل سبق لك أن دخلت منزل زوجين وشعرت على الفور بإحساس من السكينة يغمر قلبك؟ سواء كان ذلك في شقة بسيطة في حي يعاني سكانه من صعوبات اقتصادية أو في قصر رائع في أحد الأحياء الفاخرة. ترى ما هو السر؟ أرى أنه من المفيد أن نتعلم من قصص النجاح في دوائرنا. لذلك أشارك معكم أحكم النصائح التي تعلمتها على مدار سنين زواجي على أمل أن تجدوا بعض الفائدة:
رضا الله تعالى هو الأولوية:
علينا أن ننظر إلى ترتيب أولوياتنا في الحياة على أنه هرم بحيث يكون الله سبحانه وتعالى في أعلى القمة. وبناء عليه يكون إرضاء الله تعالى هو أولى وأهم أولوياتنا. ثم يلي ذلك الزوج والأطفال والوالدين ... إلخ. والحاصل أن الكثيرين يخلطون في ترتيب أولوياتهم، ثم يتساءلون عن سبب عدم وجود السلام في المنزل، وشجار الأطفال على الدوام. فاحرصا على الصلاة معًا، وادعوا لبعضكم البعض. وحافظوا على صلاة الاستخارة عند اتخاذ قراراتكم العائلية خاصة المهمة والكبيرة منها. اجعلوا زواجكم وسيلة للتقرب إلى الله ولإرضائه. وانظروا إليه كعبادة ولتكن نيتكم لوجه الله تعالى.
اجعلوا زواجكم وسيلة للتقرب إلى الله ولإرضائه. وانظروا إليه كعبادة ولتكن نيتكم لوجه الله تعالى
استثمروا في علاقتكم واحرصوا على زيادة الحب والاحترام بينكما:
أنشئوا روتينًا أو عادة لا تسمحوا لأحد بالتدخل فيه سواء كان العمل أو الوالدين أو الأطفال. بالنسبة لبعض الأزواج، قد يكون ذلك تناول الفطور معًا في الصباح، أو التحدث معًا مساء بعد نوم الأطفال، أو القراءة سويًا، أو الخروج لنزهة قصيرة أو طويلة. من جهة أخرى، تمسكوا بشغفكم واهتماماتكم. وقد لا تكونان مهتمان بهوايات أو اهتمامات بعضكما البعض، ولكن هذا لا يمنع أن تدعما وتشجعا وتنصحا بعضكما البعض.
مسألة الاحترام مهمة للغاية عند الرجال:
يجب إعطاء الزوج الاحترام الذي يستحقه كونه ربَّ الأسرة والقيَم عليها. فلا تعارضي أو تصححي كلامه في الأماكن العامة أو أمام الأطفال، وامنحيه التقدير الذي يستحقه. وحين تنتقدينه فليكن ذلك بألطف أسلوب ممكن. وإذا اشترى لكِ زوجك هدية لم تحبيها، اقبليها وأبدي إعجابك بها على كل حال. واعلمي أنه دائمًا ما توجد طريقة لطيفة وحسنة للتعبير لزوجك عما تفضلينه من هدايا في وقت لاحق. واحترمي حدوده الشخصية واستمعي له باهتمام حين يتحدث إليك دون مقاطعة، ولا تنشغلي عنه بأمور أخرى يمكن تأجيلها في وقت آخر لا يكون هو متواجدًا فيه.
اجعلِي منزلك جنة!
عندما تعلمين أن يومه في العمل كان طويلًا ومرهِقًا انتظري حتى يحصل على فرصة للاسترخاء قبل أن تطلبي منه أي شيء أو قبل أن تحكي له أي أخبار سيئة. وحتى إن كنتِ لا تعتبرين نفسكِ طاهية موهوبة، ابذلي جهدًا صادقًا لتعلم كيفية تحضير بعضًا من أطباقه المفضلة.
الخلاف أمر لا مفر منه ولكن تعلمي كيفية إدارته بطريقة صحيحة:
من البديهي أن نغضب في مرحلة ما، وحينها تنكشف طبيعتنا الحقيقية. كوني حريصة على أن تكوني دائمًا كما تريدين أن تكوني. وتذكري أن الغضب ليس عذرًا أبدًا لتحطيم الأشياء أو الصراخ أو الشتم أو صفق الأبواب. ولا تستخدمي كلمة الطلاق عشوائيًا في كل مرة تشعرين فيها بالإرهاق أو الإحباط أو الحزن أو الغضب. ولا تتوقعي أن يكون زوجك قارئًا للأفكار، فإذا كان هناك ما يزعجك تحدثي معه، ولا تفترضي أنه يعرف كيف تشعرين وكيف تؤثر تصرفاته عليك.
وعلى عكس النصيحة القديمة بضرورة حل جميع الخلافات قبل النوم، يكون من المفيد أحيانًا النوم وحل المشكلة في اليوم التالي. وتجنبي الجدل مع زوجك أمام أطفالك. ولكن إذا حصل وشهدوا خلافًا بينك وبينه، تأكدي من أن تتصالحا أمامهم كذلك. ووضحي لهم أن الخلافات الزوجية ليس نهاية العالم وأن هناك طرقًا سوية وصحيحة لحل تلك الخلافات.
لا تستخدمي كلمة الطلاق عشوائيًا في كل مرة تشعرين فيها بالإرهاق أو الإحباط أو الحزن أو الغضب
لا تكوني سببًا في إحداث الفُرقة:
عندما تتعرفين على أهل زوجك، ستلاحظين أن كل عائلة لا تفعل الأشياء بالطريقة التي تفعلها عائلتك، وهذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا. خذي الحسن الذي ترينه في عائلتك الجديدة وطبقيه وتجاهلي السيئ. واتفقي مع زوجك على عدم السماح لتلك التصرفات أو العادات بالتأثير على أسرتكم.
تجنبوا الديون:
إدارة ميزانية الأسرة بشكل مسؤول سيمنع الكثير من التوتر في زواجكم. فالتعاملات الربوية تسبب جميع أنواع المشاكل في حياة الإنسان وتدمر البركة في المنزل. اكتفوا بما لديكم، ولا تسألوا إلا الله. اجعلي زوجك يشعر بأنه بطل، ولا تترددي في نفس الوقت في تخصيص وقت لإجراء محادثات صادقة مع زوجك عن أي شيء يحتاج إلى تحسين. المهم ألا تصبحي شخصًا مزعجًا يتذمر باستمرار ويصدر الأوامر.
استقي النصائح من منابعها الصحيحة:
تجنبي الحصول على نصائح زوجية من الأشخاص الذين تعرفين أنهم يعانون من مشاكل في علاقاتهم. وكذا من المتزوجين الجدد الذين ما يزالون يتعلمون الأساسيات بأنفسهم. إنما ابحثي عن شخص زواجه طويل وناجح ليخبرك كيف تجعلي زواجك طويلًا وناجحًا كذلك. واقتصري على الدينيين والحكماء من الناس ولا تحكي مشاكلك الزوجية لكل من هبَّ ودبَّ.
فلتكن علاقتك بالله قوية ووطيدة:
اسألي الله دائمًا أن يحافظ على الحب في قلبك لزوجك والعكس. فالله هو الذي يضع الحب في قلوبنا لبعضنا البعض، وهو الذي يمكنه أن يزيل هذا الحب في أي لحظة. ولا تتعاملي مع زوجك الصالح على أنه أمر مسلَّم به، وإنما هو نعمة ورزق فاحمدي الله على فضله وتذكري أن الكثيرات تمنين تلك النعمة ولم يُكتب لهن حيازتها!
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://seekersguidance.org/articles/health-wellbeing/25-years-worth-of-marriage-advice/