أسئلة الثورة – د. سلمان العودة

صدر هذا الكتاب عن "مركز نماء للبحوث والدراسات" ببيروت، في العام 2012م، في وقت كانت ثورات ما يُعرَف بالربيع العربي لا تزال في أوج نجاحها وانتصاراتها.

الكتاب صدر باعتباره العدد الأول من سلسلة باسم "تساؤلات" كان يصدرها المركز، وكانت تهتم بقضايا الواقع، وتأصيلها فكريًّا وسياسية وشرعيًّا.

الكتاب من تأليف الدكتور سلمان بن فهد العودة، والذي يُعتبر أحد أبرز مُنَظِّري الفترة، وجاء في 208 صفحات.

المؤلف في بداية كتابه الذي جاء في خمسة فصول، وضع مجموعة من الأسس المهمة كبوصلة عمل للمثقفين والدعاة في تفسير الظواهر، وفي التعامل مع مختلف المواقف، من بينها الهدوء والحياد، كذلك تناول موضوعات عن الإمامة والقيادة كما في الشريعة الإسلامية.

الفصل الأول، تناول مجموعة من القضايا التأسيسية عن الثورة بمفهومها السياسي والاجتماعي، مثل الإصلاح والتغيير، وأسباب حدوث الثورات، وهل لها توقيت للحدوث.

الفصل الثاني، كان مهمًّا في قضية أثارت جدلاً بين المثقفين في العالم العربي بعد 2011م، وهي مشروعية الثورة، ولاسيما في الجانب الشرعي.

وبالتالي، فقد تناول المؤلف منظومة من القضايا التي وقع فيها التباس كبير بين الإسلاميين، مثل ماهية السياسة الشرعية، وشرعية المتغلِّب، وفقه الضرورات وقضية الطاعة والشورى، والدور بين الشعوب وأهل الحل والعقد.

وأصل المؤلف حديثه في هذا الفصل من خلال التجربة النبوية، وكتب التراث الإسلامي التي تناولت المفاهيم السياسية، مثل فقه الأحكام السلطانية للماوردي، كما تناول في هذا الفصل، ثورات الربيع العربي بعيون إسرائيلية.

الفصل الثالث، تناول قضايا ما بعد الثورة، والقضايا التي حصل فيها إشكالات والتباسات بين الإسلاميين، مثل سؤال تطبيق الشريعة، وقضية هوية الدولة، وموضع الحل الديمقراطي من منظومة النظام السياسي الإسلامي، والعلاقة بين الحاكم والمحكوم.

الفصل الرابع، تناول قضية العلاقة بين الإسلاميين وغير الإسلاميين، سواء مع الغرب، أو مع رموز الأنظمة السابقة، في إطار منظومة المصالحة الوطنية التي تضمن المصالح المُرْسَلة للأوطان والمجتمعات، مُؤسِّسًا ذلك على فقه التعامل النبوي في مثل هذه الحالات بعد فتح مكة المكرمة على سبيل المثال.

وقال بضرورة استغلال فرصة الثورات لتحقيق نهضة العالم العربي والأمة المسلمة.

الفصل الخامس، استمر فيه العودة في تناول قضايا ما بعد الثورات، مثل التدخلات الخارجية والفتنة الطائفية.

وفي الخاتمة، وضع تصوراته حول مستقبل الثورات العربية، واحتمالاتها المختلفة.