يرى الكثير من العلماء المسلمين القدامى والمحدثون، بأن التربية الإسلامية الصحيحة، هي أهم مفاتيح تقدم الأمة، ووقوفها على طريق دينها بشكل صحيح.
ويستدل هؤلاء بالفترة المَكِّيَّة الطويلة من البعثة النبوية، والتي لم يفعل فيها الرسول الكريم، محمد "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، مع دعوة الناس، سوى تربية أتباعه، تربيةً إيمانية وأخلاقية صحيحة، وكانت الزمرة التي أسلمت معه، هي أكثر الأجيال إنجازًا في التاريخ الإسلامي بالكامل.
وبالتالي؛ فإن المفكرين الحركيين في عصرنا الحديث، يعمدون، أول ما يعمدون، إلى تنشئة الجيل الجديد على مفاهيم التربية الإسلامية الصحيحة.
وبين أيدينا كتاب مهم للدكتور خالد بن حامد الحازمي، أستاذ التربية الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، تناول فيه أصول التربية الإسلامية.
وتعود أهمية هذا الكتاب، الذي جاء في 430 صفحة، قسَّمها الكاتب إلى أربعة فصول رئيسية، بداخل كل منها مباحث ومطالب فرعية؛ إلى أنه تناول دقائق التربية الإسلامية تفصيلاً.
ومن خلال بُنية ومحتوى الكتاب؛ فإنه يبدو أنه مشروع المؤلف لاستكمال متطلبات نيل درجة الماجستير أو الدكتوراه، وهو ما يؤكد أهمية الكتاب؛ حيث إنه من نوعيات الكتب المُحَكَّمة من جانب لجان علمية متخصصة، وفي مجال الدراسات العليا، وبالتالي؛ فإنه على أكبر قدر من العمق في التناول، والدقة في الاستدلالات بالنصوص الشرعية والقواعد العلمية.
الكتاب بشكل عام، يؤكد على ما ذهبت إليه مقدمة هذه المراجعة في صدد أهمية التربية، وهو يشير إلى أن جوهر التربية الإسلامية، هي التربية الإيمانية، والتي تقود إلى تهذيب النفس الإنسانية، وبالتالي؛ جَعْلها أكثر قابلية لقبول القواعد الأخلاقية السلوكية، والقيود التي تفرضها على الإنسان.
ويبدأ الفصل الأول من كتابه بتناول الأصول المرجعية للتربية الإسلامية، وحددها في القرآن الكريم، والسُّنَّة النبوية الشريفة، وسلوك الصحابة، وأصول العلماء المسلمين.
الفصل الثاني، تناول فيه الأهداف التربوية، سواء في المجال الفردي، أو المجال المجتمعي، مُركِّزًا في ذلك على دور المعلِّم، وكذلك ركائز العملية التربوية، بالنسبة للمُرَبِّي، مثل إخلاص النية، وبالنسبة للمتلقِّي، مثل السن والاستعدادات والقدرات.
كما تناول فيه القواعد التربوية، مثل وضوح الهدف، والتدرُّج، وإيجاد الحافز الذاتي، والأسس التربوية، ومثَّل لها بالقوة الإيمانية واعتياد الفضائل.
أما الفصل الثالث؛ فقد تناول فيه المؤلف الأصول الميدانية للتربية، وحدَّدها ترتيبًا، بالمسجد والأسرة والمدرسة والإعلام.
الفصل الرابع؛ تناول فيه الأصول الأسلوبية للتربية، مثل القدوة، والترهيب والترغيب، والقصة والنموذج، والوعظ، ثم العقاب بمفهومه الواسع، ومحاذيره الشرعية والنفسية.
File | Action |
---|---|
أصول التربية الإسلامية -خالد الحازمي.pdf | تحميل |