• Version
• Download 18
• File Size 7.90 MB
• File Count 1
• Create Date 30 أبريل,2025
• Last Updated 18 مايو,2025

أصول المنهجية العلمية في القرآن الكريم - رزان صقال

يتناول كتاب أصول المنهجية العلمية في القرآن الكريم بالدراسة والتحليل الأسس التي وضعها القرآن الكريم لمنهجية التفكير العلمي، ويبرهن على أن الكتاب العزيز لم يأت فقط بمنظومة عقدية وتشريعية، بل اشتمل أيضًا على مبادئ عقلية ومنهجية تُعدّ قاعدة لانطلاق العقل المسلم في التعامل مع الكون والحياة والإنسان. يسعى المؤلف إلى التأكيد أن المنهجية العلمية ليست دخيلة على الفكر الإسلامي، بل هي جزء أصيل من بنية القرآن، تُمارَس من خلال الأمر بالنظر، والتفكر، والتدبر، والقياس، والحجة، والاستقراء، وهي كلها أدوات معرفية تحث النصوص القرآنية عليها وتوجه العقل المسلم إلى استخدامها بوعي ومسؤولية.

يعتمد الكتاب على تحليل مجموعة من الآيات الكريمة التي ترسم معالم منهجية قرآنية متكاملة، سواء في البحث عن الحقيقة، أو في الحوار مع الآخر، أو في التعامل مع الظواهر الكونية، أو حتى في بناء التصورات الإيمانية. ويُبيّن أن القرآن قدّم نماذج تطبيقية لهذه المنهجية في قصص الأنبياء، وفي الجدل مع الكافرين، وفي توجيه المؤمنين، ما يجعله مصدرًا غنيًا لتأصيل المنهج العقلي العلمي الرصين، الذي لا يتعارض مع الوحي بل يستند إليه.

من أبرز المرتكزات التي يسلط الكتاب الضوء عليها: مركزية الحجة والبرهان في إثبات الحقائق، والتدرج في عرض الأفكار، وربط العلم بالعمل، واحترام سنن الكون، وتكامل العقل والنقل، والتمييز بين الظن واليقين، وتقديم الدليل لا الدعوى. كما يبرز دور الاستقراء في معرفة سنن الله، ودور النقد والتساؤل في تصحيح المفاهيم، ودور الحوار الموضوعي في بناء المعرفة.

يهدف المؤلف من خلال هذا العمل إلى تحرير الوعي المسلم من الثنائية الخاطئة بين العقل والوحي، وإبراز أن القرآن ليس خصمًا للعلم أو العقل، بل هو مؤسس لهما ومرشّد لحركتهما. ويدعو إلى أن يُستثمر القرآن كمصدر للمنهج قبل أن يُنظر إليه فقط كمصدر للأحكام، إذ إن غياب المنهج هو الذي أضعف العقل المسلم وجعله تابعًا أو جامدًا.

الكتاب يُعتبر محاولة جادة لتجديد النظر في العلاقة بين المعرفة والدين، وبين النص والعقل، مقدّمًا رؤية وسطية تتجاوز الثنائيات التي أفرزها الصراع بين الحداثة والتراث، وتُعيد بناء منهج تفكير متزن، يستمد جذوره من القرآن، وينفتح على سنن الله في الكون، ويُعيد للعقل المسلم اعتباره دون أن ينفصل عن الإيمان.

Attached Files