يتحدث الكتاب عن أصل السيدة خديجة ونسبها وما تمتعت به أم المؤمنين في مقتبل عمرها من رجاحة عقل وحنو على الولد ورعاية للزوج ونصرة للمظلوم، وأنها كانت تعمل في التجارة دون أن يؤثر عملها وثراؤها على طباعها وأخلاقها، بل كانت تدير تجارتها من عقر دارها فلا تنزل لتخالط التجار في اجتماعاتهم ولا في أعمالهم وإنما تبعث مواليها ليباشروا أعمالها وقد عهدت بتجارتها للأكفاء فما أثر ذلك على خُلق لها ولا مربح ومكسب في تجارتها.
ويوضح المؤلف أن اشتغال السيدة الأولى - رضي الله عنها - ما كان ليشغلها عن التفكر فيما وراء هذه الحياة، بل كانت تتبع قصص الرسل السابقين من ابن عمها ورقة بن نوفل وما يقصه من أخبار عن نبي منتظر يخرج الناس من الظلمات إلى النور، ثم تحدث ما كان من أمرها وكراهيتها للأصنام والسجود لها.
ثم ذكر المؤلف بشيء من التفصيل أمر خطبة وزواج النبي -صلى الله عليه وسلم - من أم المؤمنين خديجة، وقد تناول في هذا المبحث الشبهات التي ألقيت حول كيفية إتمام الخطبة ومن الذي تولى أمر تزويجها والعمر الذي كانت قد بلغته وقد رد هذه الشبهات بناء على الأدلة، ثم تناول المؤلف الحديث عن البيت المبارك والانسجام والألفة التي كانت تجمع بين الزوجين واهتمام السيدة خديجة أم المؤمنين بأمر الزوج الكريم بأن جعلت له جناحاً خاصاً من البيت لتأملاته وخلوته.
ثم تحدث المؤلّف عن موقف السيدة خديجة وتثبيتها للنبي عندما جاءه الوحي وإيمانُها وثقتها بأن ما يراه حق بعيد عن لوثة السحر وما شابه، لذلك فهي التي عاشرت النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانت على يقين أنّ رجلا يتمتع بصفات مثل التي يتمتع بها زوجها ما كان الله ليخزيه أبداً، وأيقنت بعد أن قصت على ابن عمها ورقة بن نوفل ما يراه زوجها بأن الله يهيئ زوجها لمهمة جليلة وأمر عظيم.
وتناول المؤلف فضل أسبقيتها للإسلام فكانت أول المؤمنين بهذه الدعوة، وفضلها في مؤازرة النبي بمالها ووقتها وجهدها، وتحملها الأذى من طلاق ابنتيها ومواساتها للمؤمنين الذين كانوا يتعرضون لأذية قريش، وأبت إلا أن تتحمل المعاناة مع المسلمين الناتجة عن المقاطعة فدخلت شعب أبي طالب مع زوجها لتتحمل شظف العيش وهي التي عرف عنها الثراء ورفاهية العيش، ثم ختم المؤلف كتابه ببيان منزلة السيدة الأولى أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها.
File | Action |
---|---|
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد .pdf | تحميل |