- Version
- عدد مرات التحميل 2958
- حجم الملف 5.56 MB
من بين أهم الأمور المتهم بها الإسلام، ومشروعه الحضاري بشكل عام، وخصوصًا المنطقة المتعلقة بنظام الحكم في الإسلام، هي قضية الاستبداد وإقصاء الآخر.
وفي حقيقة الأمر، فإنها من أشق الأمور التي تصدت الحركة الإسلامية الصحوية لها في أدبياتها، بسبب ما كرسته قرون من الحكم الجبري والملك العضود، التي افتأتت على حق الأمة في اختيار الإمام، ومارست صنوفًا من الاستبداد، والقمع ضد خصومها، وعاونها فقهاء وعلماء على إضفاء ثوب القداسة والشرعية على هذه الممارسات، وكذلك الانحرافات التي أتت بها بعض الرموز والحركات التي ارتدت عباءة الشريعة في ممارساتها التي كانت بعيدة عن الإسلام.
ويُعتبر الإمام محمد الغزالي واحدًا من أهم المفكرين الذين تناولوا هذه القضية في كتاباتهم، في ظل مُدْرَكٍ مهمٍّ، وهو أنه لن يمكن إقامة دولة إسلامية – كأحد أهم مراحل المشروع الإسلامي – وتحقيق قبولٍ سياسي وجماهيري لها، بينما هناك صورة ذهنية شائعة من أن الإسلام – حاشا لله تعالى – يدعم الاستبداد.
والكتاب الذي بين أيدينا، "الإسلام والاستبداد السياسي"، هو طبعة جديدة ومحققة، حملت الرقم (20) في طبعات دار "نهضة مصر" لكتب الإمام الغزالي، وهي الطبعة السادسة منه، وصدرت في العام 2005م، في 215 صفحة.
طريقة عرض المحتوى في الكتاب، جاءت في الصورة التي اعتادها الجمهور من الغزالي، وهي صورة المقالات والخواطر ذات الطابع العلمي في آنٍ؛ حيث كان يحرص على توثيق أحكامه وآرائه من القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية، وكذلك توثيق الأحداث التاريخية والوقائع التي يسردها.
الكتاب تناول في الإطار، طائفة واسعة من القضايا، مثل الحرية كفطرة وضرورة إنسانية، وموقف الإسلام والشريعة منها، والضوابط الناظمة التي وضعها لها، بشكل تفوق فيه الإسلام على مختلف العقائد والأيديولوجيات الأخرى التي تناول موقفها من الحرية في إطار مقارن مع الإسلام.
كما تناول موقف الإسلام من قضية الشورى، وأهميتها كممارسة مركزية، سياسية واجتماعية في الإسلام، وموقف الإسلام من الحاكم المنحرف أو الفاسق، وأهمية فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في توضيح وجه الإسلام الحقيقي في مواجهة الانحرافات، ومنها انحرافات الحاكم، وعلى رأسها الاستبداد.
File | Action |
---|---|
الإسلام والإستبداد السياسي - الغزالي.pdf | تحميل |