الإسلام والتعددية – د. محمد عمارة

ضمن سلسلة "هذا هو الإسلام"، التي كانت تصدرها "مكتبة الشروق الدولية" القاهرية، صدر هذا الكتاب، والذي كان العاشر ضمن السلسلة، بعنوان "الإسلام والتعددية"، وبعنوان فرعي: "الاختلاف والتنوع في إطار الوحدة".

الكتاب من تأليف المفكر الإسلامي المعروف، الدكتور محمد عمارة، وصدرت منه أكثر من طبعة، كانت هذه هي طبعة الأولى لـ"مكتبة الشروق الدولية"، وجاءت في 303 صفحات.

المؤلف في هذا الكتاب يرد على الكثير من الأدبيات التي استهدفت الإسلام في نقطة الزعم بأن الإسلام إذا ما تمكن من الحكم؛ فإن أتباعه يمارسون الإقصاء، وأنه دين يقصي الآخر؛ فيؤكد عمارة، من خلال الدليل النقلي والتاريخي؛ أن الإسلام دين التعددية، وأنه يحفظ قيمة التنوع والخلاف، في إطار بوتقته الأوسع.

الكتاب، في هذا الإطار، جاء في 12 مقالاً رئيسًا، مع تمهيد وخاتمة، ومن المهم الإشارة إلى أن الدكتور عمارة في تناوله للموضوعات الأساسية المتصلة بقضية الكتاب الرئيسة، قد اعتمد على القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية الشريفة في حديثه، بالإضافة إلى كتب التراث الإسلامي التي تعود لمدارس السلفيين المتأخرين، بجانب بعض أدبيات المستشرقين المنصفين، وأدبيات رموز الحركة الإصلاحية الإسلامية في القرن العشرين، مثل الكواكبي ورشيد الرضا.

المقالات تناولت التعددية والاختلاف، كسُنَّة من سُنَن الفطرة، وضمن القوانين الربانية في الخلق، لتحقيق التكامل، بسبب النقص الحاصل في المخلوقات، في مقابل وحدانية الخالق عز وجل، وكماله.

كما تناولت حقائق حول واحدية الدين والإيمان والشريعة، في مقابل تعدد المخلوقات، ولكنه أكد أن هذه التعددية تأتي في إطار تناغم يؤكد وحدة وتماسك الخلق، وبالتالي، وحدة خالقه عز وجل.

المقالات كذلك تناولت قضية تعدد الحضارات الإنسانية، وتنوعها، واعتراف الإسلام بها، مما يؤكد أن أي مجتمع يحكمه الإسلام؛ فإنه سوف يحترم هذا الاختلاف، وهذا التنوع.