- Version
- عدد مرات التحميل 4801
- حجم الملف 3.85 MB
من بين أبرز المصطلحات والأمور التي يحدث لكثير من المسلمين ارتباك في فهمها، مصطلح "التقوى"، وهل هو مصطلح ذو طابع عقدي أو إيماني نفسي، أم مرتبط بممارسات كذلك، تظهر في سلوك الإنسان.
ومن بين الكتب الأشمل في الرؤية حول هذه المسألة، الكتاب الذي بين أيدينا، والذي وضعه المفكر الإسلامي الدكتور عمر سليمان الأشقر - رحمه الله - ، بعنوان: "التقوى: تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها".
وتعود أهمية هذا الكتاب، إلى أنه يُعتبر مشروعًا فكريًّا متكاملاً، وذا رؤية منهجية متكاملة حول مسألة ربما غير واضحة عند كثير من المسلمين.
الكتاب جاء في 208 صفحات، وقسَّمه المؤلف إلى 15 مبحثًا رئيسيًّا، بداخل كل منها مطالب فرعية تغطي عناوين محددة.
ولقد بدا حرص المؤلف في هذا الشأن الإشكالي الذي لا يوجد بالفعل الكثير من الأدبيات التراثية تناولته بصورة شاملة، تتضمن الإيمانيات والتطبيقات الخاصة به، على أن يدعم أفكاره بالأدلة الشرعية، ومما هو ثابت من سلوك الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، باعتبار أن الدليل الشرعي من النَّص القرآني والنبوي، وما قام به الصحابة، مما لا خلاف عليه بين عموم المسلمين.
وبدأ المؤلف كتابه بتحرير المفهوم لغةً واصطلاحًا، ولعل أهم ما جاء به المؤلف في هذا الصدد، هو أن "التقوى" من أهم الأمور المرتبطة بعقيدة الإنسان، فهي تعني أن يعبد الإنسان الله تعالى رغبة إليه، ورهبة منه، وأن يراعيه في كل ما يفعل، وأكد أن مقصود العبادات في الأصل، هو تحقيق تقوى القلوب.
ولعل فكرة خشية الله عز وجل، هي من بين أبرز القيم التي سعى الكاتب إلى تأكيدها في تناوله لقيمة "التقوى"، كما يشير إلى الجانب العقدي فيها، عندما يشير – بأدلة من النصوص القرآنية – إلى أن "لا إله إلا الله" في الأصل، هي كلمة "التقوى"، وبالتالي؛ فإنه من صميم إيمان الإنسان، أن يكون متقيًا لله عز وجل.
ويقصد المؤلف بكلمة "محذوراتها" في عنوان كتابه، هي الأمور التي تُخِل بتقوى الإنسان، مثل الوقوع في الشِّرْكيات والكُفْريات والبِدَع، واتقاء كبائر الذنوب وصغائرها، وحتى الإفراط في المباحات.
ومن بين الوسائل المهمة التي ذكرها المؤلف لتحقيق "التقوى"، هي عبادة الله عز وجل، والتدبُّر والتأمُّل في خلقه لإدراك عظمته، مع التأكيد على قيمة الصبر كمركزية أخلاقية وسلوكية، لأن "التقوى" ترتبط بالكثير من الأمور التي تُعتبر مجاهدةً للنفس.
وفي تناوله لهذا الأمر؛ يؤكد على أن عاقبة "التقوى" عند الله تعالى عظيمة، وتشمل غفران الذنوب، وصلاح الحال في الدنيا، وفي الآخرة.
ويسترسل الكتاب في تناول الجوانب التطبيقية لهذا الأمر، فيقدم بعض ما قاله أئمة وعلماء المسلمين القدامى والمحدثون، مثل ابن القيم، وكذلك نماذج من سلوك المؤمنين عبر التاريخ، سواء الصحابة، كما تقدم، أو بعض القصص التي تناولها القرآن الكريم، مثل مؤمن آل فرعون، وغير ذلك.
File | Action |
---|---|
144756.pdf | تحميل |