الثبات – د. محمد الشريف

من بين أهم الأمور التي تحسَّبت لها أدبيات الحركة الإسلامية المعاصرة، هي قضية الثبات، في ظل حقيقة بديهية تتعلق بالتحديات التي سوف تواجهها الحركة الإسلامية، بمختلف اتجاهات حركتها، مثل الدعوة والتمكين، وغير ذلك، في ظل اتساع نطاق جبهة العمل، وكذلك تعدد الخصوم وقوتهم، وطول أمد الأمر، الذي يقود في كثير من الأحيان، إلى شبهات في النفس، ورِيَبٍ عديدة.

وبين أيدينا واحد من الأدبيات التي ظهرت في السنوات الأخيرة، بعنوان "الثبات"، للمفكر والكاتب الإسلامي، الدكتور محمد موسى الشريف.

النسخة التي بين أيدينا، هي الطبعة الثالثة منه، ولكنها الأولى التي صدرت عن "دار الأندلس" القاهرية، وصدرت في العام 2008م، وجاءت في 143 صفحة، قسَّمها الكاتب إلى مقالات وبحوث علمية، بيَّن فيها معاني الثبات ومعطلاته وكيفية التعامل معها.

ويبدأ الكتاب بالحديث عن معنى الثبات، وجوانبه، في الثبات على دين الله تعالى، والالتزام به، والثبات على المبدأ الإسلامي الصحيح، واهمية الثبات كدلالة على سلامة المنهج، وكمرآة لشخصية المرء.

وفي صور الثبات، قدَّم نماذج من حياة الأنبياء، والصالحين، من التاريخ الإسلامي القديم، ومن العصر الحديث.

كما قدم في المقابل، صورًا من التراجع على الثبات، قديمًا، وفي عصرنا الحديث.

ومن بين عوامل بقاء الثبات، ذَكَر المؤلف، الدعاء، وتدبُّر القرآن الكريم، وحسن الصلة بالله تعالى، وذكر في ذلك نماذج من حياة الأنبياء والصحابة، وشخصيات أخرى من التاريخ الإسلامي.

كما عرض أهمية صحبة الصالحين، والتربية الإيمانية والثقافية والعملية السليمة، والاطلاع على سِيَر الثابتين، كما يحذر هنا من الفتور، ويدعو للإكثار من أعمال البر والخير، وعدم التشديد على النفس.

ومن بين عوامل هدم الثبات التي ذكرها، الخوف على النفس، وعلى الأولاد والأهل، وعلى المنصب أو الجاه، واليأس، وأمراض سلوكية أخرى، بالإضافة إلى الفتن والمؤثرات الخارجية الأخرى.