- Version
- عدد مرات التحميل 3500
- حجم الملف 1.04 MB
كانت قضية الحريات على رأس أولويات ثورات ما يُعرَف بالربيع العربي، وكانت المحرك الأساسي للحركات الاحتجاجية والمعارِضة التي ظهرت قبلها، ومنها الحركة الإسلامية.
وبين أيدينا كتاب لأحد أبرز مفكِّري الصحوة الإسلامية في زمننا المعاصر، وهو المفكر الكويتي، الدكتور حاكم المطيري، بعنوان: "الحرية أو الطوفان"، جاء في 368 صفحة، والنسخة التي نطالعها هي الطبعة الثانية، وصدرت في العام 2008م، عن المؤسسة العربية للأبحاث والنشر.
الكتاب يهتم بالأساس بالخطاب السياسي الإسلامي، وجاء في ثلاثة فصول رئيسة، مع ملاحق حول بعض الأسئلة التي وردت للمؤلف بعد صدور الطبعة الأولى من الكتاب عام 2004م.
والكتاب بالتالي، بما أنه يتناول الخطاب السياسي الإسلامي؛ فإن مرجعيته الأساسية، كانت القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية الشريفة.
الفصل الأول، حمل عنوان: "مرحلة الخطاب الشرعي المنزَّل"، وتناول أهم وملامح مبادئ هذه المرحلة، وهي، ضرورة الدولة للدين، وإنه لا دين بلا دولة، وبالتالي، ضرورة إقامة السلطة، وإنه لا دولة بلا إمام، وبالتالي؛ ضرورة عقد البيعة، وبرضا الأمة واختيارها، وعلى أساس قاعدة الشورى بين المسلمين، حتى يصل إلى صُلب فكرة الكتاب الأساسية، من أنه لا شورى بلا حرية.
كما تناول قضايا الحاكمية والطاعة لله تعالى، ولرسوله "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، وأهمية تحقيق مبدأي العدل والمساواة في المجتمع الإسلامي، وكذلك حماية الحقوق والحريات الإنسانية، الفردية والجماعية، وصيانتها، وصولاً إلى الجهاد في سبيل الله تعالى.
الفصل الثاني، حمل عنوان: "مرحلة الخطاب الشرعي المُؤوَّل"، وتناول مرحلة ما بعد النبوة، وما جرى من مصادرة حق الأمة في اختيار الإمام وتحوُّل الحكم من شورى إلى وراثة، وما جرى في أحداث الفتنة الكبرى، ثم ظهور دول المُلك الجبري والملك العضود.
وتناول في هذا الفصل قضايا ومسائل حول ما ترتب عليه غياب الشورى، ومصادرة حق الأمة في اختيار الحاكم، مثل تراجع دور الأمة في الرقابة على بيت المال، وفي مواجهة الظلم والانحراف.
كذلك عرُج في هذا الفصل على مذاهب الأئمة في قضية الخروج على الحاكم، مرجِّحًا الرأي الذي يقول إن العقد بين الأمة والحاكم، ينفصم بجور وظلم الحاكم.
كذلك تناول أسباب شيوع الخطاب المؤوَّل الذي قاد إلى هذا الوضع، ومن بينها نظرة أصحاب هذا الخطاب إلى حوادث التاريخ نظرة جزئية، وخلطهم بين مفهوم الخروج السياسي ومفهوم الخروج العقائدي، وشيوع أحاديث الفتن دون فهم لمعناها الصحيح، وشيوع الروح الفردية بسبب الفهم الخاطئ لأحاديث اعتزال الفتن، والغلو في تعظيم السلطان.
كما درس ظاهرة المستبد العادل في العصرَيْن الأموي والعباسي، وواجبات الإمام والأمير في الإسلام، ومقاصد تنصيب الإمام وتقييد تصرفاته وضمانات ذلك.
الفصل الثالث، جاء بعنوان: "الخطاب السياسي الشرعي المبدل"، وتناول بعض الحركات الإصلاحية التي ظهرت في القرون الثلاث الأخيرة، مثل حركة الإمام محمد بن عبد الوهاب، وحركة جمال الدين الأفغاني.
وتناول كذلك واقع العالم الإسلامي في تلك المرحلة، وحتى سقوط دولة الخلافة العثمانية.
وقال بأن هذه المرحلة حملت الكثير من المحاولات - مثل محاولة علي عبد الرازق وكتابه "الإسلام وأصول الحكم" - لإثبات عدم شرعية الخلافة، وإثبات مشروعية التحاكم إلى القوانين الوضعية، وعدم مشروعية الجهاد في الإسلام.
كما تناول في المقابل، محاولات الحركة الإسلامية، ورموزها، مثل سيد قطب للتصدي لهذه الأمور.
وفي الإطار عرض موقف علماء الحركة الإسلامية من الاستعمار، مثل البشير الإبراهيمي، وعلماء السلفية في نجد، حول هذا الأمر.
File | Action |
---|---|
alhoriah.pdf | تحميل |