الحكمة – د. ناصر العمر

تُعتبر الحكمة هي أعلى مرتبة يمكن أن يصل إليها الإنسان في سُلَّم العلم والمعرفة والتفكير؛ حيث يكون في حينه قادرًا على الفهم والتوجيه والتحكُّم في الظواهر المحيطة به، والتعامل معها بالشكل السليم.

والحكمة في المفهوم الشريعي كما وردت في القرآن الكريم، هي العلم الإلهي الذي أنزله على الأنبياء والمرسلين لإبلاغه للبشر، ويتعلق بالأساس بمعرفة الخالق عز وجل، وتوحيده، بشتى صور التوحيد؛ الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات.

وبين أيدينا كتاب للدكتور ناصر بن سليمان العُمُر، يتناول فيها الحكمة وفق المفهوم القرآني.

الكتاب صدر عن "دار الوطن" للنشر بالرياض، في العام 1992م، وجاء في 96 صفحة، وهو في الأصل مبني على محاضرة ألقاها العُمُر في الرياض عن الحكمة، وكيفية توجيهها إلى المنهج الشرعي، منهج أهل السُّنَّة والجماعة.

المؤلف قسَّم كتابه إلى مقالات ولكنها كانت إلى المنهج العلمي الشرعي أقرب؛ تناولت أهمية الحكمة بالنسبة للإنسان، ومعنى الحكمة، وأمثلة لها في القرآن الكريم، وفي السُّنَّة النبوية، من خلال أقوال ومواقف من حياة الرسول الكريم "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم".

كما تناول الأمور التي تنتقص من حكمة الإنسان، مثل الهوى وعدم التجرُّد، والأخذ بظواهر النصوص، والاستدلال بالأدلة في غير موضعها، وغير ذلك.

كما تناول أركان الحكمة وأسبابها، مثل التجرُّد والإخلاص والتقوى، والتوفيق والإلهام، والعلم الشرعي، والتجربة والخبرة، وغيرها.

كذلك تناول العُمُر في الكتاب مجموعة من القضايا الاجتماعية التي يجب فيها اتباع الحكمة، مثل كيفية ترشيد استخدام القوة، بحيث لا تتحول إلى عنف أو التخلي عنها لدرجة الضعف، وكذلك الرفق، بين اللين والضعف، والمدارة والمداهنة، والفارق بين الإسرار والسكوت عن الحق.