الدولة العثمانية – د. علي الصلابي

من بين أكثر مراحل التاريخ الإسلامي التي تعرضت للكثير من التشويش، هي مرحلة الدولة العثمانية، وأثرها، لأكثر من سبب، منها أن تشويه تاريخ العثمانيين، يُعتبر بندًا مهمًّا من بنود الاستعمار لكسر رابطة الوحدة الإسلامية.

ولذلك حاولت الحركة الإسلامية الصحوية في إطار القضايا التي اهتمت بها، أن تزيح الغبار الذي تراكم على الدولة العثمانية، آخر الدول المسلمة الجامعة.

ومن بين الأدبيات التي أخرجتها الحركة الإسلامية في هذا المضمار، الكتاب الذي بين أيدينا بعنوان: "الدولة العثمانية"، للمؤرخ الدكتور علي الصلَّابي.

الكتاب صدر ضمن سلسلة بعنوان: "صفحات من التاريخ الإسلامي"، وكان الكتاب السادس فيها، وعنوانه بالكامل: "الدولة العثمانية.. عوامل النهوض وأسباب السقوط"، والذي يكشف عن طبيعة موضوعية لتناول الصلَّابي للدولة العثمانية، بعيدًا عن أية مبالغات في التقييم، أو تشويش في المقابل.

الكتاب جاء في صورة موسوعية؛ حيث تجاوز عدد صفحاته الـ580 صفحة، وقسَّمه مؤلفه إلى ستة فصول، التزم فيها بالمنهجية العلمية في التوثيق والتقسيم؛ حيث تضمن كلُّ فصلٍ منها مباحث فرعية، تناول فيها بشكل دقيق تطورات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الدولة العثمانية، ودورها، وأطوار توسعها، وعوامل ظهورها ونهوضها، ثم دوالها، وأسباب ذلك الداخلية والخارجية.

الفصل الأول تناول جذور الأتراك وأصولهم، واتصالهم بالعالم الإسلامي، وظهور الدولة السلجوقية، أما الفصل الثاني فقد تناول قيام الدولة العثمانية وفتوحاتها، مع التعريف بأهم سلاطين العثمانيين في هذه المرحلة.

الفصل الثالث، خصصه الكاتب لمرحلة السلطان محمد الفاتح، وحدث فتح القسطنطينية على أهميته ومركزيته في تاريخ الدولة العثمانية، والتاريخ الإسلامي بشكل عام.

الفصل الرابع، تناول مرحلة السلاطين الأقوياء بعد محمد الفاتح، ثم في الفصل الخامس تناول بداية اضمحلال الدولة العثمانية، بدءًا من حكم السلطان سليم الثاني.

وأخيرًا الفصل السادس تناول عصر السلطان عبد الحميد، الذي كان آخر سلاطين الدولة العثمانية فعليًّا، ومحاولات الإصلاح التي جرت، ودور الحركات القومية التركية، والاستعمار الغربي في إنهاء وجود الدولة العثمانية، والدروس المستفادة من ذلك.