تم تأليف هذا الكتاب في ظروف خاصة يسردها مؤلفه، الدكتور سعيد إسماعيل علي، أستاذ التربية بجامعة عين شمس، في مقدمته له، وهي أحداث الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001م، وما رافق الحرب العالمية التي شنتها الولايات المتحدة بحجة الحرب على الإرهاب، وتضمنت جانبًا دعائيًّا شديد الأهمية، ينصب على وصم الإسلام بتهمة الإرهاب.
كما أن الكتاب يأتي ضمن مشروع فكري وفقهي متكامل للمؤلف، يستند إلى إحياء الفكر التربوي الإسلامي، وكانت بدايته عن الفكر التربوي في القرآن الكريم، ثم هذا الكتاب، عن الجوانب التربوية في السُّنَّة النبوية الشريفة.
الكتاب جاء في 515 صفحة، قسَّمها الكاتب إلى خمسة فصول، الفصل الأول منها حمل عنوان "السُّنَّة النبوية مصدرًا للتربية"، عمل فيه على تحرير المفاهيم الأساسية التي يتداولها في الكتاب، مثل معنى السُّنَّة، ومعنى الجديث النبوي، ودرجاته، والحديث القدسي، ونشأة علم الحديث، وأنواع السُّنَّة، ومنزلتها بالنسبة للقرآن الكريم، ووجوب العمل بها.
الفصل الثاني، حمل عنوان "البنية التربوية للشخصية المحمدية"، تناول فيه أثر البيئة المجتمعية، وأصول الرسول الكريم "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، في تشكيل هويته، والابتلاءات التي تعرض لها بعد تكليف الله عز وجل له بالبعثة، والتوجيه الرباني له في كل موقف عُرِضَ عليه.
ولقد توسَّع الفصل في تناول بعض الأمور الأخرى من السيرة النبوية، مثل أساليب الدعوة المختلفة التي تبناها الرسول الكريم "عليه الصلاة والسلام"، بما فيها الجهاد المسلح في سبيل الله، ومظاهر الحكمة والرشادة التي أبداها الرسول "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم".
كذلك عرُج على الكيفية التي تبناها النبي "عليه الصلاة والسلام"، في مجال تربية المسلمين، وتكوين الجيل الأول منهم، استجابة لأعباء الدعوة، وعملية تأسيس الدولة، والبناء الأُسَري، باعتبار أن الأسرة هي النواة الأهم للمجتمع الإسلامي.
الفصل الثالث "قضايا ومبادئ تربوية"، اشتقها الكاتب من السُّنَّة النبوية، مثل التقدير النبوي للعلم والتعلُّم، كأساس لعملية البناء الحضاري، وما يتطلبه ذلك فيما يخص عملية بناء الإنسان المسلم في العصر الحديث.
ولقد استغل المؤلف محتوى هذا الفصل، من أجل التأكيد على أهمية العلم وقيمة العلماء، وضرورة تطوير قطاعات التعليم والبحث العلمي ضمن عملية البناء الحضاري.
كما تناول أهمية تعليم النساء، ودوره في استكمال عملية التنمية البشرية والمجتمعية.
الفصل الرابع جاء عامًّا؛ حيث تناول "طرق التعليم وأساليبه"، وتناول فيه المؤلف بعض القضايا المعلقة بدور القدوة والوسائل الأهم التي تساعد في العملية التعليمية.
كذلك أكد على أهمية طرائق التفكير السليم، ودور الحوار والمناقشات في الخروج بنتائج إيجابية خلال عملية التعليم والتعلُّم.
أما الفصل الخامس والأخير من الكتاب، وكان عن "تعليم السُّنَّة وتعلُّمها"، فقد أكد الكاتب فيه على أهمية وضرورة تعلُّم السُّنَّة النبوية، في المجالات العقيدية والتربوية والأخلاقية، وغير ذلك من المجالات الأهم في حياة المسلم.
ولعل أهم ما في هذا الفصل؛ هو ما ذهب إليه المؤلف في شأن ضرورة تبني طرائق العلم الحديث في مجال تعلُّم السُّنَّة النبوية، بما في ذلك تقنيات المعلومات، والتي صارت لغة العصر، ولكنها للأسف غائبة عن مجالات التعليم في العالم الإسلامي.
وبشكل عام؛ فإن الكتاب بجانب تناوله للجوانب التربوية للسُّنَّة النبوية، وطرائق تعلمها؛ فقد كان به الكثير من الرسائل عن الأخلاق وتطوير التعليم وقضايا أخرى مهمة من بين أبرز شواغل الحركة الإسلامية في الوقت الراهن.
File | Action |
---|---|
sunbrotr.pdf | تحميل |