- Version
- عدد مرات التحميل 2332
- حجم الملف 14.55 MB
تُعتبر جدلية السياسة في العمل الإسلامي بين الأصل الشرعي وبين مقتضيات الواقع، من بين أبرز الأمور التي اشتغلت عليها الحركة الإسلامية المعاصرة في أدبياتها، في ظل الكثير من الارتباكات التي تحصل طيلة الوقت بسبب اشتباك الحركة الإسلامية مع واقع غير منضبط بأحكام الشريعة.
وبين أيدينا كتاب بعنوان: "السياسة بين الواقعية والشرعية"، وحمل عنوانًا فرعيًّا، هو: "مع دراسة نقدية لكتاب الأمير لـ(مكيافيللي)"، للأسير المقدسي، محمود عيسى، وصدر عن "دار العلوم العربية للطباعة والنشر" البيروتية.
الكتاب جاء في 304 صفحات، وتضمن أربعة فصول، كانت عبارة عن طيف واسع من القضايا والموضوعات السياسية والفقهية والتاريخية، كلها كانت تنصب في اتجاه توضيح الفوارق بين السياسة الشرعية وغير الشرعية، وضوابط التزام الواقع في بعض الأحيان، كانت السياسة في تاريخ دولة الإسلام الأولى، وقت النبوة، ثم دولة المسلمين بعد ذلك، وعوامل القوة الواجب اكتسابها لكي تستعيد الأمة سيادتها الحضارية.
الفصل الأول، في علم السياسة، وتناول تعريف علم السياسة، وماهية السياسة، والعلاقة بين السياسة والعلوم الأخرى، ولاسيما التاريخ والجغرافيا والاقتصاد.
وفي هذا الإطار، قدم الفصل تطوافًا واسعًا في السياسة في الدولة الإسلامية عبر التاريخ الإسلامي، بدءًا من الخلافة الراشدة، ثم الدولة الأموية، ثم الدولة العباسية، ثم الدولة العثمانية، قبل أن يتناول أحوال العالم الإسلامي بعد سقوط الدولة الإسلامية الجامعة.
وأشار في هذا الصدد إلى أهمية دور جماعة "الإخوان المسلمون" في استعادة فكرة الوجدة الإسلامية.
الفصل الثاني، "السياسة الواقعية"، تناول فيه المؤلف مفهوم سياسة مقتضى الواقع، وأهمية ومركزية القوة في هذا الإطار، والصراع على المكانة في عالمنا المعاصر، وعبر التاريخ.
الفصل الثالث، "السياسة الشرعية"، تناول فيه المؤلف المفاهيم التي تناولها في الفصل السابق، مثل عوامل قوة الدولة، العسكرية والاقتصادية والموارد البشرية، وكيفية توظيفها، ولكن من وجهة النظر الإسلامية.
وكان للسيرة النبوية، ودولة المدينة مركزية مهمة فيما قدمه الكاتب من أفكار في هذا الصدد.
وفي كلا الفصلَيْن، تناول المؤلف الكثير من الأمور حول مقدرات الأمة الإسلامية، والصراع بين دولة الإسلام وبين القوى الاستعمارية العالمية منذ دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة، وحتى ما بعد ثورات ما يُعرَف بالربيع العربي.
الفصل الرابع، "دراسة نقدية لكتاب الأمير" للسياسي الفلورنسي الشهير، نيقولا مكيافيللي، لم يقتصر على تناول أفكاره التي تنتمي إلى المذهب النفعي فحسب، وإنما قارنه مع مفاهيم الإسلام في مجال السياسة والحكم، لتبيان عدالتها ونزاهتها.
File | Action |
---|---|
alsiyasah-esa.pdf | تحميل |