- Version
- عدد مرات التحميل 11341
- حجم الملف 8.32 MB
تُعَدُّ الدعوة للإسلام وعقيدة التوحيد، من بين أهم واجبات الإنسان المسلم، وإن كانت – مثل القرآن الكريم، وأمور أساسية أخرى في حياة المسلمين – قد توارت بفعل الكثير من عوائد السياسة، وخصوصًا الاستعمار والاستبداد.
وفي حقيقة الأمر؛ فإنه ثمَّة مشكلات على المستوى التقني أو الفني للعمل الدعوي، ساعدت على فقدان الخطاب الدعوي لجاذبيته، وتحوله عن رسالته الأساسية في كثير من الأحيان.
في هذا السياق، شهدت عقود الصحوة الإسلامية الأخيرة مساعٍ حثيثة من أجل إعادة تأصيل الدعوة الإسلامية والخطاب الدعوي السليم، من خلال العودة إلى الأصول، من القرآن الكريم، والسُّنَّة النبوية الشريفة، وعلماء المسلمين الثقات، من خلال كتب ودراسات مُحَكَّمَة التزمت المنهج العلمي في العرض، ومنها الكتاب الذي بين أيدينا.
الكتاب الذي وضعه الدكتور محمد أبو الفتح البيانوني، الأستاذ المشارك في المعهد العالي للدعوة الإسلامية بالمدينة المنورة، جاء في 454 صفحة، وحمل عنوانًا فرعيًّا، هو: "دراسة منهجية شاملة لتاريخ الدعوة وأصولها ومناهجها وأساليبها ووسائلها ومشكلاتها في ضوء النقل والعقل".
ونقف أمام أهم ما في هذا الكتاب، وهو وضع الكاتب لأداة العقل بجوار النقل في تنسيق العمل الدعوي، وأدواته وآلياته، وهو تطور كبير في الفكر الدعوي في العالم الإسلامي، بعد قرون من الاقتصار على النقل، وهو ما قاد إلى جمود في الخطاب، وبالتالي؛ انصراف الجمهور عن حديث الدعاة.
وفي مستهل كتابه الذي وضعه المؤلف في فصول ستة، بالإضافة إلى مقدمات وخاتمة، مع فهارس متنوعة في محتواها الموضوعي، يؤكد الكاتب على أوجه القصور القائمة في العمل الدعوي، بين مَن يفرط في الجانب الأدبي والأداء الوعظي على حساب النواحي العلمية، وبين توقف العديدين من أصحاب المنهج العلمي عند بعض الجوانب دون الأخرى فيما يخص قضايا الدعوة.
ومن الملاحظ أن المؤلف التزم الجانب العلمي بشكل كبير في كتابه؛ حيث بدأ بتمهيدات ومقدمات حرَّر فيها المفاهيم التي يستخدمها في كتابه، ومنها علم الدعوة والشريعة والمنهاج.
الفصل الأول من الكتاب تناول فيه تاريخ الدعوة منذ ما قبل الإسلام، ثم في مرحلة النبوة، والخلفاء الراشدين، ثم في العهد الأموي، ثم العباسي، فالعثماني، وصولاً إلى الدعوة في العصر الحديث.
الفصل الثاني من الكتاب، تناول أصول الدعوة، بدءًا من القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية، وسلوك الخلفاء الراشدين، وصولاً إلى نتاج فكر العلماء وجهدهم في هذا المجال، كما تناول فيه أركان الدعوة، وأولها لديه كان الداعية، ثم المدعو بأنواعه المختلفة، وكيفية التعامل مع كل نوع منها.
أما الفصل الثالث، فقد تناول فيه المؤلف مناهج الدعوة المختلفة، ومنها المنهج العقلي وركائزه، وخصائص المناهج الدعوية بشكل عام، مثل الانضباط والتدرج والاستمرار.
الفصل الرابع كان في أساليب الدعوة، وفيه تناول أهمية أساليب الحكمة والقدوة والمجادلة، وأسلوب الموعظة الحسنة، داعيًا إلى ضرورة التطوير المستمر لأساليب الدعوة، بمقتضى الحال ومستجداته.
أما الفصل الخامس؛ فقد تناول وسائل الدعوة وضوابطها الشرعية، وأهمية عناصر الصبر والمثابة والتخطيط.
وأخيرًا، فهو يتناول في الفصل السادس، مشكلات الدعوة وعقباتها، سواء الداخلية، ولاسيما "الذاتية"، أو الخارجية، مثل مكر أعداء الدين والأمة، بجهود الدعوة.
وفي الحلول، يُلاحَظ أن الكاتب ركَّز على أهمية التجرُّد والإخلاص، وكذلك التعاون في مواجهة مشكلات الدعوة في عالمنا المعاصر.
File | Action |
---|---|
المدخل إلى علم الدعوة.pdf | تحميل |