- Version
- عدد مرات التحميل 24700
- حجم الملف 24.86 MB
حَظِيَ هذا الكتاب بالكثير من الاهتمام بعد أن أدى ضمن أسباب أخرى إلى اعتقال مؤلفه، الداعية السعودي المعروف صاحب المواقف المعارضة للحكومة السعودية، الدكتور سفر الحوالي.
وفي حقيقة الأمر؛ فإن الكتاب على أكبر جانب من الأهمية في نقطة صناعة الفهم والوعي فيما يتعلق بحقيقة الأوضاع التي تمر بها الأمة، وموجبات التعامل معها، وكيفية استعادة خيرية الأمة، وفق نسق دقيق من التوصيف؛ العقدي، والتاريخي، بالمعنى الواسع للتاريخ، الذي يشمل الواقع، وصولاً إلى رسم خريطة للمستقبل.
والكتاب ضخم؛ حيث جاء في 3060 صفحة، قسَّمه المؤلف إلى 11 قسمًا مختلفًا، مع مقدمة تضمنت تحريرًا للمفاهيم الأساسية التي يتناولها الكتاب، وخاتمة تضمنت خلاصات وتوصيات، مع ملاحق ناهزت الـ700 صفحة.
رسالة الكتاب الأساسية، هي في أن الأمة المسلمة تواجه عبر تاريخها الكثير من التحديات في إطار محاولات التعطيل الحضاري التي تمارسها في حقها الحضارة الغربية، بمحتواها المسيحي اليهودي؛ حيث يؤكد أن الغرب يشن في الوقت الراهن حربًا صليبية جديدة على العالم الإسلامي.
ويشير إلى أن هذا الصراع الحضاري ليس في صالح الأمة في الوقت الراهن في ظل معاناتها من العديد من مظاهر التراجُع الحضاري.
وفي إطار رسالته الأصلية من الكتاب، وهي استهدفت الفهم كما تقدَّم؛ حرص المؤلف على تحرير المفاهيم التي يتناولها الكتاب كافة، وأهمها مصطلح أو مفهوم "الحضارة".
في الأقسام الأولى من كتابه، قدم عرضًا وافيًا لعناصر تميُّز الحضارة الإسلامية، في استنادها إلى الكتاب والسُّنَّة، وأنه من الضروري أن تتحاكم الأمة إلى شريعة الله تعالى إذا ما أرادت استعادة تقدمها.
كذلك تناول في هذه الأجزاء التطور التاريخي الذي مرت به الأمة في الجانب العقدي، مع ظهور بعض المذاهب الهدَّامة فيها، مركزًا على الصوفية والمرجئة والرافضة، أو الشيعة، مشيرًا إلى دور الدعوة الوهابية السلفية فيما وصفه بتجديد الحضارة الإسلامية.
وفي الأقسام التالية من الكتاب، قدم تفصيلاً في معالم الفكر السياسي والإنساني الإسلامي، وفضله على الحضارات الأخرى، حتى في عصرنا الراهن، وأهمية أن تعود الأمة إلى جوهره المبني على الدين، وعدم التشبُّه بالحضارات الأخرى وقيمها، في ظل كون جوهرها يقوم على أساس من الأفكار والقيم الكُفريَّة التي تخالف المعتقد الإسلامي.
كذلك عمل على إحداث مقارنات مفصَّلة بين مكونات الفكر الإسلامي في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وما يطرحه الغرب والحضارات الإنسانية الأخرى، وأفضلية ما يقدمه الإسلام في هذا الصدد، مركزًا على التعاملات الاقتصادية، وقضية المرأة، والحقوق والآداب.
وفي السياق العام للكتاب؛ فإن المؤلف حرص على أن يعطي للقارئ الروافد الأساسية للإسلام في مختلف المجالات، في الفنون والعلوم والآداب كافة، فهو حتى يتناول كيف يقدم الإسلام الفكر العلمي، بمختلف جوانبه، سواء في التجريب العملي، أو في الأسس الأخلاقية التي ينهض عليها، وفضل العلماء المسلمين على الحضارة الغربية في هذا الصدد.
ثم، وفي الأجزاء الأخيرة من كتابه، يقدم تصوراته في كيفية نهوض الأمة مجددًا، من خلال حركة إصلاحية شاملة، وتصوراته للمستقبل؛ حيث يتوقع انهيار الحضارة الغربية بسبب الانحرافات التي تعاني منها، والتي تخالف قوانين العمران السليمة، إلا أنه لا يتوقع نهضة الأمة المسلمة مرة أخرى، إلا بالعودة إلى جذورها التاريخية، وأصولها الدينية، وإحياء فريضة الجهاد.
كانت ملاحق الكتاب ثرية كذلك؛ حيث وجه نصائح إلى العلماء والدعاة، وكذلك إلى أسرة آل سعود الحاكمة في المملكة العربية السعودية، وفيها الكثير من الانتقادات الموجهة إليها في صدد الاعتمادية على الغرب والولايات المتحدة في أمور أمنها القومي لو صحَّ التعبير، بحجة مواجهة إيران، مشيرًا إلى أن الغرب بخططه أخطر بكثير من إيران على المملكة والأمة الإسلامية بالكامل.
File | Action |
---|---|
المسلمون والحضارة الغربية .pdf | تحميل |