المنهج الحركي للسيرة النبوية- منير الغضبان

تُعتبر موسوعة "المنهج الحركي للسيرة النبوية"، للدكتور منير الغضبان، من أكثر الأدبيات التي حَظِيَتْ بالانتشار في أوساط الحركة الإسلامية، منذ صدوره في العام 1990م.

والموسوعة تسد فراغًا كبيرًا في الجوانب المفاهيمية والمعرفية في أكثر من مستوى، سواء فيما يتعلق بالتاريخ الإسلامي في مرحلة البعثة، وقراءته بصورة غابت عن أدبيات الفكر الإسلامي ربما لقرون بفعل أثر التراجع الذي عرفته أوضاع الأمة، وأثر الاستعمار وأغراضه بين ظهرانينا.

كما أن الموسوعة تقدم الكثير من المعارف المتعلقة بفقه الجهاد والسياسة والحكم في الإسلام، في لغة معاصرة يمكن قبولها واستيعابها من جانب مختلف الفئات العمرية والشرائح العقلية، بما في ذلك الأجيال الجديدة التي تعاني من عقود من إهمال التربية والتنشئة الفكرية السليمة.

الموسوعة جاءت في مجلدَيْن، شملا ثلاثة أقسام، بإجمالي 660 صفحة.

المجلد الأول، تضمن القسمَيْن الأول والثاني من الموسوعة. القسم الأول، تضمن مفاهيم أساسية مثل ماذا يعني المنهج الحركي، وثلاثة مراحل من السيرة النبوية، تتضمن المرحلة المَكِّيَّة من البعثة، وكيف تعامل الرسول الكريم "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، مع كل محطة منها، وفق مقتضى الحال، ومتطلباتها، والقواعد الشرعية التي أرساها تعامله مع كل حالة وموقف منها، وتدعيم ذلك بنصوص القرآن الكريم.

هذا القسم من الموسوعة، تضمَّن المرحلة الأولى من البعثة، وسرية الدعوة فيها، ثم مرحلة الجهر بالدعوة، وأخيرًا مرحلة الإعداد لبناء الدولة، في بيعتَيْ العقبة الأولى والثانية، وما تضمنته هذه المراحل الثلاث من حوادث كبار، مثل الهجرة إلى الحبشة، ودور المرأة في الدعوة وعملية الإعداد.

القسم الثاني، تضمن مرحلة تأسيس الدولة، منذ وصول النبي الكريم "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، إلى المدينة، وحتى غزوة "الخندق"، وكيف أدار شؤون الحكم والسلم والحرب، والعلاقات السياسية مع مختلف الأطراف داخل وخارج المدينة.

وتتبع المؤلف في هذا الصدد، غزوات الرسول "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، وتبعات كلٍّ منها، ودلالات النصر فيها، والهزيمة في "أُحُد"، وما نزل من أحكام في شأن القتال والجهاد، وكيف تعامل الرسول "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، في هذه المرحلة، مع اليهود والمنافقين.

المجلد الثاني من الموسوعة، عَرَض فيه المؤلف المراحل التالية لغزوة "الأحزاب" أو "الخندق"، من السيرة النبوية، وحتى وفاته "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، ولكن بطريقة عرض جديدة؛ حيث تناول هذه المرحلة من السيرة النبوية، في صورة سمات، وعرض 18 سمة أساسية لدولة الإسلام في المدينة، والأحداث التي شهدتها.

ومن بين أهم هذه السمات، إنهاء الوجود اليهودي في شبه الجزيرة العربية، وبدء مرحلة انفتاح الدولة على العالم الخارجي، من خلال مراسلة ملوك وأباطرة هذه الدول، والحروب التي خاضتها الدولة الوليدة للدفاع عن كيانها في مواجهة أعداء الداخل والخارج، ولاسيما مع المنافقين واليهود والدولة الرومانية، وحتى فتح مكة المُكَرَمة، وإنهاء الوجود الوثني في شبه الجزيرة العربية، ثم وفاة الرسول الكريم "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم".