حق العودة مقدس وقانوني وممكن – د. سلمان أبو ستة

يُعتبر الدكتور سلمان أبو ستَّة، من أهم الأكاديميين الفلسطينيين والعرب الذين كتبوا في الجانب التاريخي والقانوني حول الجوانب المتعلقة باللاجئين والأرض في القضية الفلسطينية، وهي الجوانب الأهم للقضية؛ حيث المشروع الصهيوني -ببساطةٍ غير مُخِلَّة- عبارة عن عملية إحلال المهاجرين اليهود محل الفلسطينيين على أرض الأخيرين.

وبين أيدينا كتاب من الكتب والأدبيات العديدة التي أخرجها الدكتور أبو ستَّة في هذا المجال المهم، بعنوان: "حق العودة.. مقدس وقانوني وممكن".

والكتاب من نوعية الكتب التي وضعها أبو ستَّة، وتتناول القضية بجوانبها المختلفة، وترد في ذات الوقت على دعاة التيئيس والإحباط الذين يرون -انبهارًا بقوة الكيان الصهيوني وقوة داعميه- أنه لم يعد من الممكن الحديث عن استعادة الحقوق من جانب أصحابها، بالذات في قضية مفصلية مثل قضية اللاجئين التي تتصل بقضية الأرض بشكل تلقائي.

الكتاب صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، في العام 2001م، وجاء في 211 صفحة، متضمنًا كعادة أدبيات ومؤلفات أبو ستَّة، الكثير من الصور والخرائط التي توثِّق الحق الفلسطيني في الأرض والعودة.

الكتاب تضمن مجموعة من المقالات، ولكنها كانت منضبطة بالمنهجية العلمية، تناول فيها أبو ستَّة تاريخ الجدل السياسي والقانوني حول حق العودة، بدءًا من قرار التقسيم في العام 1947م، والدعوات الخاصة بإنشاء "هيئة أرض فلسطين"، وسلوك العصابات الصهيونية لإخلاء الأرض من قاطنيها، من خلال منظومة منهجية من المذابح التي هدفت إلى التطهير العرقي للفلسطينيين من قراهم ومدنهم.

كما يتناول المؤلف في كتابه موضوع التعويضات التي يجب دفعها للاجئين الفلسطينيين بسبب تدمير منازلهم وأراضيهم الزراعية ومصالحهم الاقتصادية في الأراضي التي استولت عليها العصابات الصهيونية خلال حرب العام 1948م.

الكتاب صدر في فترة المفاوضات التي أعقبت مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط عام 1991م، وكانت لا تزال هناك مفاوضات بين سوريا والكيان الصهيوني، فتناول أبو ستَّة قضية الحدود بين سوريا وفلسطين و"إسرائيل" كما قال، وأهمية دعم المفاوض السوري.