رياض الأنس في بيان أصول تزكية النفس- إبراهيم العلي

قد يظن البعض ظنًّا خاطئًا، من أن الرقائق من الأمور الهامشية في حياة المسلم، بينما هي على أكبر قدر من الأهمية؛ حيث تتصل بمنطقتَيْن هما الأهم بالنسبة للمسلم، وهما الإيمان والأخلاق.

وبالتالي؛ فإن مسألة تزكية النفس، ولاسيما من خلال العبادات، وعلى رأسها الصلاة وقراءة القرآن الكريم، هي من الأمور المهمة، في ظل تنقيتها للنفس الإنسانية من الشوائب، ومن أدران الدنيا.

وتزداد أهمية هذا الباب من الدَّرْس؛ ضغوط الحياة المتزايدة، وفتنة الدنيا المتنامية، والتي تنبأ الرسول الكريم "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، بأنه سوف يأتي على المسلمين فترة، القابض فيها على دينه كالقابض على الجمر.

وبين أيدينا كتاب بعنوان "رياض الأُنس في بيان أصول تزكية النفس"، جمع مادته المفكر الإسلامي الراحل، الشيخ إبراهيم محمد العلي، وقدَّمه الدكتور أحمد الرَّقْب، يشمل مادة ثرية من القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية الشريفة، تقدم غذاءً مفيدًا للروح والنفس الإنسانية، وترد على الكثير من التساؤلات الحائرة التي تواجه الكثير من المسلمين في عصرنا الحالي، الذي طغت فيه المادة على الحياة الإنسانية.

الكتاب جاء في 125 صفحة، وجاء في ثلاثة فصول، مع مجموعة من المقدمات، تناول فيها الكاتب بشكل غلبت عليه اللغة الصوفية، أهمية تزكية النفس على النحو المتقدِّم.

الفصل الأول من الكتاب تناول حمل مسمَّى "ميدان المقامات القلبية"، تناول فيه أول ما تناول، الإيمان وأهميته في هذا الصدد، ثم مجموعة من القيم التي رأى أنها المرتكز الأساس لتحقيق الارتقاء بالنفس، والوصول إلى منزلة النفس المطمئنة، مثل الإخلاص والتقوى وعلو الهمة، وكذلك الاستقامة والصدق، ومحبة النبي "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، وغير ذلك.

الفصل الثاني، حمل مسمَّى "ميدان الأخلاق والسلوك"، وأكد فيها على أهمية أداء الفرائض والسُّنَن، وكذلك حفظ الآداب والمروءة، كما تناول أهمية الصحبة وأثرها على النفس الإنسانية؛ إيجابًا أو سلبًا.

الفصل الثالث والأخير، تضمن الغاية المرجوة من التزكية، وما أطلق عليه الشيخ العلي مسمى "تحقيق الربانية".

الكتاب تضمن في نهايته، مجموعة من الكلمات في نعي الشيخ العلي الذي توفي قبيل نشر الكتاب، في العام 2004م.