سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد – صلاح الخالدي

يُعتبر سيد قطب أحد أهم مفكري الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية المصنَّفة وسطية في ذات الوقت.

وبخلاف كتاباته؛ فإن سيرته الذاتية تُعتبر لدى الكثيرين بمثابة إلهام في مجال الصبر والصمود على المبدأ والكلمة، مهما كلفه ذلك، حتى ولو كان تعذيبًا طويلاً، أو إعدامًا.

وبين أيدينا كتاب بعنوان: "سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد"، لأحد أبرز مفكري الإخوان المسلمين بدوره، وهو الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي، الذي تخصص في الكتابة عن سيد قطب؛ حيث له سبعة كتب عن سيرة وأفكار وكتب سيد قطب.

الكتاب جاء في 607 صفحات، وبجانب السيرة الذاتية لقطب، فإنه كذلك تناول محطات مهمة من تاريخ مصر السياسي والثقافي، وتاريخ جماعة "الإخوان المسلمون".

الخالدي قدَّم كتابه في ثلاثة أقسام، الأول، كان بعنوان "مع سيد قطب في حياته الأدبية"، وبعد تناوله بدايات ونشأة قطب، وأصوله وجذوره، تناول المؤلف فيه مظاهر تأثر قطب بعباس محمود العقاد، وعلاقات قطب مع كبار المفكرين والأدباء.

كما قدَّم الكاتب قراءة في أدبيات قطب في هذه المرحلة، مثل مقالاته وكتاباته النقدية، ومعاركه الفكرية.

كذلك تناول الخالدي في هذا القسم، رحلة قطب الشهيرة إلى الولايات المتحدة، والتي غيَّرت الكثير من مفاهيمه، والمرحلة التي سبقتها، والتي وصفها المؤلف بأنها رحلة ضياع، وأبرز اتجاهاته الفكرية في هذه المرحلة.

القسم الثاني، كان بعنوان: "سيد قطب في مسيرة حياته الإسلامية"، وهي الفترة الأهم في حياة قطب، وفي حياة الإخوان المسلمين كذلك؛ حيث وصف مرحلة انتماء قطب إلى الجماعة، بأنها مرحلة الميلاد الثاني لها.

حفل هذا القسم بمحطات مهمة من الحياة السياسية في مصر، وعلى مستوى الجماعة، مثل ثورة 23 يوليو 1952م، والعلاقات التي جمعت قطب والإخوان برجال الثورة، ثم الصدام الشهير بين الجانبين، والذي انتهى بسجن قطب للمرة الأولى بعد أحداث العام 1954م.

وتتبع المؤلف في هذا القسم محطات قطب مع السجن، منذ هذه المحنة، وما تعرض فيها من تعذيب، وأثر ذلك على إنتاجه الفكري، وخصوصًا كتابَيْه "معالم في الطريق"، و"في ظلال القرآن"، ثم الإفراج الوجيز عنه، قبل اعتقاله للمرة الثانية، والتي أُعدِم فيها.

أما القسم الثالث؛ فقد جاء بعنوان: "صفات سيد قطب وتراثه"، وفيه حلل المؤلف شخصية قطب، وأبرز ما كتبه، سواء مقالاته أو كتبه المطبوعة، وأبرز ملامح منهج سيد قطب البحثي.