- Version
- Download 20
- File Size 10.52 MB
- File Count 1
- Create Date 20 يونيو,2025
- Last Updated 21 يونيو,2025
صدام الحضارات - حسن الباش
يتناول كتاب "صدام الحضارات – حتمية قدرية أم لوثة بشرية؟" للكاتب السوري حسن الباش واحدة من أكثر القضايا الفكرية والسياسية إثارة للجدل في العصر الحديث، وهي فكرة صدام الحضارات كما طرحها المفكر الأمريكي صموئيل هنتنغتون. ينطلق المؤلف من سؤال محوري: هل هذا الصدام حتمي لا مفر منه، أم أنه نتاج تهييج فكري وسياسي تغذيه قوى الهيمنة العالمية؟ يعرض الكاتب أطروحة هنتنغتون التي تنبني على أن العالم بعد الحرب الباردة سيدخل في صراعات ثقافية بين حضارات كبرى، خصوصًا بين الحضارة الغربية من جهة، والحضارات الأخرى – وعلى رأسها الإسلامية – من جهة أخرى، ويرى أن هذه الرؤية ليست توصيفًا موضوعيًا للواقع بقدر ما هي مشروعٌ أيديولوجي لتكريس النفوذ الغربي، وتبرير الصراعات المستقبلية تحت غطاء "الدفاع عن الحضارة الغربية".
يقدم الباش نقدًا عميقًا لهذا التصور من زوايا متعددة: فكرية وتاريخية وإنسانية. ويرى أن افتراض العداء الجوهري بين الحضارات يفتقر إلى الأساس الواقعي، ويستند إلى صور نمطية موروثة عن الاستعمار والإمبريالية الثقافية. كما يبرز أن الحضارة الإسلامية لم تكن في تاريخها خصمًا للغرب أو لغيره، بل كانت منفتحة على الثقافات، وأسهمت في بناء الحضارة الإنسانية من خلال الترجمة والتلاقح المعرفي، وأنها شهدت لحظات من التعايش الرفيع، خاصة في الأندلس وبلاد الشام. ولذلك، يدعو المؤلف إلى استحضار هذا التراث الحضاري الإنساني الذي يُظهر أن التفاعل والتكامل بين الحضارات هو الأصل، وأن الصدام هو الاستثناء الذي يُغذيه الجهل والتعصب والمصالح السياسية.
لا يكتفي المؤلف بنقد الأطروحة الغربية، بل يعيد النظر في تعامل المسلمين أنفسهم مع فكرة الحضارة، ويحذر من الوقوع في ردّ فعل متشنج يجعلهم يتبنون خطابًا انعزاليًا أو دفاعيًا. فبدلًا من الشعور بالمظلومية المستمرة أو الاستكانة للتوصيفات الغربية، يقترح الباش أن تعيد الأمة صياغة موقعها الحضاري برؤية إيجابية تستند إلى مقوماتها الذاتية، مع الاستفادة من منجزات الحضارات الأخرى. ويعرض الكاتب نماذج من المفكرين الغربيين الذين رفضوا فكرة الصدام، وانتقدوا النزعة الاستعلائية في السياسات الغربية، ليؤكد أن الانفتاح ممكن، وأن النخب الفكرية في كل حضارة قادرة على مدّ الجسور بدلًا من حفر الخنادق.
الكتاب موجّه إلى كل من يهمه أمر العلاقة بين الإسلام والغرب، ويرغب في فهم أعمق لسياقات الصراعات الحضارية في الخطاب المعاصر، وهو دعوة صريحة للخروج من ثنائية "نحن وهم" نحو أفق إنساني أرحب. إنه محاولة لإعادة الاعتبار لمفهوم "الحوار الحضاري" كبديل عن منطق الصدام، وتحفيز العقل المسلم على تبني خطاب حضاري نقدي يُعيد الثقة بالنفس، ويؤسس لعلاقات دولية قائمة على التفاهم والعدالة، لا على الصراع والهيمنة.
Attached Files
File | Action |
---|---|
_صدام_الحضارات -حسن الباش.pdf | تحميل |