• Version
• Download 68
• File Size 5.48 MB
• File Count 1
• Create Date 15 مايو,2025
• Last Updated 18 مايو,2025

فقه السياسات العامة - جمال الحمصي

يتناول كتاب فقه السياسات العامة إشكالية العلاقة بين الفقه الإسلامي ومجال السياسات المعاصرة، في محاولة لردم الهوة بين الفكر الشرعي والواقع الإداري والتنموي للدولة الحديثة. يسعى المؤلف إلى تأصيل مفهوم "السياسات العامة" ضمن رؤية إسلامية شاملة، تدمج بين أصول الفقه ومقاصد الشريعة من جهة، ومتطلبات الواقع السياسي والإداري من جهة أخرى. وهو بذلك يقدم نموذجًا متقدمًا للتفكير الفقهي الوظيفي الذي يتجاوز القضايا التقليدية إلى قضايا الأمة الكبرى في الحكم، والإدارة، والتنمية، وحقوق الإنسان، والتخطيط، وسائر ما يدخل في صناعة القرار العام.

يعرض الكتاب في فصوله الأولى المفهوم الحديث للسياسات العامة كما تدرّسه علوم الإدارة والسياسة، ثم يربط ذلك بجذوره الشرعية في فقه السياسة الشرعية وفقه المقاصد، مبينًا أن الإسلام لم يغفل البُعد المؤسسي للدولة، بل وضع قواعد عامة لإدارة شؤون الناس بما يحقق المصلحة ويدرأ المفسدة. ويُبرز كيف أن التجربة النبوية والخلافة الراشدة تضمّنت الكثير من السياسات المدروسة التي راعت تغير الأحوال وتنوع البيئات، وحققت مقاصد الشريعة من خلال أدوات مرنة ومتغيرة.

يسعى المؤلف إلى بيان أن السياسات العامة ليست بالضرورة مجالاً علمانياً منفصلاً عن الدين، بل يمكن أن تكون ساحة لتطبيق الشريعة ومقاصدها، إذا ما وُضعت لها قواعد منهجية منضبطة، تراعي الواقع وتعتمد على الاجتهاد المؤسسي، وتربط الفتوى بالسياسة، والنص بالمصلحة، والحكم بالرؤية الكلية. كما يطرح إشكالية التباعد بين الفقهاء والممارسين في الواقع السياسي، ويدعو إلى إنشاء مرجعية علمية وسطية تتفهم اللغة الشرعية واللغة الإدارية الحديثة معًا.

ويُميز الكتاب بين ما يسميه "الفقه الفردي" و"الفقه المؤسسي"، مؤكدًا على أن غياب الأخير هو أحد أسباب تخلف المجتمعات المسلمة، كما يدعو إلى إعادة صياغة مناهج الفقه لتشمل دراسة السياسة، والإدارة، والعلاقات الدولية، من منظور شرعي، يعيد بناء وعي الطالب الفقهي بمسؤولياته تجاه الشأن العام.

الكتاب يُقدّم عددًا من التطبيقات الواقعية لما يسميه "فقه السياسات العامة"، في قضايا مثل التنمية، العدالة الاجتماعية، التعليم، الإعلام، الأمن، والحريات، موضحًا كيف يمكن للنصوص أن تُفعّل من خلال سياسات مرنة تخدم المقاصد وتراعي الواقع دون تفريط أو تغريب.

Attached Files