- Version
- عدد مرات التحميل 6576
- حجم الملف 5.31 MB
من بين الحقائق الغائبة عن مفاهيم أبناء المجتمعات العربية والمسلمة، أن الوقت هو المورد الوحيد غير القابل للتعويض؛ حيث إن جميع الموارد المتاحة للإنسان يمكن تعويضها، بما في ذلك المال والصحة، إلا الوقت؛ حيث إنه ما فات من الزمن لا يمكن استعادته بحال.
وهي حقيقة أدركها العلماء عبر التاريخ؛ حيث كانت قضية استغلال الوقت بالنسبة لهم، أحد أهم بنود تفكيرهم، وطرائق تعاملهم مع الحياة ذاتها.
وبين أيدينا كتاب لأحد أبرز المفكرين الحركيين في التاريخ المعاصر، وهو الأستاذ عبد الفتاح أبو غُدَّة، بعنوان: "قيمة الزمن عند العلماء"، وهو كتاب على قدر كبير من الأهمية، بحيث طُبِعَتْ منه عشر طبعات، عن مكتبة المطبوعات الإسلامية في حلب، بسوريا.
الكتاب جاء في 160 صفحة، وجعله الكاتب في صورتَيْن أساسيتَيْن من فنون العرض.
الفن الأول، هو عرض قطوف من كتابات ومواقف خلدتها كتب التراث والتاريخ الإسلاميَّيْن، لعلماء مسلمين؛ كيف كانوا حريصين على الوقت، وكيف كانوا يوظفونه في خدمة العلم ورسالتهم في الحياة.
الفن الثاني، مقالات موجزة للكاتب نفسه، حول قيمة الوقت، وأهمية هذا المورد، ونظرة الإسلام له، وكيف نظمت الشريعة الإسلامية التعامل مع الوقت.
وفي ذلك، ركز المؤلف على أحاديث للرسول الكريم "صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، للتدليل على وجهات نظره وحديثه، مثل الحديث الشريف الذي يسرد فيه الرسول "عليه الصلاة والسلام"، الأمور التي سوف يُسأل الإنسان عنها في آخرته، وكان من بينها "عمره فيما أفناه".
ومن خلال مطالعة القطوف التي اختارها الكاتب للعلماء المسلمين؛ نلاحظ حرصه على أن يكون الحديث مشفوعًا بإنجاز، فاختار أئمة كبار، مثل الحسن البصري والإمام الشافعي والجاحط، ممَّن عُرِفَ عنهم الإنجاز وكثرة النتاج الفكري، للتشجيع على تبني الأدوات التي وردت في قطوفهم عن أهمية الوقت وكيفية استغلاله بالكفاءة المطلوبة.
File | Action |
---|---|
kizmol.pdf | تحميل |