- Version
- عدد مرات التحميل 6410
- حجم الملف 7.44 MB
بالرغم من المركزية الكبرى التي للقرآن الكريم في حياة المسلم، إلا أن ظروفًا سياسية وثقافية واجتماعية، قادت في القرنَيْن الأخيرَيْن إلى أن يتوارى القرآن الكريم في خلفية اهتمامات ومُوجِّهات الفرد المسلم.
ولقد كان هذا الأمر واضحًا لدى المفكرين الكبار في الحركة الإسلامية؛ حيث رفعت الحركة هدفها الأساسي، ممثلاً في إعادة إحياء الإسلام الصحيح في نفوس أبناء الأمة، وهو ما لن يكون من دون مركزية القرآن الكريم.
وبين أيدينا كتاب على أكبر قدر من الأهمية في هذا الصدد، وهو كتاب "كيف نتعامل مع القرآن؟"، للمفكر الإسلامي المجدِّد، الشيخ محمد الغزالي.
الكتاب بشكل عام، بجانب الرسالة السابقة، المتعلقة بإعادة إحياء أهمية القرآن الكريم في عقيدة المسلم ومُوجِّهات تفكيره وسلوكه؛ فإنه له أهمية في كيفية توظيف العقل الإنساني في فهم الدين والظواهر المحيطة بالإنسان بشكل عام، وهي واحدة من أهم علامات وسمات منهج الشيخ الغزالي.
الكتاب جاء في 230 صفحة، وهو عبارة عن 78 مقالة تناولت مختلف القضايا المتعلقة بالقرآن الكريم؛ لجهة قيمته في الجانب العقيدي والفكري لدى المسلم، والبواعث والضرورات التي تفرض في الوقت الراهن إعادة إحيائه في نفوس المؤمنين بهذا الدين، وكذلك أهمية أن يتم ذلك الإحياء من خلال منظومة متكاملة من الرؤى التي تراعي المحتوى المتنوع والوظائف متعددة الأبعاد لكتاب الله تعالى.
أول مقالتين في الكتاب كانتا بمثابة تقديم للدكتور طه جابر العلواني، ركَّز فيه على واقع القرآن الكريم المتواري لدى المسلمين، وضرورات وكيفية إحيائه في نفوسهم، ومدارسة للدكتور عمر عبيد حسنه، ، بشأن أهمية وكيفية استعادة ارتباط عقل ووعي المسلمين، فرادى، ومجتعات وأمة بالقرآن الكريم.
النقاط المهمة التي تناولها الدكتور حسنه في تقييمه لمقالات الشيخ الغزالي في هذا الصدد، تتعلق بالأبعاد المتعددة للمحتوى القرآنية، ووظائف كتاب الله تعالى المتنوعة؛ حيث أشار إلى أن القراءة الجديدة والتدبُّر المعاصر للقرآن الكريم، يفترضان على المسلمين أن يكون هناك قراءة متخصصة لكل جانب من القرآن الكريم، بين ما هو عقيدي وفقهي، وما هو سياسي، وما هو علمي، وما هو اجتماعي.
المقالات الأساسية للشيخ الغزالي ربطت بين ما وصفه بـ"أمية الشريعة" لدى المسلمين، ودور القرآن الكريم في القضاء على هذه الأمية، من مختلف الاتجاهات، بما في ذلك معرفة المسلمين بشريعتهم، وبدورهم الحضاري، فرادى وأمة.
كما تناولت مختلف القضايا ذات الصلة بالقرآن الكريم في حياة الأمة، وكيفية فهم وتدبُّر كتاب الله تعالى، بدءًا من أهمية تعلم اللغة العربية بالشكل السليم لفهم القرآن الكريم، وصولاً إلى النسق الذي وضعه القرآن الكريم للمسلمين لكي يتصدروا رَكْب الحضارة الإنسانية.
كما تناول الشيخ الغزالي في الكثير من مقالاته في هذا الصدد، لدور القرآن الكريم في عصمة الأمة، وكذلك ضرورة فهمه لفهم السُّنَن الربانية في الخلق، مثل سُنَّة التدافع والتسخير، وكيف يقود العمل بالقرآن الكريم إلى تحقيق سُنَّة خيرية الأمة وشهادتها على الأمم الأخرى.
وثمَّة ملاحظة مهمة في كلمات الشيخ الغزالي، ومن قبله الدكتور حسنه في تناولهما لـ"ظاهرة" الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، حيث حذَّرا من التوسع المُبالَغ فيه، فيها، وكان الاتجاه الغالب على كيفية تدارس القرآن الكريم، تميل إلى الجانب الحضاري والفكري والعقيدي أكثر.
File | Action |
---|---|
2309.pdf | تحميل |